وجع غزة يذكرنا بمشاهد لن ننساها لوحشية إسرائيل مع الفلسطينيين
كلما شنت إسرائيل عدوانًا على قطاع غزة الفلسطيني، وتقتل وتقصف وتدمر، يمر مباشرة في ذاكرتنا شريط طويل من تاريخ إسرائيل في سفك الدماء وقتل الأبرياء والأطفال، وهناك مشاهد لن يمحوها الزمن من الذاكرة مهما مر عليها سنوات، مثل قتل قوات الاحتلال الطفل “محمد الدرة” وهو يحتمي بوالده الأعزل في مشهد انفطر فيه قلوبنا.
استشهاد الطفل محمد الدرة
تعد واقعة استشهاد الطفل محمد الدرة عام 2000، في اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى، حالة شديدة الخصوصية لكل مواطن عربي وعربية، فما سببته من ألم نفسي فاق أي حادث في أي حرب، خاصة أن عملية القتل بُثت مباشرة على الهواء، فقد التقطت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان المراسل بقناة فرنسا 2 مشهد احتماء “جمال الدرة” وولده “محمد” البالغ من العمر 12 عام، خلف برميل إسمنتي، وسط إطلاق نار قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وعرضت هذه اللقطة التي استمرت لأكثر من دقيقة، مشهد احتماء الأب وابنه ببعضهما البعض، وإشارة الأب لمطلقي النيران بالتوقف، وسط إطلاق نار كثيف، وبعد ذلك ركود الصبي على ساقي أبيه.
وبعد 59 ثانية من البث المبدئي للمشهد في فرنسا، خرج المذيع ليخبر المشاهدين أن محمد الدرة ووالده كانا “هدف القوات الإسرائلية من إطلاق النيران”، وأن الطفل قد قتل.
هذا المشهد له خصوصية شديدة وقد يكون هذا كونه شكل وعي أكثر من جيل نحو القضية الفلسطينية ونضالها لتحقيق حقوقها المشروعة التي اعترف بها العالم كله عدا إسرائيل، والعجيب أن نجد إرادة إسرائيل تنتصر على هذا الاعتراف الدولي.
استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة
هذا المشهد ليس ببعيد، ففي العام الماضي 2022، أُغتيلت الصحفية والمراسلة التليفزيونية الفلسطينية الشهيرة، شيرين أبو عاقلة، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيتها لاقتحامه مخيم جنين.
وأصيبت أبو عاقلة برصاصة مباشرة في رأسها، ونُقلت إلى مستشفى ابن سينا التخصصي حيث أُعلن عن استشهادها.
واشتهرت أبو عاقلة في المنطقة العربية وخارجها، كونها قامت بتغطية الكثير من فصول العدوان الإسرائيلي عى فلسطين المحتلة وذلك على مدى ربع قرن.
وكانت أبو عاقلة، أول صحفية عربية يسمح لها بدخول سجن عسقلان في عام 2005، حيث قابلت الأسرى الفلسطينيين الذين أصدرت محاكم إسرائيلية أحكاما طويلة بالسجن في حقهم.
الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى
أيضًا من ضمن المشاهد التي لا تُنسى وتبرهن على عنصرية الإسرائيليين واضطهادهم للفلسطينيين، الاقتحامات المتكررة من قوات الاحتلال للمسجد الأقصى.
ودائما ما تؤدي هذه الاقتحامات المتكررة، إلى استفزاز مشاعر الملايين حول العالم، كما تؤدي إلى تاجيج العنف والتوتر داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما أن هذه الممارسات التصعيدية، تمثل انتهاكا صريحا للوضع القانوني والتاريخي القائم لمدينة القدس ومقدساتها الشريفة، بدءاً من تأكيد مجلس الأمن “أنه لا يجوز الاستيلاء على الأرض بالقوة، وأن جميع الإجراءات التشريعية والإدارية التي اتخذت من قبل إسرائيل باعتبارها قوة احتلال، والتي يمكن أن تغير من معالم أو وضع المدينة المقدسة، ليس لها صلاحية قانونية، وتمثل انتهاكاً صارخا لاتفاقية جنيف الرابعة.
وانتهاء بتأكيد مجلس الأمن عدم اعترافه بأية تغييرات على خطوط الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، إلا ما يتم الاتفاق عليه بالتفاوض.
إقامة المستوطنات دون وجه حق
من ضمن استفزازات إسرائيل للدول العربية الإسلامية، بناء مستوطنات في الضفة الغربية، في انتهاك للقانون الدولي، حيث شيدت الكثير من المستوطنات في منذ السبعينات القرن الماضي، ولكن عدد سكانها تضاعف في السنوات الـ 20 الماضية.
وتعتبر هذه المستوطنات وجهًا من أوجه الاحتلال الذي يغتصب الأرض من صاحبها ويطرده منها، ليقيم هو فيها بادعاء أنها من حقه.
ولا تزال إسرائيل تبني وتوسع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان، بالرغم من الانتقادات الدولية المستمرة لذلك واعتراضات الأمم المتحدة.
وبحسب تقديرات إسرائيلية لعام 2016، فإن أكثر من 400 ألف مستوطن يعيشون في تلك المستوطنات.