كيف نجحت عروض “كبسولات لغوية” في زيادة شعبية اللغة العربية؟
عندما نسير في الشوارع و الطرقات، أو ننظر للرسائل ومنشورات وسائل التواصل الإجتماعي، أو يضطر أحد إلى إلقاء كلمة بطريقة رسمية يضطر فيها لاستخدام اللغة العربية الفصحى، نلقى كم عظيم من الأخطاء اللغوية. فلماذا لا يهتم أحد بتوجيه الناس نحو الارتقاء باللغة بطريقة قريبة من القلب؛ بدلاً من نظام التعليم والتلقين التقليدي الذي نفر الناس من تعلم اللغة وجعلهم يخجلون في التعامل معها في حالة الاضطرار لاستخدامها.
هذا بالضبط ما فعله الشاعر محمود موسى، الذي أخذ على عاتقه توجيه الناس لأخطائهم اللغوية بطريقة كوميدية تجعل من يسمعها يتذكرها بسهولة، من خلال مسرحيات شبه شهرية في ساقية الصاوي و أغاني مهرجانات وكوميكس بالفصحى قرر أن يكتبها ويؤديها بنفسه مع فريقه، ولاقت صدى واستحسان واسع لدى جمهوره، وأبرزهم كان مهرجان “أنتي مٌعلمة” والذي كانت كلماته بالكامل باللغة العربية، حصل على أكثر من 2 مليون مشاهدة على وسائل التواصل الإجتماعي.
بالإضافة إلى سلسلة كتب ناجحة تبسط اللغة العربية مثل “معمل النحو ” و ” كبسولات لغوية”، وسلسلة فيديوهات افهم كتابك التي تشرح وتبسط معاني القرآن.
ويقول الشاعر محمود موسى ل”سكوب امباير”: أنه بدأ فكرة مسرحيات ” كبسولات لغوية” بالصدفة عندما اكتشف أن لديه مواهب أخرى بجانب تأليف الشعر والقائه الذي اشتهر به في ساقية الصاوي مثل التمثيل والتلحين والسيناريو والتعليق الصوتي والإخراج، فقرر أن يستخدمها كلها في خدمة اللغة العربية.
الممارسة العملية أفضل من الدراسة النظرية
وجد محمود موسى أن فكرة تعليم اللغة بالفن هي الأفضل لأن اللغة نكتسبها من خلال المحاكاة والتعامل مع من حولنا بها، موضحاً بأن هذه هي الطريقة التي يتعلم بها الأطفال اللغة، و دائمًا ما ينصح بمشاهدة الأفلام الأجنبية لتعلم اللغة الإنجليزية، وما شجعه أيضًا على اتخاذ الخطوة هو كثرة وانتشار اللغة بشكلها النظري في كل مكان فنحن لدينا الآلاف من المدرسين والعديد من ورش العمل، ورغم أنه ليس الأول في فكرة الأعمال الفنية باللغة العربية، لكن يرى أن نجاح فكرته كانت بسبب أنها موجهة للجمهور العادي غير مهتم باللغة فالفكرة هنا أن يجعل من ليس له اهتمام باللغة يهتم بها.
“لم أكن أحب اللغة في صغري ولم اتخصص في اللغة بالجامعة“
كان الشاعر محمود موسى يكره اللغة العربية في الثانوية العامة، ويرى أن هذا أمر طبيعي لأن منهج اللغة العربية كان مفروضًا ويسبب ضغطًا عليه، ويرى أن الأهتمام باللغة شئ فطري يتصل بهويتنا، ولا يشترط أن يذهب لإحدى الكليات لتعلم اللغة العربية فاللغة العربية نكتسبها بالممارسة، الأمر الذي يجعله يحرص على وجود فقرة ارتجالية بدون قصة أو سيناريو في مسرحيات “كبسولات لغوية” لكي يساعد الجمهور في معايشة أجواء اللغة .
وتعتمد فكرة ” كبسولات لغوية ” حول تجسيد شخصيات المتعاملين باللغة العربية في حياتهم أكثر من غيرهم مثل: الصحفيون، والممثلون، والمحامون، والمترجمون، والمعلمون، وتكتب المسرحيات على شكل تجاربهم اليومية مع اللغة، الأمر الذي يسهل تلقي الناس معلومات غير مباشرة في اللغة.
آخر كلمة: ماتقوتوش قراءة: تاريخ اللغة العربية ومراحل تطورها فيما قبل ظهور الإسلام وبعده