هل في ناس غير عمرو وردة تستحق اللوم في قضاياه المتعلقة بالتحرش؟
بصراحة، كم قضايا التحرش اللي بقينا نكتب عنها تقريبًا بشكل أسبوعي، مبقاش يصدمنا على قد ما بقى يحبطنا، إن رغم كل محاولات الدولة وكمان الناس في التوعية عن الموضوع وترهيب أي حد يفكر إنه يعمل السلوك ده، لإنه هيلاقي رادع قوي من القانون ومن ردود أفعال الناس كمان.. لسه الناس مش بتتعظ. ولكن اللي بقى غريب بجد، هو تكرار عملية الإبلاغ عن قضية تحرش جديدة، ولنفس الشخص! عمرو وردة ارتكب جريمة تحرش للمرة مش الأولى ولا التانية، ولكن تكرار نفس السلوك بنفس الطريقة في التحرش وابتزاز بنات من جنسيات مختلفة ولأكتر من مرة، خلى الناس تحاول تحلل الموضوع أعمق من مجرد إن في شخص مصمم يمشي في نفس الطريق.. هو إيه اللي شجعه أصلًا على الاستمرار؟
غضب كبير شوفناه على السوشيال ميديا بعد قضية جديدة للتحرش لعمرو وردة، وده اللي خلاهم يرجعوا بالشريط في قضيته من الأول خالص.. ففي سنة 2019، قامت عارضة أزياء أمريكية من أصل مصري، وعارضة أزياء مكسيكية بنشرهم في فترة متقاربة فيديوهات وصور فيها رسائل نصية فيها تحرش لفظي وتجاوزات من عمرو، ووقتها الدنيا اتقلبت لدرجة إن تم استبعاده لفترة من المنتخب.. ولكن اللي حصل بعدها كان إن كتير من لاعبية المنتخب قدموا دعم واضح ومساندة ليه، زيّ ما قام مدافع المنتخب وقتها باهر المحمدي واللاعب أحمد المحمدي برفع إشارة 22 وهو الرقم الخاص بعمرو، بعد إحراز هدف.
اقرا كمان: تاني؟! عمرو وردة بيكرر سلوكه في واقعة جديدة.
أما بالنسبة للاعب محمد صلاح فكتب وقتها تغريدة بتضمن إن لازم يتم التعامل مع النساء بكل احترام، ولكنه كمان بيؤمن إن أي حد غلط ممكن يتحسن فبلاش نحكم عليهم بالإعدام فورًا، ونديلهم فرصة تانية.. ومساندة لاعبي المنتخب وقتها لعمرو، رغم إنها أثارت استياء ناس كتير، ولكنه كان مفهوم إن ده من باب الحب واعتقادهم إن الشخص لما بياخد فرصة جديدة ممكن يغير من سلوكه.. فبعد عودة وردة للمنتخب قام الكتير بالتصفيق ليه أول ما دخل الملعب ككناية عن مسامحتهم ليه.. بس هل كان ده التصرف السليم؟ ده اللي بدأ يجاوب عنه الكتير من الناس دلوقتي وبصوت عالي “لأ”.
لإن للأسف من فترة قريبة شوفنا حلقة من برنامج كان ضيف الحلقة عمرو وردة بيقول فيها إنه اعتذر “بس علشان يرجع يلعب” وإنه مش عيب إنه يعتذر، بس ده في حالة إن يكون في شيء يستحق الاعتذار عنه.. ولكنه شايف إنه مغلطش في حاجة.. والضجة اللي قامت وقتها، مكانش بس علشان الكلام اللي اتقال، ولكن كمان للأسباب اللي دفعته إنه يبقى عنده الثقة إنه يقول الكلام ده قدام ملايين من الناس.. وليه شايف إنه مغلطش في حاجة؟ “الدعم من لاعبي الكرة، رجوعة للمنتخب بسهولة، عدم محاسبته على أي من جرائم التحرش وكمان تشجيع الجمهور ليه في المباريات رغم كل اللي عمله” كانت الأسباب والدافع المقنع اللي الناس شافته شجع وردة في الاستمرار في أفعاله.. وبعد عدم محاسبته على الكلام اللي قاله كان من العادي إن إحنا نسمع بعدها عن اتهامه في قضية تحرش جديدة.
هل التهاون والمسامحة الكبيرة ممكن تكون فعلًا هي اللي ولدت أسلوب أكتر عنفًا واستهتارًا؟ هل تركه كل السنين دي من غير حساب أو عقاب، خلاه يزود في التحرش بدل ما يكون صفحة جديدة يستغلها علشان يكون شخص أحسن؟ ده اللي انقسم عليه ناس كتير.. ولكن اللي أكيد في القصة، إن مش كل الناس بتتعلم من أخطائها وبتستغل حصولها على فرصة تانية.. ومش كل الغلطات تستحق المسامحة والغفران.