موجز تاريخ قوانين ختان الإناث وتطبيقاتها في مصر: لسه قدامنا كتير
أفتى الأزهر الشريف في مصر إن ختان الإناث حرام شرعًا، نظرًا لإنه بيسبب ضرر بالغ على النساء اللي بيخضعوا له، وقالت الفتوى إن ختان الذكور ضرورة شرعية في الإسلام، أما ختان الإناث فهو عادة شعبية مالهاش أي علاقة بالدين.
عادة ختان الإناث منتشرة في المنطقة المعروفة بالحزام الأفريقي، وهي الدول اللي موجودة على جانبي خط الاستواء، والعادة دي مش موجودة في الدول الإسلامية غير في مصر والصومال وجيبوتي والسودان. ورغم إن في حالات نادرة من ختان الإناث بتظهر في العراق وعمان واليمن، إلا إنها بتكون من عائلات مُهاجرة من الدول الأفريقية الأربعة اللي ذكرناها.
امتى ظهرت عادة ختان الإناث في التاريخ؟
في اختلاف بين المؤرخين في العالم بخصوص إيه الحضارة اللي اخترعت عادة ختان الإناث، المؤرِخة ماري نايت بتأكد إن اللعنة رقم 1117 المنقوشة على التوابيت الفرعونية بالهيروغليفية ممكن يكون معناها البنات اللي ماحصلهمش ختان.
وتم ذكر ختان بنت مصرية اسمها “تاثميس”، في واحدة من البرديَّات الإغريقيَّة اللي ترجع لسنة 163 ق.م، واللي موجودة النهارده في المتحف البريطاني.
الثابت النهارده إن العادة دي متجذرة في التاريخ المصري القديم والقرن الأفريقي وممكن تكون انتقلت من مصر لشبه الجزيرة العربية، ولسه لحد النهارده تُعتبر عادة منتشرة جدًا في مصر بالذات في المناطق الريفية، ولسه منظمات المجتمع المدني بتحارب بقوة علشان تقضي على العادة المدمرة دي.
ملخص تاريخ الصراع ضد عادة ختان الإناث
تشويه الأعضاء التناسلية للإناث اتجرم لأول مرة في مصر سنة 2007، وبعدين حصلت تعديلات في 2016، وبقى عقابه السجن لمدة توصل ل7 سنين لمن تٌثبت إدانته، بعد ما كانت المدة بتتراوح من 3 شهور لسنتين. وبرغم كده، كان لسه في عقبات كتير بتواجه الناجيات في تطبيق القوانين دي على أرض الواقع، بسبب عادات وتقاليد المجتمع.
واحدة من القصص المأساوية اللي سمعنا عنها بعد تعديلات 2016 كانت عن موت بنت اسمها “ندى” عندها 12 سنة في أسيوط في 2020، وندى ماتت أثناء عملية الختان. في وقتها الأمم المتحدة واللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث أدانوا الحادثة دي وطالبوا بالقبض على الجناة، لكن تم إخلاء سبيل أهلها اللي خدوها للعملية وكمان الدكتور المُتسبب في موت ندى. وبكده، ماحدش اتقاضى فعلًا بموجب قانون 2016 في حادثة ندى وغيرها من حوادث ختان الإناث.
مع ظهور حوادث كتير زي حادثة ندى وزيادة غضب الرأي العام، مجلس النواب وافق على تعديلات جديدة في قانون ختان الإناث في 2021. ونص التعديل على تغليظ عقوبة ختان الإناث، ووصلت العقوبة للسجن لمدة سبع سنين في حالة حدوث عاهة مستديمة وعشر سنين لو أدت للوفاة، حسب المادة 242 مكرراً من قانون العقوبات. والتعديلات كمان نصت إنه هيواجه العاملين في المجال الطبي-زيّ الدكاترة والتمريض-المسئولين عن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث عقوبة بالسجن لمدة توصل ل20 سنة، وهيتحرموا من الحق في ممارسة الطب لمدة توصل لخمس سنين.
في أكتوبر 2021، وفي حكم تاريخي، مصر شهدت أول عقوبة مُشددة لختان الإناث. في بنت اتعرضت لتشويه أعضاءها التناسلية وعانت من عاهة مستدية، وأصدرت محكمة جنايات شبرا الخيمة حكمها على الأب بالسجن تلات سنين مع العمل الشاق والممرض بالسجن عشر سنين.
لو تعرفوا أي مكان بيقوم بعمليات ختان الإناث لازم تبلغوا عنه، علشان نقدر نساعد ضحايا كتير أوي فقدوا أصواتهم. ودي شوية طرق تقدروا تبلغوا من خلالهم:
- تقدروا تبلغوا عن حالات تشويه الأعضاء التناسلية المحتملة أو الأطباء المشاركين فيها من خلال الاتصال بخط نجدة الطفل على رقم 1600 مجانًا.
- وممكن تتصلوا بخط المشورة الأسرية رقم 16021، أو تتصلوا بأي قسم شرطة أو أقسام العلاج المجاني في وزراة الصحة.
- وممكن كمان تتصلوا بالخط المعني بالمشورة والتوعية بأضرار جريمة تشوية الأعضاء التناسلية للإناث عن طريق رقم الخط الساخن أو من خلال خدمة الواتساب على الرقم 01102121600.
لسه قدامنا شغل كتير علشان نحمي بناتنا من الختان
رغم إن التعديلات الجديدة لقانون العقوبات في المواد المختصة بختان الإناث مهمة جدًا وإيجابية، إلا إننا هنلاقي إن المادة 61 من القانون فيها جملة: “دون ضرورة طبية”، واللي ممكن يتم استخدامها بكل بساطة كمهرب جديد للأطباء والعاملين في المنظمة الصحية من اللي بيرتكبوا الجريمة دي، علشان ممكن يقولوا إنهم عملوا عملية الختان بدافع طبي، بالرغم من إن مافيش أي سند طبي أو علمي يبرر ختان الإناث.
كمان قانون العقوبات مش بيشمل أصحاب المستشفيات والقائمين على مراكز الصحة اللي بتحصل فيها العمليات دي، رغم إن وجود عقاب عليهم هيساعد في منع العملية بشكل أكبر وأنجح. والتعديلات الجديدة ماحلتش مشكلة عدم الإبلاغ عن حالات الختان، وممكن زيادة العقوبات تمنع الأهل من الإبلاغ حتى في حالة الوفاة بسبب الخوف من العقاب اللي ممكن يتعرضوا له.
الجريمة دي هي عادة متجذرة في عقلية الشعب المصري، وللأسف بتزيد جدًا في المناطق غير الحضرية اللي بينتشر فيها الجهل أكتر، ولو عايزين تساعدوا في حماية بناتنا، يبقى ممكن تكوّنوا الحملات المجتمعية الضرورية لتثقيف الناس بخطورة العملية دي على بناتهم، وممكن تساعدوا كتير لو بلغتوا عن المراكز الصحية أو الأشخاص اللي بيرتكبوا الجريمة دي.