بعد إعلان إسرائيل توسيع عملياتها.. بشكل رسمي ” لا مكان آمن في قطاع غزة”
“لا مكان آمن في غزة ولا ملجأ بإمكانه إيواء الفارين من الحرب”، عبارة لخصت بها منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الوضع في قطاع غزة، فمنذ بداية الحرب وإسرائيل تحاول أن توسع تحركاتها وعملياتها العسكرية لتشمل كل مناطق القطاع، على الرغم من جميع الضغوط سواء الإقليمية أو الدولية.
في نهاية ديسمبر كان آخر توسع لعمليات جيش الاحتلال سواء البرية، أو بالقصف العنيف في مناطق جنوب القطاع المتمثلة في خان يونس والتي تعتبر كبرى مدن القطاع، والتي نزحوا إليها بعد ما أعلن الجيش في بداية الحرب إنها منطقة آمنة من خلال منشورات كانت تتساقط عليهم من كل حدب وصوب، وأن عليهم ترك منطقة الشمال لتطهيرها.
جنوب غزة
تركوها سيرًا على الأقدام في مشهد ذكرنا بأيام النكبة، ولكن بعد أن توجهوا إليها وأصبحت تأوي آلاف المدنيين استمر توغل الآليات العسكرية والجرافات وعشرات الدبابات، وأصبح التوسع يتم بشكل يومي بعد القضاء على شمال القطاع، ومن ثم إنذار آخر لسكان خان يونس، والمناطق الريفية المحيطة بها، “عليكم بالتحرك جنوبًا صوب رفح”.
رفح
وبعد أن توجهوا لرفح الفلسطينية التي لم يتبق غيرها ملجأ لسكان القطاع، خرج لنا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الآن ليطالب بتعبئة جنود الاحتياط استعدادًا لشن عملية برية عسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأن الجيش ينتظر منذ نحو أسبوعين الضوء الأخضر من المستوى السياسي لشن الهجوم، في منطقة أصبحت تأوي الآن أكثر من مليون فلسطيني.
وسط تنديدات دولية وإقليمية من حدوث كارثة إنسانية، ولكن يخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مجددًا ويقول إن جيشه سيضمن “ممرًا آمنًا” للمدنيين، قبل الهجوم المرتقب، ورد نتنياهو على القلقين بشأن مصير المدنيين قائلاً: “أولئك الذين يقولون إننا يجب ألا ندخل رفح مُطلقًا، يقولون لنا في الواقع أننا يجب أن نخسر الحرب، ونترك (حماس) هناك”.. فبهذا الإعلان، لا يوجد مكان آمن في غزة بشكل رسمي.