شعب ولد حبه للحياة من رحم معاناته.. شو السر بلبنان؟

البلد التي حدثتنا عنها فيروز في أغانيها وقالت “بحبك يا لبنان يا وطني بشمالك بجنوبك بسهلك بحبك، تسأل شو بني و شو اللي ما بني .. يا وطني عندك بدي إبقى و يغيبوا الغياب إتعذب و إشقى و يا محلا العذاب” وكتب لها محمود درويش ليتغزل فيها “بيروت تفاحة والقلب لا يضحك، وحصارنا واحة في عالم يهلك سنرقصُ الساحة ونزوج الليك”.

شو السر بلبنان؟

لبنان التي تعرفنا عليها آكثر من آزماتها، في أوقات الحرب الأهلية والعدوان الإسرائيلي، كنت تسمع عن عائلات وأجداد تقرر في ظل الحرب وإنعدام الأمان أن تقطع تذكرة لتعود لتقضية أجازتها السنوية في بلدها لبنان، تريد أن تستمع بالسما الصافية والجبال ومنحدرتها التي تحتضن الشوارع وجمال الضيعة وأفران الخبز والحطب والأكل الريفي والثلج الذي يغطي الأشجار في الشتاء وفي الخلفية أصوات المدافع والصواريخ ورائحة الدخان، وكإنهم يجدوا في كل هذا طاقة نفسية يشحنوها من جديد وشوق تخطى المخاوف.

وفي نفس الوضع بعد إنفجار مرفأ بيروت، الجرح كان غائر لأبعد الحدود والهم ثقيل ولكن داوت لبنان جروحها بأن تحب ا الحياة آكثر، وإذا تذكرنا أيضَا وقت انهيار العملة اللبنانية قابلوا الحدث بعمل مراسم تشييع لليرة اللبناني فسخروا بدلًا من أن يبكوا على تدني الأوضاع، ووقت غلاء الأسعار عادوا لنظام المقايضة من جديد وأخذوا في تبادل البطاطين والملابس والأدوية، كل هذا يجعلك تتسأل باللبناني “ليش هي غير؟”

طاقة متأصلة في الشعب انتقلت بالتبعية لكل من زارها، ففي أوقات توترات الأوضاع على جنوب لبنان بسبب الحرب والعالم يحظر رعاياه ويدعوهم للإجلاء من لبنان بأسرع وقت، تجد فيديوهات لأشخاص ترفض مغادرة لبنان وقطع أجازاتها الصيفية هناك، وآخرين في حالة حزن لأنهم تاركين للبلد التي توًا وصولوا لها ولم تجمعهم بيها ذكريات إلا أيام معدودة، وفي عز المخاوف تجد المهرجانات والحفلات مليئة بالحاضرين.

لا شك أن طبيعتها الخلابة لها عامل، الطبيعة التي أوقعت أمير الشعراء أحمد شوقي، ونظم شعرًا عذبًا فيها وكونها بلد صغيرة تشبه المدينة امتلكت تنوعًا دينيًا وطائفيًا ومذهبيًا، هو الأخر أضاف لها في انفتاحها وتقبلها لكل ما هو جديد، وتركت في أوقات سِلمه واستقراره إبداعًا ثقافيًا هائلاً. فارتبط لبنان منذ ثلاثة أجيال بأشعار جبران خليل جبران، وبألحان فريد الأطرش والأخوان رحباني، وبأصوات أسمهان وفيروز وماجدة الرومي، كل هذا علق الشعوب الأخرى والعالم بها.

ولكن ثمة سبب آخر خي لم يستطعوا الإتيان به، سبب جعل مصمم الأزياء العالمي إيلي صعب يقول عنها “أحب ربيع بيروت لأنه فصل يليق بهذه المدينة التي تعرف كيف تنتفض على موتها وتتجدد باستمرار”.. فربما استطاعت لبنان أن تخلق مقولة جديدة وكتبتها على اسمها “من رحم المعاناة يولد حب الحياة”

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: في يومهم العالمي: الشباب عايزين إيه؟

تعليقات
Loading...