تطبيقات المواعدة في الحروب: كيف سقط فيها آلاف الجنود؟
في البداية نحتاج أن نفرق بين الحرب والقتال، القتال جزء من الحرب وليس الحرب كلها، مواجهة مباشرة “دبابات وأسلحة” أما الحرب فلها أدواتها وتكنيكاتها، وقد تكون التكنولوجيا جزءًا أساسيًا منها، وأحيانًا قد تكون جزءًا أساسيًا للفوز في الحرب، ولعلك شاهدت تأثير التكنولوجيا على حروب سابقة والمساهمة في تطور أدواتها.
وتطبيقات المواعدة مؤخرًا أصبحت جزءًا من الحرب فيما يسمى بحرب العقول والعواطف والمشاعر.. فكيف تم توظيفها في بعض الدول وفي فترات زمنية مختلفة؟
تكنيكات حماس
قطرة من قطرات حماس التكتيكة المتعلقة بالهجوم السيبراني، والتي تبعتها قطرات وهجوم بطرق مختلفة نتجت عنها في النهاية عملية طوفان الاقصى.
وفقًا للجزيرة، الستار انكشف عندما قرر جيش الدفاع الإسرائيلي الإفصاح عنها وعن غيرها من خلال تقرير، وما فعلته حماس إنها انشأت مواقع مشابهة لمواقع التطبيقات الخاصة بالمواعدة، وتقدم هذه المواقع رابطًا مباشرًا لتنزيل التطبيقات، ولا تستطيع الضحية التمييز بين هذه المواقع والمواقع الحقيقية، وحتى تنفذ الحبكة إدعوا أن البنت “حماس” التي يتحدثون معها صماء أو ضعيفة السمع، لمنع إثارة الشكوك حول عدم وجود محادثة صوتية.
مع إدخال تعديلات على صور الفتيات المفترضة حتى لا يتم كشفها عند البحث على شبكة الإنترنت، ولا ننسى استخدام اللغة (العبرية) العامية، لزيادة الحبكة وإضافة البهارات.
وفي عملية آخرى أيضَا تم استخدام فكرة تطبيقات المواعدة مثل “غريكسي” (Grixy)، و”زاتو” (Zatu)، و”كاتش أند سي” (Catch & See)، ولكن مع تغير التكنيك من خلال برمجية “مارت” التي يمكن إخفاؤها في مجموعة من التطبيقات، وعندما يتلقى الجندي رابطًا لتنزيل التطبيق من عنصر المقاومة في حماس يتنكر عبر تطبيق المواعدة في صورة امرأة لافتة للنظر.
وبمجرد تثبيت التطبيق وتشغيله، يعرض رسالة خطأ وهمية تفيد بأن الجهاز لا يدعم التطبيق، وأن التطبيق سيلغي تثبيت نفسه، ولكن هذا ما لا يحدث، ولكن ما يحدث أن يخفي التطبيق الأيقونة فقط بينما يستمر بالعمل والسيطرة في الخلف دون أن يلاحظه المستخدم، ويبدأ في جمع البيانات المتعلقة بالضحية “الجندي الإسرائيلي” ، مثل رقم الهاتف والموقع والرسائل النصية وهلم جرا.
مصائد فتيات أوكرانيا
على مدار سنتين وأكثر من نشوب الحرب بين روسيا وأوكرانيا نصبت الفتيات الأوكرانيات مصائد للجنود الروس، من خلال تطبيقات المواعدة، للقاء الجنود الروس والدخول في علاقات معهم، واستدراجهم للحصول على معلومات حساسة وتحديد المواقع التي تسيطر عليها القوات الروسية وتقديمها إلى قيادة الجيش الأوكراني.
وحسب الصحيفة البريطانية أن الفتيات تتحرى عن عدد القوات، وكمية المعدات العسكرية، ونجاح أو فشل بعض الهجمات والمعلومات المتعلقة بالطعام والمعدات، وفي تصريح لواحدة منهن ” بعض الرجال الروس يائسون جدًا، لدرجة أنهم يقعون في “الحب” بسرعة ويطلبون الزواج من الفتيات الأوكرانيات في غضون أيام قليلة أو أسابيع.. فماذا بعد؟
إسرائيليون في مصر؟
بالتزامن مع عملية طوفان الأقصى بدأت تظهر أمور غريبة على تطبيقات المواعدة في مصر، حيث ظهر للمصريين العديد من الجنود والمجندات من إسرائيل بمواقع قريبة منهم ومسجلة في مناطق مثل الزمالك، الدقي، ووسط البلد، في حين أن موقعهم الأساسي ليس في مصر بل إنهم داخل فلسطين، ولم يستنتجوا تفسير لهذا.
بعض المستخدمين فسرها بأنها جزء من استراتجية التطبيع لربط الإسرائيليين بالعرب في المنطقة على المستوى الإنساني لزيادة الود والتعاطف في الدعاية، كما تفعل في الأوقات الحالية من جذب الرأي العام بترويج الأكاذيب، ولكن وفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن هذا الخطأ بسبب استمرار الاضطرابات في النظام الملاحي العالمي.. ولكن بغض النظر عن صدق الحديث والهدف الرئيسي هل تعتقد أن في السنوات المقبلة سيختفي الجندي من ساحة المعركة ويتجه للحرب على الإنترنت؟