الرقص في حفلات التخرج.. بين الانتقاد والتعبير عن الفرحة

لا شك أن الطالبة شادن مصطفى بنت النوبة، والتي طلت علينا من السوشيال ميديا وهى ترقص بالنوبي خلال حفل تخرجها، خطفت الترند، وتصدرت مؤشر البحث جوجل، وغالبًا كانت أول من يفتتح “ترند الرقص في حفلات التخرج” ومن بعدها توالت فيديوهات سواء من شباب أو بنات، بفقرة رقص قبل استلام شهادات التخرج.

فالطالبة شادن بكل عفوية وتلقائية، عبرت عن فرحتها باستلام شهادة تخرجها فوق مسرح كليتها، رقصت بالطريقة النوبية الراقية التي تعبر عن الفلكلور النوبي.

تعبير عن الفرحة

وقد تكون واقعة شادن كاشفة لمدى انفتاح جامعاتنا على طلابها وإتاحة الفرصة لهم للفرح حتى لو كان برقصة، طالما أنها تحمل ثقافة وفلكلور مجتمع عريق وجزء لا يتجزأ من الشعب المصري.

تقول الطالبة النوبية شادن: “في حفلة التخرج كان لكل طالب أن يختار طريقة مبتكرة لاستلام شهادة التخرج الخاصة به، واخترت أغنية نوبية ولكن ماكنتش أعرف أن الموضوع هيبقي تريند بالشكل الفظيع ده، الموضوع مجرد صدفة”.

وتابعت: “حبيت حفل تخرجي يبقي بشكل مميز ومختلف، وحبيت أنشر الثقافة النوبية والأغاني، وأثناء رقصي علي المسرح تفاعل معايا عدد كبير من الطلاب وأولياء الأمور وده شجعني اكتر”.

وانتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، وأشاد الكثير من المتابعين عن الطريقة التي رقصت بها شادن، لأنه رقص يحمل ثقافة وليس رقص لمجرد الرقص.

فالرقص النوبي جزء هام من الهوية المصرية، ومثال فخر واعتزاز لكل المصريين الذين يقدرون الفن والفلكلور النوبي الأصيل. فعلى الرغم من أن حفل تخرج شادن وزملائها وزميلاتها كان يتابعه داخل الجامعة عدد لم يتجاوز 200 شخص، إلا أن مقطع فيدو الحفل انتقل إلى الملايين عبر السوشيال ميديا وصارت الابتسامة على وجوه كل المتابعين.

انتقاد بعدم احترام هيبة الحدث

لكن هناك رأي آخر عبر عنه الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي وفتح مناقشة أخرى، وهذا الرأي يرى فكرة رقص كل طالب وطالبة قبل استلام شهادة تخرجهم يعتبر فعل غير لائق بهيبة حدث يحضره أساتذة وعلماء، ومن غير اللائق أن يقف الأستاذ في انتظار الطالب حتى ينتهي من فقرته ليسلمه الشهادة، وأن هذا الفعل فيه عدم تقدير واحترام لمن وهبوا العلم لهؤلاء الطلاب.

وعلق الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوي، على ما شهدته حفلات التخرج خلال الفترة الأخيرة من مظاهر الاحتفال، بأنه لا مانع من الاحتفال ولكن بالطريقة التي تليق بطلبة جامعة لها آدابها وشروطها وتتكافئ مع هيبة الشهادة المستلمة.

ومن ضمن التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، من رأى من البداية أن فكرة تخصيص فقرة لكل طالب أثناء استلامه لشهادة تخرجه تعتبر مضيعة للوقت، أي أن بذلك يحتاج حفل التخرج ليوم كامل.

وبين مؤيد ومعارض، مازلنا نرى حتى الآن عدد ليس بقليل من فيديوهات مماثلة، بفقرات مختلفة وثقافات تعبر عن كل طالب، فمنهن من اختارت الفلكلور الصعيدي، ومنهم من رص على ألحان المهرجانات، ومنهم من اختار الاحتفال بالرقص مع أفراد عائلته.

أخر كلمة: ماتفوتش قراءة: بعد فضفضة أنغام واعتراض مفيدة شيحة: لأي مدى الفنان يقدر يتكلم عن حياته الشخصية؟

تعليقات
Loading...