القبة الحديدية: فقاعة الحماية والنظام الدفاعي التي تختبئ إسرائيل وراءه
منظومة “مقلاع داوود” المعروفة باسم “العصا السحرية” ومنظومة “السهم” ومنظومة “القبة الحديدية”، ثلات عناصر رئيسية لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي فالعصا السحرية مهمتها اعتراض الصواريخ متوسطة المدى والطائرات بدون طيار ومنظومة “السهم” مهمتها اعتراض الصواريخ بعيدة المدى.
أما فيما يتعلق بالقبة الحديدية فالوضع مختلف فتستطيع اعتراض الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية وتدميرها مما جعلها في موضع آخر باعتبارها قادرة على حماية الحياة داخل إسرائيل، ليصبح بمثابة فقاعة الحماية التي تحيط بها، فما حكاية تلك القبة؟
حكاية النظام الدفاعي الأهم لإسرائيل
تعود جذور هذا النظام الدفاعي إلى الحرب التي خاضتها إسرائيل مع حزب الله اللبناني في 2006، عندما أطلقت آلاف الصواريخ على إسرائيل، ما تسبب في أضرار جسيمة وعمليات إجلاء جماعية، ولذلك فكرت إسرائيل في إنشاء شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة وصناعات الفضاء الإسرائيلية مع بعض الدعم الأمريكي.
بدأت إسرائيل بتطوير نظام الدفاع الأرضي في عام 2007، وأجرت سلسلة من الاختبارات في عامي 2008 و 2009، ونشرت أول بطارية من هذا النظام في جنوب اسرائيل عام 2011، وسجلت قوات سلاح الجو الاسرائيلي نجاح الاعتراض بنسبة 70 % في عام 2011.
وفي أبريل 2010 كشفت الشركة النقاب عن النظام وأطلقت عليه اسم “القبة الحديدية” وقالت أنه يستطيع اعتراض صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى التي أطلق حزب الله اللبناني العديد منها خلال حرب عام 2006.
ماذا عن الآلية؟
فقاعة الحماية التي تحيط بالمدينة شغلها العملي عبارة عن استهداف الصواريخ القادمة وإطلاق صواريخ اعتراضية عليها لتدميرها في الجو، وكل بطارية من هذه الصواريخ لديها نظام إطلاق راداري لتحديد الهدف، حيث يرصد الرادار الصاروخ الذي يتم إطلاقه، ويمرر المعلومات إلى مركز السيطرة، الذي يقوم باجراء حسابات للتنبؤ بالمنطقة التي يستهدفها الصاروخ، وإذا ما كان المكان يبرر الاعتراض، يتم اطلاق صاروخ لاعتراضه، ويقوم بتفجيره في مكان لا يتوقع أن تحدث فيه إصابات.
كما أنها تتصدى إلى أنواع متعددة من التهديدات في آن واحد، وفي مختلف الظروف الجوية، ولديها منصات إطلاق محمولة، ويمكن نقل النظام وتحريكه بسهوله، وخلال ساعات يمكن أن يتم إعادة نقله من مكانه وتركيبه في مكان آخر.
تكلفة إطلاق الصاروخ الاعتراضي الواحد من منظومة القبة الحديدية تتراوح ما بين 40 ألف دولار إلى 50 ألف دولار، وفي ضوء ارتفاع التكلفة يرغب الجيش الإسرائيلي في استبدال نظام القبة الحديدية بسلاح دفاعي ليزر جديد يسمى “الشعاع الحديدي” الذي يمكن استخدامه لتدمير الصواريخ الصغيرة والطائرات المسيرة وقذائف الهاون، لكن الهدف الرئيسي سيتمثل في تحييد أسراب الطائرات المسيرة، فهل تستمر إسرائيل في إتباع القبة الحديدية الذي استخدمته كفقاعة حماية أم ستلجأ في تبني نظام دفاعي أكثر شراسة وأقل تكلفة؟
آخركلمة: ماتفوتوش قراءة: أطفال غزة ولبنان .. عن الأماني المستحيلة رغم بساطتها والأحلام الضائعة رغم شرعيتها