“من أحلى الأوقات”: لقائنا مع المخرجة المصرية هالة خليل في الجونة
بداية من فيلم “أحلى الأوقات” الذي يعتبر واحد من الأفلام التي تركت بصمة دافئة في قلوب جيلنا، حكاية سلمى وضحى ويسرية منذ الطفولة وحتى الشباب والصدام مع العالم من حولهم، أثر الصداقة الحقيقية على كل منا، كل تلك المشاعر تضاعفت عند لقائنا بمخرجة العمل هالة خليل، أثناء حضور فعاليات مهرجان الجونة في دورته السادسة والاستثنائية.
مخرجة استثنائية قدمت عدد من الأفلام للسينما المصرية والعربية، بمناقشة قضايا لم يتطرق لها أحد بنفس الأسلوب من قبل، سلطت الضوؤ على المشاعر الإنسانية داخل القضايا الاجتماعية، من “أحلى الأوقات” وحتى “نوارة” كيف كانت مسيرة هالة خليل الإخراجية على مدار تلك السنوات؟
“حسيت إني عايزة أبقي مخرجة لما حسيت إن دي حاجة عايزة أقولها، يعني دخلت الأول كلية الهندسة وقعدت فيها ثلاث سنين وكانوا ثلاث سنين مهمين لأنه وقتها كان سقوط الاتحاد السوفيتي والغزو الأمريكي وكان في حراك كده سياسي في الجامعة كتير وأنا كنت بتكوّن وبتشكل، وكنت متحمسة وسخنة وحاسة إني لازم أغير العالم، فكنت فاكرة إن أنا ممكن أغير العالم فقررت أبقى بخرِج علشان أغير العالم بس اكتشفت إني مش ممكن أغير العالم”.هكذا بدأت هالة خليل حديثها عن بدايتها، لكن ماذا عن تجسيدها للمرأة العربية في أفلامها؟
تجسيد المرأة العربية في أفلامها
“أنا بكتب أفلامي انا بكتب سيناريوهات لأفلامي وأنا بعتبر نفسي يعني امتداد للأدب النسائي لأنه أنا مابفكرش خالص إني أعمل فيلم عن المرأة أو أعمل فيلم بطولة مرأة أنا مابفكرش كده أنا بيبقى في فيلم اتوجد أصلًا اتخلق، فالفيلم بيتخلق كما لو كان رواية بتتخلق في دماغي عن إنه أنا مابتصورش إن أنا أفلامي نسائية أنا بتصور إن أنا أفلامي عن العالم من وجهة نظر امرأة فده أقرب للأدب النسائي، يعني أنا مثلًا مش بفكر بطريقة feminist لا أنا بيبقى عندي دايمًا حاجة عايزة أقولها والحاجة دي بتبقى بتعبر عني، وبالتالي بلاقي إن بطلة الفيلم بقت امرأة بس الموضوع مش بالضرورة يكون نساء، يعني الأفلام اللي عملتها كلها ماكانتش أفلام يعني عن النساء عن المرأة لا بالعكس كان عن المجتمع أو سياسية زي “نوارة” مثلًا أو المجتمع أو كده بس هي من وجهة نظر نسائية”.
أحلى الأوقات عن تجربة شخصية
كانت مفاجأة بالنسبة لنا أن نكتشف أن الفيلم الذي تأثرنا به نابع من تجربة شخصية لمخرجته، التي روت لنا: “أغلب أفلامي قائمة على قصص حقيقية قايمين على تجربة ذاتية، كل فيلم منهم قايم على تجربة شخصية. أحلى الأوقات مبني على تجربة ذاتية كانت موجودة ولازالت موجودة، أنا نقلت من حي لحي و. فأحلى الأوقات قايم على انتقالي من حي لحي وفقداني لأصدقاء الطفولة، فده اللي خلّى عندي هاجس إن أنا أتخيل لأن ماعرفتش أقابلهم تاني فقلت طب أتخيل كده هم عملوا ازاي بقوا عاملين ازاي، فتخيلت الفيلم فالفيلم طلع كده.. ماعرفش هما بقوا كده ولا لا بس ده خيالي أنا فلا أكيد هعمله زي ما عملته، وأنا لو كنت عرفت اتواصل معاهم يمكن ماكنتش عملت الفيلم لإني كنت عرفت هما فين وحياتهم عاملة ازاي، ماكانش هيبقى في في فرصة للخيال”.
رسالة إلى هالة خليل
واختتمت لقائها بكلمة توجهها لهالة خليل وهي صغيرة: “هرجع لنفسي وأنا صغيرة وأقول لها كل أسئلتك صعبة كده اقول لها حبي نفسك أكتر من كده وثقي في نفسك أكتر من كده وخليكي أشجع من كده في قراراتك، حتى لو الناس بتقول عليكي إن الشجاعة في قراراتك لا في رأيي أنا أنت ماكنتش شجاعة وأنا وأنت عارفين كده كويس جدًا، لا أنت كان ممكن تكوني أشجع من كده وكان ممكن تعدلي اختياراتك أحسن من كده لو ماكانش جواك كل الخوف ده، كل الخوف المزروع جواك ده بسبب تربيتك يعني وبسبب أسرتك المحافظة يعني كوني أشجع من كده وخدي الريسك.