المؤتمرات العلمية بين اكتشافات العلم والشو الإعلامي
أثار ما كتبته “كريستين رو” الصحفية العلمية الحرة على دورية “نيتشر-nature” عن تجربة “Pía Loren Reyes” في حضور المؤتمرات العلمية في أمريكا اللاتينية وأوروبا، وبغض النظر عن كون أن هذا الشكل الصحفي العلمي الذي لا يعتمد على الإخبار فقط، بل يحاول صنع قصة صحفية علمية حقيقية نادرًا في العالم كله وفي عالمنا العربي تحديدًا، وتخبرنا في هذه القصة “كريستين” عن ما تعنيه “predatory conference” أي يمكن تعريبها على هذا النحو “المؤتمر المفترس” وهذا المصطلح أطلقته بناءً على مصطلح اسمه ” predatory journals” وهو مصطلح دراج يستخدم في الصحافة لوصف الصحافة الردئية.
ما يجب أن نعرفه من مقال “رو” وتجربة “loren”
حكت “لورين” للصحفية “رو” أنها ذهبت لتحضر مؤتمر علمي بالعاصمة الإنجليزية “لندن” لتفاجىء بأنه تم شرح فيه بديهيات يعلمها أي باحث علمي في هذا مجال “الوراثة الجزيئية” وأن اليوم ذهب سدى في تناول آثار المضادات الحيوية وغيرها من بديهيات العلوم، مما يؤكد أن ما قالته “لورين” إسقاط “رو” على الصحافة الردئية التي تعتمد على الاستعراض بالمعلومات أو بالمظهر إلخ، ربما هذا يكون محفزًا للمجتمعات العلمية أن تتجاوز هذا السوس الذي بدأ ينحر في هذه المجتمعات وقد يهوى بها إلى سلسلة استعراضية لا نجاة منها.
“في العالم المقلوب واقعيًا رأسًا على عقب، يكون ما هو حقيقي لحظة كم لحظات ما هو زائف” جي ديبور-مجتمع الاستعراض/ ترجمة: أحمد حسان
الاستعراض والزيف
من وقت ظهور أدوات الذكاء والاصطناعي ويشعر البشر بالقلق من أخذ أماكنهم عبر هذا الوسيط، وأنتقل هذا القلق بمزيد من الزيف إلى المجتمعات العلمية وتم نشر أبحاث عبر هذه الأدوات دون مراجعة عقب نشرها، ليكتشف بعض العلماء عدد من الأخطاء لا يعد أو يحصى، أخطاء تزيف العلم وتغيب عنه الدقة المطلوبة في نشر الأبحاث أو الأوراق العلمية، ويؤكد أن العلم انزلق في دوامة الاستعراض التي يقصدها الفيلسوف الفرنسي “جي ديبور” في كتابه “مجتمع الاستعراض، وما يجب تعلمه أو معرفته بعد قراءة مقال “رو” أو -تحديدًا- الشعور به هو اقتراب العلوم والمجتمعات العلمية من كارثة ستفتك بها وبنا.
آخر حاجة ماتفوتوش قراءة: قسم للمرح ومكان للانهيارات النفسية: حاجات محتاجينها في الشغل