مهرجان شيماء.. ازاي يتولد الفن من رحم القبح والتهميش؟
من أقل من أسبوع نزل فيديو كليب مهرجان شيماء على اليوتيوب وحقق الترند من أول يوم، وبقت كل الناس ماشية في الشارع المصري بتقول “شيمااااااااااااااااااااء”. والساحة المصرية على السوشيال ميديا كمان بقت مالهاش سيرة غير شيماء.
الفيديو كليب لحد وقت كتابة المقال حقق أقل من 5 مليون مشاهدة في غضون أسبوع واحد، وفي عالم السوشيال ميديا ده المعني الحديث للنجاح والوصول للجمهور، لكن السؤال هو: ليه مهرجان شيماء حقق الترند بالنجاح ده كله؟
شيماء وخلطة الترند ما بين الصنعة والفن
خلطة الترند مش سهلة، ومش هنعرف نحددلها مقادير ثابتة نقول لو عملنا ده هنحقق الترند، حتى لو كان في ناس شاربة صنعة السينما والمزيكا والمهرجانات، برضه مايقدروش يحددوا إيه بالظبط اللي هيضرب جامد ويحقق ترند يكسر الدنيا، وده علشان الخلطة فيها عنصر مش مستقر ومش من السهل توقع الديناميكا بتاعته بسهولة، والعنصر ده هو الجمهور.
الجمهور هيحب إيه وهينقله لجمهور تاني ليه؟ الدراسات اللي بتركز على إجابات الأسئلة دي في التسويق marketing ممكن تدي لك إجابات تسمح بتحقيق قدر من الإنتشار وسط الجمهور، لكن ماتقدرش تحقق ترند يخلي كل الناس ماشية في الشارع تقول “شيماااااء”.
احنا مش هنحاول نجاوب الأسئلة دي هنا، بس هنحاول نفهم ليه مهرجان شيماء ضرب جامد كده في الشارع المصري. أولًا المغني يوسف سوستة، عنده تقنيات فنية واضحة، الولد عارف يتكلم ويغني كويس، وغير كده عنده كاريزما قدام الكاميرا ودمه خفيف، وعرف يغني كلمات بسيطة بأسلوب مواويل وإداها عمق شعوري حسس الجمهور إنه قدام مأساة ضياع الحبيبة “شيماء”، بس الجامد بقى إن التجربة الشعورية اللي نقلها يوسف اتحطت في إطار كوميدي، ولإن المغني عنده كاريزما قدام الكاميرا ودمه خفيف قدر يخلط العنصرين دول مع بعض ويطلع حاجة مسلية جدًا وكوميدية.
مشاهد يوسف وهو بيشرب سبرايت وعامل سكران وحزين مسلية ودمها خفيف، والمغني شاطر ومن الواضح إن عنده أريحية في الوقوف قدام الكاميرا، وكان واضح إنه عايش شخصية العاشق المجروح اللي ماشي في الشارع بيدور على حبيبته. القدرة على تقمص الشخصية بالشكل ده ممكن تخليه ممثل شاطر جدًا لو اشتغل على نفسه، ده غير إن عنده إحساس بتركيبة الأغنية بالكامل وهو بيغني الكلمات وحتى حركاته الراقصة، رغم إنها لسه ضعيفة، لكنها جميلة، وننصح يوسف ياخد ورش تمثيل ورقص علشان مش هيفضل كل أغنية يشاورلنا بإيديه كده، الولد عنده إمكانيات أكبر من كده.
أما قصة الفيديو كليب المسلية والمثيرة والكوميدية جات مع شخصية يوسف وإمكانياته الغنائية والتمثيلية وخلقت حالة جديدة وجميلة وهنا دخل المخرج علشان يضيف أهم عنصر للأغنية.
مخرج مهرجان شيماء.. هل القبح من أجل القبح ولا في رؤية فنية؟
المخرج وظف كل العناصر اللي ذكرناها فوق بشطارة واضحة، وجاء إختياره لأماكن التصوير والكادرات في المناطق الشعبية علشان يضيف عنصر واقعي ومهمش على الصورة. إختياره للقبح في الكادرات كان وراه رؤية فنية، مش متأكدين هي إيه، بس حبيناها وحسينا بقيمتها في العمل المصور.
أماكن التصوير والكادرات نقلت صورة عن مجتمعات مش معروفة لفئة كبيرة من الناس، صورة عن مجتمع عايش على الهامش والنظافة والجمال أصبحت حاجات ثانوية في الوعي الجمعي بتاعه، بعد ما بقى البحث عن الرزق والكرامة كأساسيات صعب جدًا في مجتمعاتهم. صوت سارينة عربية الشرطة في نص المهرجان بينقل صورة عن الإحساس بانعدام الأمان وحضور الخطر بشكل دائم، واللغة المستخدمة في الكلمات وطريقة التعبير عنها وحركات يوسف في الفيديو كليب بتنقل لك واقع الناس دي من خلال تعبيرهم الفني. دي لغتهم ودي الطريقة اللي بيتفاعلوا بيها مع واقعهم وبيئاتهم اللي خلقتهم وتأقلموا معاها.
شيماء وسوسن وسعاد لضمان الترند
جزء تاني مهم من نجاح الأغنية هو الإفيه في “شيماء” الكلمة وتلحينها من يوسف سوستة هتلزق في دماغك غصب عنك، ودي شطارة خلق الـ mind worm، أنت هتسمع الأغنية وهتعلق معاك غصب عنك.
كان في إعلان لابنيتا زمان فيه بقرتين اسمهم سوسن وسعاد، وكانوا عاملين ترند اكتسح الشارع المصري وقتها علشان البقرتين دمهم خفيف والإعلان كان دايمًا قصة كوميدية ومليانة إفيهات باسم سوسن وسعاد، وهو ده نفس اللي حصل مع شيماء.