عباسية فرغلي: صاحبة أول رخصة قيادة نسائية في العالم العربي

بدأت القصة في مطلع العقد الثاني من القرن العشرين حينما انبهرت الطفلة الصغيرة، بآلة يستخدمها والدها في التنقل وكانت كلما خرج من المنزل تطلب منه أن يأخذها معه، لتري العالم من نافذة شباك السيارة، وعندما عبرت عن ما بداخلها وانجاذبها لهذه الآلة قررت أن تقودها بنفسها بعد ما علمها شقيقها “فن قيادة السيارات”، وحتى تقودها بحرية انتقلت خارج الصعيد.

لتكون عباسية أحمد فرغلي، أول امرأة عربية حصلت على رخصة قيادة للسيارات، فقد استطاعت أن تحصل على رخصة القيادة في فرنسا في 24 يوليو 1920، ثم عادت لتحصل علي رخصتها في مصر عام 1928.

عباسية التي ولدت في محافظة أسيوط مطلع القرن العشرين، ورغم قوة المجتمع بالنسبة للفتيات، كان لها وضع خاص، فقد تمكنت من استكمال تعليمها بكبرى المدارس الاجنبية، ثم انتقلت إلي محافظة الأسكندرية لتعيش فيها بمفردها، ومنها إلي إنجلترا وفرنسا حيث أصدرت هناك رخصتها، أصدرتها باللغة الفرنسية، برسوم إصدار كانت 100 مليم مصري، كان يحمل وزنًا كبيرًا في ذلك الوقت.

ساهمت الحالة الاجتماعية لـ”عباسية فرغلي” في تشكيل شخصيتها في عالم قيادة السيارات، فوالدها كان أحد أكبر التجار في جنوب الوادي،وشقيقها الأكبر محمد فرغلي باشا، صاحب شركة فرغلي، أكبر وأنجح شركات القطن في تاريخ مصر، ما أهله لأن يصبح ملكًا للقطن، وكانت تلك العائلة تمتلك عقلًا متفتحًا، وهذا العقل ساعد ابنتهم للحصول على رخصة قيادة السيارات في وقت كان كل شيء من حولها منغلق.

 فلم تكن رخصة القيادة مجرد ورقة تسمح لعباسية بقيادة السيارة، بل كانت رمزًا لحق المرأة في الحرية والاستقلال، هذه الخطوة فتحت الأبواب أمام العديد من النساء المصريات ليطالبن بحقوقهن في هذه الفترة، قصة عباسية أحمد فرغلي هي أكثر من مجرد قصة عن أول رخصة قيادة لامرأة في مصر؛ إنها قصة عن التحدي والاستثنائية.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: النقوط والجمعيات.. حيل كل بيت عربي لتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي

تعليقات
Loading...