“أشرف مروان عميل مزدوج”: هل تحاول إسرائيل التشويش على ذكرى انتصارات أكتوبر؟
الدكتور أشرف مروان قصة مثيرة ومهمة في تاريخ الحرب، وواحد من أهم النقاط الرئيسية في خطة الخداع الاستراتيجي التي أشرف عليها الرئيس السادات، والتي استوقفت كبرى المخابرات العالمية أمام خطة مصر الاستراتيجية.. نشرت إسرائيل وثائق تدعي فيها إن أشرف مروان كان عميلًا مزدوجًا يعمل لصالحها.

وفقًا للجرائد المصرية فواحد من القادة العسكريين الإسرائليين اعترف بكذب تلك الإدعائات، فيقول شمعون منديس عميد متقاعد من سلاح الاستخبارات الإسرائيلي ومؤلف كتاب جهاد السادات، أن أشرف مروان كانت مهمته تتمثل في تخدير إسرائيل في الفترة التي سبقت اندلاع حرب أكتوبر عام 1973.
وقال منديس، خلال إلقائه إحدى المحاضرات عام 2016: “نحن نعتقد أن أشرف مروان منحنا معلومات، والمسؤولين الإسرائيليين اعتقدوا أنه لا يعلم أننا نقارن المعلومات التي تأتي إلينا من أكثر من مصدر”، وتابع مستنكرًا: “هل كان الرئيس السادات يدشن جهاز استخبارات لتكون مثل الديكور! هو كان يعلم أن كافة المعلومات التي ينقلها إلينا نحن نقارنها بمعلومات تأتينا من مصادر أخرى، ومن ثم فهو اهتم بأن ينقل إلينا معلومات عن أشياء محددة، فالسادات كان يضخ معلومات حتى يبلغ شخص آخر بنفس الشيء”.

الكاتب الصحفي أحمد الطاهري رئيس تحرير مجلة روز اليوسف علق خلال مداخلة هاتفية، إن” حكاية أشرف مروان لا تمسه وحده ولكن تمس على الأقل 5 أو 6 من القادة العرب في هذه الفترة، وبالتالي لم يحن بعد أن تروى قصة أشرف مروان من الجانب المصري، واكتفت مصر بعد وفاة أشرف مروان نعيه بتصريح مختصر على لسان الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، كان النعي عبارة عن جمل مختصرة ولكنها تعبر عن رؤية الدولة المصرية لأشرف مروان أنه قدم للوطن خدمات جليلة لم يحن الوقت بعد للكشف عنها”.

وفقًا للكاتب الصحفي أسامة السعيد أن الهجوم الإسرائيلي على شخصية أشرف مروان مسألة معتادة ومتكررة، مؤكدًا أن قرب مروان من الرئيسين جمال عبدالناصر، وأنور السادات، يؤكد كذب الرواية الإسرائيلية.
وتوقيت إسرائيل في إعادة نشر روايتها بخصوص أشرف مروان، مع قرب احتفال المصريين والعرب بانتصارات أكتوبر، هل ترى إنها ما هي إلا محاولة للتغطية على فرحة تلك الانتصارات والتشويش لخلق أي إنتصار؟ في محاولة لنسيان ذكرى هدم أسطورة “الجيش الذي لا يهزم” ؟
ولكن يبقى السؤال الأهم والذي يطرحه الكاتب أسامة السعيد” إذا كان أشرف مروان عميل مزدوج وإذا كان قد سرب لهم ميعاد الحرب، فلماذا لم تتحرك إسرائيل؟”