مين قال إن الأهل مش بيحتاجوا الدعم من أولادهم، زيّ ما أولادهم بيحتاجوه؟
مؤخرًا، انتشر بوست على الفيس بوك لإبن بيحتفل هو وأخواته بحفل تخرج والدتهم من كلية الحقوق، وبدأ يحكي عن قصة والدته إنها اتجوزت وهي عندها 18 سنة وماقدرتش تكمل تعليمها بعد الجواز لإنها انشغلت بتربية أربع أولاد.. لحد كده القصة تمام.
بس بعد كده كمل في البوست وقال إن والدته انفصلت عن والده وبسبب الانفصال ده، عانت من اكتئاب حاد وماكانتش قادرة إنها تكمل حياتها، لولا أولادها وقفوا جانبها وقدموا لها الدعم المعنوي والنفسي لحد ما تقف على رجليها تاني، وشجعوها إنها تكمل دراستها، وفعلًا دخلت الثانوية العامة وذاكرت واجتهدت وجابت مجموع ودخلت كلية الحقوق وحضرت محاضرات لحد ما جيه اليوم اللي تتخرج فيه وبتقدير كمان. ده غير إنها جالها في الفترة دي منحة من منظمة الأغذية العالمية وأخدت دبلومة في الاتصال واللغة والترجمة.
في كل القصة اللي اتحكت دي، احنا شوفنا أولاد عرفوا ازاي يقدموا الدعم لوالدتهم في محنتها، وماقالوش زيّ ناس “إن بعد الانفصال الست لازم تكرس حياتها لأولادها وتنسى نفسها!” لأ، هما مافكروش بس إنها والدتهم، لأ، دول فكروا فيها كإنسانة لها الحق إنها تكمل حياتها بأي شكل هي تختاره.
الموضوع ده خلانا نفكر في الصورة النمطية اللي كل الناس واخداها عن الأب والأم بحكم مسئوليتهم في تربية الأولاد وإننا شايفينهم طول الوقت أبطال، ومعنى إنهم أبطال يبقى هما مابيقعوش ومابيتكسروش ومابيمرش عليهم لحظات ضعف كتيرة، وإنهم لازم طول الوقت يقدموا الدعم لأولادهم من غير ما يستنوا هما الدعم لنفسهم، بس القصة دي وقصص تانية كتير أثبتت العكس، بإن الأهل هما أكتر ناس بيعدوا بكل المراحل دي واللي بيخليهم دايمًا يكملوا هما أولادهم، وإن زيّ ما احنا بنحتاج حد يشجعنا ويقف جانبنا، هما كمان محتاجين ده زيّنا بالظبط ومحتاجينه من أولادهم قبل أي حد تاني.