من أجل القضية: حكاية فندق صاحب أسوأ إطلالة في العالم
جدار يرتفع لأكثر من سبعة أمتار عن سطح الأرض يفصل مدينة بيت لحم عن القدس المحتلة، إضافة إلى المستوطنات ومخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين، هذا الجدار المعروف بجدار الفصل العنصري كان كفيل بأن يعطي الفندق المقام أمامه لقب “أسوأ إطلالة بالعالم”.
فندق “وولد أوف هوتيل” وأسوأ إطلالة في العالم
فندق الجدار صحاب الأربع نجوم المحاط من جهتيه الشمالية والشرقية بجدار، قبل افتتاحه عام 2017 كان المبنى الموجود فيه مهجورًا منذ عام 2000؛ وشهد محيطه مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، وبعدها بسنتين بُني جدار الفصل قربه.. كل هذة العوامل جعلته سببًا من أن يكون الفندق صورة مصغرة لإبراز معاناة الشعب الفلسطيني.
بناه الفنان البريطاني بانكسي الذي اشتهر بجدارياته، والفلسطيني وسام سلسع على بعد أمتار من الجدار العازل الذي أقامته سلطات الاحتلال، كل ركن من الفندق الذي بني بشكل سري لأكثر من عام حتى انتهاء العمل فيه، كان يبرز معاناة مختلفة، عند دخولك للفندق ستجد أول من يقف أمامك تمثال لخادم الفندق في صورة شمبانزي يحمل حقيبة تسقط منها الملابس.
أما عن قاعات الفندق وغرفه بشكل ستجدها أشبه بثكنة عسكرية، ولوحات وأشياء غريبة كالمطارق وتماثيل بدت مختنقة بالغاز المسيل للدموع، وكل هذا داخل مخبأ سري.
وجدران غرف النوم والممرات تزينها رسوم للجرافيتي نقشها الفنان بانسكي، وفي إحدى الصور يظهر جندي إسرائيلي وشاب فلسطيني ملثم في معركة وهمية.
وغرفة آخرى تتضمن مشهد تمثيلي لتوقيع وعد بولفر الذي سمي “أعطى من لا يملك لمن لا يستحق” مع نسخة شبه أصلية من العقد، كما يضم الفندق متحفًا لتوعية الزوار بالآثار المدمِرة للجدار، وسرد قصة فلسطين منذ الانتداب البريطاني.
اعتذار للشعب الفلسطيني
من ضمن الأحداث الهامة التي حدثت أمام الفندق، مشهد تمثيلي حيث قدمت “بريطانيا” “اعتذارها” للشعب الفلسطيني في الذكرى المئوية لـ “وعد بلفور”، خلال حفل رمزي أقيم قرب “جدار الفصل”.
ونظم الحفل برعاية من وزارة الثقافة الفلسطينية، وإدارة الفندق وكانت هناك جدارية عبارة عن كلمة “sorry” تعبيرًا عن اعتذار بريطانيا للشعب الفلسطيني
ولوحت السيدة العجوز كما في الصورة بيدها للجمهور الذي صفق لها بعد تقديم “الاعتذار”، وارتدى الأطفال قبعات رسم عليها العلم البريطاني الممزق، وزين جدار الفصل والشارع المار من أمام الفندق بالأعلام البريطانية البالية.
ما يحتوي عليه الفندق حوله إلى مزار سياحي، بلغ عدد زائريه نحو ربع مليون شخص، وسعر الغرفة الواحدة تجاوزت مئات الدولارات، وهيأه أيضَا إلى أن يحصد على جائرة أفضل فندق فني في العالم؛ لإنه خاطب الزائرين بلغة حضارية لحشد الرأي العام العالمي لمناصرة القضية الفلسطينية.