40 وفاة في سوريا وحالتين إصابة في لبنان، الكوليرا يجتاح البلاد
لأول مرة من سنة 1993، ظهرت حالتين كوليرا في لبنان، يعني من حوالي 32 سنة، وبين الحالة الأولى والتانية أيام قليلة، وده اللي خلق قلق وحالة من الاستنفار عند القطاع الطبي كله، خوفًا من إن الوباء يتفشى بعد أزمات متتالية بيحاولوا الخروج منها.
وحسب كلام وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال “فراس الأبيض” لموقع “سكاي نيوز عربية” نصًا: “لا نريد إثارة القلق. هناك عينات أخذت من منطقة عكار شمالي البلاد وأرسلت للفحص، ونحن بانتظار النتائج، وإن الإصابة الأولى تعود لرجل سوري وحالته مستقرة. يعيش في مخيم للاجئين بين بلدتي المحمرة والمنية (شمالي لبنان) وإن الرجل لم يذهب إلى سوريا منذ فترة”، وكمل كلامه وقال “إن دخول الكوليرا للبنان كان أمرًا مطروحًا وغير مفاجئ، خصوصًا بعد انتشار الوباء في دول مجاورة”
واتكلم كمان عن الاستعدادات لمواجهة الوباء، وقال إن هيتأمن مخزون أولي من الأمصال والأدوية المطلوبة لعلاج الإصابات، وهتتفعل مختبرات فحص المياه في 8 مستشفيات ومختبرات كمرحلة أولى، وهتتجهز مراكز عزل ودورات تدريبية للعاملين في القطاع الطبي علشان يواجهوا المرض.
سوريا ولبنان في مركب واحدة
قبل ما يتم الإعلان عن تسجيل أول حالة في لبنان، سوريا كانت بدأت في دوامة المرض من حوالي أسبوعين أو أكتر، وآخر إعلان عن عدد الإصابات كان 692 إصابة و40 وفاة لأول مرة من 2009، وحوالي تلتين عدد محطات معالجة المياه ونص محطات الضخ وتلت خزانات المياه اتضرروا.
وفي إطار الجهود لمواجهة تفشي المرض، أعلنت وزارة الزراعة السورية عن إتلاف جميع الخضراوات اللي بتتروي من مياه ملوثة في حلب، وده بسبب إن حوالي نص السكان في سوريا بيعتمدوا على مصادر بديلة، وغالبًا مش بتبقى آمنة لتلبية واستكمال احتياجاتهم من المياه، بجانب إنه مش بتتم معالجة 70% على الأقل من مياه الصرف الصحي.
الأمم المتحدة رجحت إن تفشي العدوى مرتبط بشكل أساسي بشرب مياه غير آمنة مصدرها نهر الفرات، واستخدام مياه ملوثة لري المحاصيل.
وزارة الصحة تدق ناقوس الخطر
“فيليب باربوزا”، رئيس فريق مكافحة الكوليرا وأمراض الإسهال الوبائي في منظمة الصحة العالمية، قال في تصريحات صحفية من جنيف: “لم نشهد مزيدًا من التفشيات فحسب، بل كانت أكبر وأكثر فتكًا”. وكمل كلامه وقال إن الكوليرا ممكن تقتل الشخص في خلال ساعات لو ماتمش علاجها، وإن علاجها سهل بس الناس مش بتمتلك المصادر الكافية والمطلوبة للعلاج.
وأكد باربوزا إن التفشي بيحصل بشكل خاص في المناطق اللي بتعاني من الفقر والصراعات، لكن مع تغير المناخ والأحداث الغريبة؛ زيّ الجفاف والأعاصير والفيضانات، كمان بنواجه تهديد متزايد ومضاعف لانتشار الوباء، وده يبقلل من إمكانية الوصول لمياه نظيفة، وبكده تتوفر بيئة خصبة لانتعاش الكوليرا.
وبالنسبة للتطعيم، كمل كلامه وقال: “إن التطعيمات المتاحة محدودة، والطلب يفوق الإمدادات، والسنة دي كان الموضوع أكثر تعقيدًا، خصوصًا إن أكثر من 26 دولة بلغوا عن تفشي المرض”.