يوم تلات؟ يا ساتر يارب، اتولدنا وكبرنا على معتقد غريب بيقول إن اليوم ده هو يوم نحس! بنلاقي الناس دايمًا بتقول لو حاجة حصلت وحشة في اليوم “هو ماله قالب على تلات كده ليه؟” ولما بييجي بيقولوا “النهارده التلات يارب يعدي على خير!” بس يا ترى أسباب عدم تفضيل يوم التلات لها أساس علمي؟ ولا الموضوع اتخلق بين يوم وليلة؟ ولا كله هزار في هزار مش أكتر؟



لو هنتكلم عن الأسباب اللي اتقالت على لسان المصريين، هنلاقي إنها اتخلقت واتوارثت عبر السنين لحد ما بقت حقيقة مسلمة بها. زيّ إن اليوم ده بيبقى دايمًا يوم زحمة خصوصًا في الجهات الحكومية، يعني لو عايز تخلص ورق أو تقضي مصلحة فالمصلحة كده كده مش هتتقضي، وهتفضل طول اليوم رايح جاي تصور في ورق وتطلع عند مدام عفاف وفي الأخر هتقولك تعالى بكرا علشان ورقك ناقص.
وبيقولوا كمان إن علشان مرتبط برقم “3” باعتباره أيقونة التشاؤم في العالم فأخدوا اليوم كمان معاهم في الرجلين. و سبب من الأسباب برضه إن اليوم موجود كده في نص الأسبوع ومالوش معالم ولا موقع من الإعراب، يعني لا هو أجازة رسمية زي الجمعة والسبت، ولا هو زيّ الخميس بيعبر عن نهاية الأسبوع فنفرح، ولا هو أجازة زيّ يوم الاتنين تضامنًا مع أجازة الحلاقين، ولا هو حتى يوم مقدس زيّ يوم الأحد.
طب الدول التانية رأيها إيه في يوم التلات؟
لو هنتكلم عن ثقافات الدول والشعوب التانية، هتلاقي إن تقريبًا عندهم نفس المعتقد ده. ولو اتكلمنا عن الأحداث اللي حصلت في نفس اليوم، هنلاقي إن في أحداث سيئة كانت مرتبطة به.
الأغريقيين وصفوه بيوم النحس، الأسبانيين قالوا عليه يوم الحظ السيء وكمان وصفوه باليوم الأسوأ لإنه في اليوم ده انهارت السوق العالمية سنة 1929 والناس وقتها كانت في حالة من الاكتئاب الغير المفهوم، وسموه بالتلات الأسود في اليونان، واليابان معروف بيوم النار، حتى في إيطاليا فاكرين إن برج بيزا المائل إنه اتبنى يوم التلات!
بغض النظر على المعتقدات اللي الناس توارثتها بمرور الوقت، والأحداث السيئة اللي ممكن تكون حصلت وصادفت إنها تبقى في اليوم ده، وحتى لو الموضوع بناخده على سبيل الهزار والضحك وإننا نعمل هاشتاج “النهارده التلات” ونبتدي في توقع أسوأ حاجة ممكن تحصل. بدل كل ده عايزين نحاول إننا نغير مفهومنا عن اليوم ونقضيه بشكل مختلف، نعمل حاجات تبسطنا فيه ونخلق ذكريات تخلينا نفتكر اليوم بذكرى سعيدة. لإن في الغالب كل الأسباب اللي اتقالت إما كانت كلها صدف أو إننا كدبنا الكدبة وصدقنا نفسنا.