الجراح أحمد عبد العزيز: جاء ليموت في غزة ويحيي أخرين
عند قراءة رحلته تذكرت على الفور الشخصية المعروفة بطبيب الغلابة “محمد مشالي” الذي أفنى عمره في خدمة ومداواة المحتاجين في منطقته وداخل عيادته المتواضعة عشرات السنين، فالجراح المصري الشهير الدكتور أحمد عبد العزيز لا يختلف كثيرًا عنه فكلاهم فهموا وأدركوا الرسالة التي وراء مهنة الطب وعلى أساسها تشكلت رحلتهم في مهنة مداواة الجروح.
فجراح العظام أحمد عبد العزيز كان يمتل عيادة وعمل مستقر في القاهرة، حتى أن من يريد الحجز عنده فعليه أن يدخل اسمه في قائمة انتظار قد تصل إلى 3 أشهر، لكنه قرر أن يترك كل ذلك ويتوجه إلى مستشفى العريش في بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومنذ الساعات الأولي لفتح المعبر كان من أوائل المنتظرين للمصابين والجرحى على مختلف وشكل إصابتهم، وخلال ٤٨ ساعة من العمل المتواصل دون هدنه، أجرى وقتها 17 عملية من عمليات الكسور المعقدة جدًا والدقيقة داخل مستشفي العريش العام.
ولكنه لم يكتفي بما فعله في العريش وأنتظر شهور حتى يستطيع أنه يتوجه إلى شمال غزة مع أول وفد طبي وصل إلى هناك منذ 200 يوم، فقرر الذهاب والدخول في معاناة المصابين أكثر وأكثر ليعيش معهم ويشاركهم معاناة لم تقتصر فقط على المعاناة الجسدية بل المعاناة الحياتية ويسطر ملحمة جديدة بإجراءه 21 عملية في 48 ساعة.
البطل أحمد عبد العزيز عند سؤاله عن سبب مجيئه لغزة قال حينها “عمري 75 سنة، وجئت لأموت هنا مش باقي حاجة بعمري”.. فجاء عبد العزيز ليموت ويحيي ويداوي الأخرين.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: شعار على منتجات المقاطعة وتصريحات القيعي: ماذا حدث في القلعة الحمراء؟