ما كان يُفترض أن يكون بداية جديدة لأحمد عادل، تحوّل إلى مأساة مؤلمة انتهت برحيله المفاجئ.
الشاب المصري البالغ من العمر 31 عامًا، وصل الإمارات ليعيل أسرته الصغيرة، لكنه توفي في أول يوم عمل بعد ثلاثة أيام من وصوله.
الشاب المصري أحمد، أب لطفلين من الإسكندرية، كان يواجه أزمة مالية صعبة بعد انهيار متجره الصغير. ومن أجل تخفيف العبء عن زوجته وطفليه، قرر السفر للعمل في قطاع البناء بالإمارات، أملاً في بداية أفضل.
لكن في أول يوم عمله بأحد مواقع البناء، سقط فجأة أمام زملائه الذين اعتقدوا بدايةً أنه أصيب بضربة شمس. إلا أن تقرير الطب الشرعي لاحقًا أكد أن السبب الحقيقي للوفاة هو السكتة القلبية المفاجئة.
وهكذا انتهى حلم أحمد في أول خطوة له، تاركًا أسرته الصغيرة تواجه مأساة قاسية وحزنًا عميقًا.

لا تفوّت قراءة: 8 أفلام مصرية جديدة تعرض حاليا في السينما.. جرعة من الكوميديا والأكشن لا تفوتها
من الإسكندرية إلى الغربة: رحلة أمل لم تكتمل
كان أحمد عادل، شابًا مصريًا يبلغ 31 عامًا، يعيش في الإسكندرية، ويُعرف بين أسرته وأصدقائه بالتزامه وحرصه على أسرته.
متزوج وأب لطفلين صغيرين؛ محمد البالغ أربع سنوات، ونوح الذي لم يتجاوز عامًا ونصف العام، وكان يحمل مسؤولية ثقيلة تجاههما.
لكن بعد أن واجه خسائر مالية كبيرة وعجز عن الاستمرار في متجره الصغير، وجد نفسه مضطرًا للبحث عن بديل.
ومن هنا، قرر أن يغادر بلاده متجهًا إلى الإمارات، سعيًا وراء فرصة عمل جديدة تعيد الأمل وتضمن حياة أفضل لعائلته.
لا تفوّت قراءة: كيف تحركت أسعار الذهب في مصر من يناير حتى سبتمبر 2025؟ ارتفعت بنسبة 35% خلال 9 أشهر
أول يوم عمل.. وآخر يوم في الحياة
وصل أحمد عادل إلى الإمارات يوم الأحد، ليبدأ أول يوم عمل له في أحد مواقع البناء يوم الأربعاء.
لكن في اليوم نفسه، سقط فجأة أثناء ساعات العمل تحت أشعة الشمس الحارقة، وفارق الحياة في مشهد مأساوي.
ورغم اعتقاد زملائه أنه أصيب بضربة شمس، أكد تقرير الطب الشرعي لاحقًا أن الوفاة كانت نتيجة سكتة قلبية حادة.
وفي روايته المؤثرة، قال ابن عمه إبراهيم محروس: “لم يلحق.. عمل يومًا واحدًا، وفي اليوم نفسه رحل عن الدنيا”.

خبر الفاجعة.. لحظة لا تُنسى
كانت زوجة أحمد آخر من تحدث إليه قبل وفاته، ولم تمضِ ساعات حتى تلقت مكالمة مفاجئة من رقم غريب في الإمارات.
المتصل استخدم آخر رقم اتصل به أحمد، ليبلغها بالخبر الصادم، الذي هز الأسرة بأكملها وألقى بظلال الحزن العميق.
زاد وقع الفاجعة على والده، الذي لم يتعافَ بعد من فقدان زوجته قبل ثلاث سنوات، فجاءت الصدمة مضاعفة.
وقال ابن عمه إبراهيم محروس: “الخبر وقع على والده كالصاعقة.. إنه ضناه، وكانت صدمة كبيرة جدًا بالنسبة له”.
لا تفوّت قراءة: TasteAtlas يضع الكنافة المصرية في المركز الثاني بين حلويات الجبن عالميا
رياضي بطل وسيرة نقية

لم يكن أحمد شابًا عاديًا؛ فقد كان بطلًا رياضيًا، حصل على بطولة الإسكندرية في كمال الأجسام قبل ثلاث سنوات.
كما لم يكن مدخنًا، ولم يُعرف عنه أي أمراض مزمنة، بل كان يتمتع بصحة جيدة وحياة نشيطة.
ومنذ لحظة وصوله إلى الإمارات، حرص على طمأنة أسرته باستمرار، مؤكدًا لهم أنه بخير رغم صعوبة ظروف العمل.
لكن الإرهاق كان واضحًا عليه، إذ قال لزوجته في آخر مكالمة: “أنا مرهق من الشغل، وعايز أدور على شغل تاني”.
رحلة الجثمان من الغربة إلى الوطن
لم تنتهِ معاناة أسرة أحمد بوفاته، بل استمرت أحد عشر يومًا في انتظار عودته، وسط إجراءات رسمية معقدة وتنسيق طويل مع الجهات المختصة.
وأخيرًا، عاد جثمانه إلى مسقط رأسه في الإسكندرية، حيث وُري الثرى في مقابر العائلة، وسط أجواء حزن عميق ودموع لا تنقطع.
تلقى الأهل والأصدقاء العزاء في فقيدهم، بينما لا يزال الحزن يخيم على الأسرة التي فقدت عائلها في أول يوم عمل له.
لا تفوّت قراءة: ماذا نسمع في الليالي الباردة؟ أجمل أغاني الشتاء والمطر التي لا يملّ منها عشاق الطرب

مبادرة إنسانية من حسين الجوهري
روى الإنفلونسر المصري حسين الجوهري، المقيم في الإمارات، تفاصيل مساندته لأسرة الفقيد، مؤكدًا أن القصة هزّت مشاعره منذ اللحظة الأولى.
قال الجوهري: “اتصل بي أحد الأصدقاء ليخبرني بوفاة شاب مصري. أهله منحوني توكيلًا للتعامل مع الموقف رغم أنني لم أعرفه من قبل”.
وأضاف: “دخلت المشرحة للتعرف على الجثمان، وقلت له: أنا هنا لأساعدك كي تعود إلى أهلك الذين ينتظرونك”.
وأوضح أن قصة أحمد أثّرت فيه بشدة، وجعلت الجميع يتكاتف لمساعدته، حتى القنصلية وشرطة دبي تعاونوا سريعًا في إنهاء الإجراءات.
واختتم الجوهري بقوله: “أحمد جاء ليبدأ حياة جديدة، لكن القدر لم يمهله.. فعاد إلى أسرته في تابوت”.
لا تفوّت قراءة: 10 دروس ذهبية من كتاب “علمتني الحياة” لمحمد بن راشد.. ثمار 60 عاما من القيادة

نهاية حزينة لبداية لم تكتمل
قصة أحمد عادل تجسد واقع شباب كثيرين يتركون أوطانهم بحثًا عن مستقبل أفضل، لكن الغربة لم تمنحه سوى يوم عمل واحد.
رحل أحمد سريعًا، تاركًا خلفه أسرته الصغيرة تواجه ألم الفقد، وتكافح لاستكمال حياتها وسط غياب عائلها وسندها.
