كيف تحول “تيك توك” لمنصة دعم افتراضية لصالح فلسطين؟
” من منصة ترفيه .. لساحة حرب ودعم افتراضية” فكيف حدث هذا؟ أكثر من 1.5 مليار شخص غالبيتهم من الشباب، يستخدمون التيك توك وينشرون من خلاله المحتوى الذي يعكس اهتماماتهم، فالأمر ليس معقد يتطلب فقط وجود هاتف ذكي، وبراعة في إضافة المؤثرات، وميزة آخرى أن المحتوى يظهر للناس المهتمين به من دون اشتراط الصداقة أو المتابعة على الحساب نفسه، ومن دون اعتبار للمكان الجغرافي الموجود به المستخدم أو المتلقي، مما يساعد في انتشاره بشكل أسرع.
من شهر بالتحديد كان أغلب المحتوى ترفيهي أو تعليمي يستخدمه الشباب للتنفيس عنهم .. ولكن بعد الحرب على غزة تحول لساحة حرب ودعم افتراضية ومنصة أساسية للتنفيس عن التوترات، ووسيلة لنشر الأخبار ومتابعة ما يحدث في غزة.
وجه آخر للتطبيق
آغلب المشاكل والقضايا وعمليات النصب ارتبطت بالتيك توك في بداية ظهوره بسبب بعض المحتويات التي وصفت بـ”منافية للآداب” من أجل جمع الأموال، ولكن ما يحدث الآن على تيك توك بين لنا الوجه الآخر، خصوصًا مع القيود التي فرضتها “ميتا” على المحتوى الداعم لفلسطين، فدفع الجمهور إلى الاتجاه نحو المواقع البديلة مثل “إكس” و”تيك توك”. وبالرغم أن ثمة تضييق آخر هناك بل ليس على نفس المستوى في المنصات الأخرى.
فإن قوة التيك توك بصريًا جعلته من أفضل وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت في كشف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والشعب الفلسطيني وفضح المجازر الإسرائيلية للعالم أجمع، بداية من انتشار فيديوهات تحت هاشتاجات تدعم القضية، أبرزها تمثيل مقاطع على التطبيق لإعلان التضامن مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، فضلًا عن لجوء البعض لاستخدام اللغات المختلفة في المقاطع الممثلة من أجل تحقيق أوسع انتشار.
أو نشر فيديوهات من تمثيل أغاني لدعم القضية ويشارك فيها ملايين من الشباب العرب بمختلف جنسياتهم، بالإضافة لدور بعض المؤثرين الغرب بنشر فيديوهات تروي ما يحدث في غزة في ظل تعتيم إعلامي غربي.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي يتم فيها استخدام الفلسطينيين والمؤيدين لهم للمنصة وينتصرون على الساحة الافتراضية، فقد تمكنوا من عام من إنتاج حملة عالمية للشيخ جراح بإمكانيات محدودة حظيت باهتمام العالم.
إسرائيل تخسر حرب التيك توك والأرقام تشهد
@politicallypali We have failed you#savegaza #gazaunderrattak #fyp
يقول جيف موريس جونيور الذي يعد أحد أهم المستثمرين الإسرائيليين في سوق التطبيقات العالمية: “إذا نظرنا إلى البيانات نجد أن إسرائيل تخسر حرب تيك توك بفارق كبير”.
من جانبه، اعتبر محمد فتحي أن منصة “تيك توك” مثلت في بداية الحرب مساحة لمعرفة ما يحدث، قائلاً إنها حققت 2 مليار مشاهدة، في ظل رغبة كثير من المستخدمين في معرفة ما يحدث داخل قطاع غزة، فالهاشتاج الذي حصل على 3 مليارات مشاهدة هو لفلسطين، مقابل 200 مليون مشاهدة لإسرائيل.
فمن الواضح أن إسرائيل لا تحظى بالتعاطف في هذه الساحة، وفي النهاية التيك توك معركة على “قلوب وعقول” مستخدمي الإنترنت.