سيختتم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فعالياته في دورته الـ45 لعام 2024 في 22 نوفمبر، بعد أن شهد حضورًا جماهيريًا ونخبويًا كبيرًا.
وقد تميز المهرجان بالعديد من الأحداث والعروض المختلفة التي شملت مجموعة من الأفلام البارزة في المشهد السينمائي.
ولذا يعكس المهرجان التطور الكبير الذي تشهده صناعة السينما العربية في الوقت الحالي، لكن متى بدأت قصة مهرجان القاهرة السينمائي؟
متى تأسس مهرجان القاهرة السينمائي لأول مرة؟
تأسس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في عام 1976، تحت رئاسة الأديب والكاتب الصحفي المصري كمال الملاخ.
كان كمال الملاخ صاحب فكرة تأسيس المهرجان، واستمر كمال الملاخ في رئاسته حتى عام 1984.
وبعدها تولى المخرج كمال الشيخ رئاسته ليكون أول شخص من الوسط السينمائي يتولى هذه المسؤولية.
وتوالت رئاسة المهرجان بعد ذلك، حتى وصلت إلى الفنان حسين فهمي الذي تولى رئاسة المهرجان مرتين.
كانت المرة الأولى في الفترة من 1998 حتى 2001، والثانية منذ عام 2022 وحتى الآن.
وتستمر فعاليات المهرجان حتى 22 نوفمبر الجاري، حيث يُعرض مجموعة من الأفلام البارزة من مختلف أنحاء العالم.
افتتحت الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي بعرض الفيلم الفلسطيني “أحلام عابرة” للمخرج رشيد مشهراوي، في عرضه العالمي الأول، بحضور صُناعه.
الكاهنة “كاروماما”
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 وهي مرتدية فستانًا أزرق طويلًا مزينًا بالنقوش الفرعونية الذهبية.
الفستان أضاف لمسة من الأناقة والتميز لإطلالتها، حيث عكست هذه التفاصيل الفرعونية ارتباطها العميق بالثقافة المصرية.
وقالت إلهام شاهين: “العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا”
استحوى فستان إلهام شاهين من فستان الكاهنة “كاروماما”، التي كانت تعتبر زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون في الحضارة المصرية القديمة.
كيف دعم نجوم المهرجان فلسطين؟
في الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي، لم تقتصر الفعاليات على العروض السينمائية والورش فحسب، بل شملت أيضًا لحظات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في ظل تصاعد الأحداث في فلسطين.
شهد مهرجان القاهرة السينمائي العديد من الفعاليات التي عبر خلالها الحضور عن دعمهم لفلسطين.
وكان أبرزها الوقفة التضامنية التي نظمها عدد من الفنانين والجمهور في ساحة المهرجان.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وارتدى البعض “الدبوس” الذي جرى توزيعه على الحضور في الافتتاحية كرمز للدعم.
كما جرى تخصيص جزء من الفعالية الختامية للتأكيد على أهمية القضية الفلسطينية، حيث ألقيت كلمات من قبل النجوم والمخرجين العرب تتعلق بضرورة التضامن مع فلسطين.
وكانت تلك اللحظات بمثابة دعوة للمجتمع الدولي للتفاعل مع معاناة الشعب الفلسطيني ودعمه في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
المهرجان لا يعترف بشركات المقاطعة
أكد الفنان حسين فهمي، أن إدارة المهرجان مصممة على مقاطعة أي شركة أو جهة مدرجة في قائمة المقاطعة، وذلك تأكيدًا على دعم المهرجان الثابت للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
وقال حسين فهمي: “الشركات الوطنية هي الراعية للمهرجان، ومعانا شركة مصرية كلنا كنا بنشربها واحنا صغيرين وفاكرين الدبانة اللي كانت عليها، هي شركة مصرية أصيلة، شركة سبيرو سباتس”.
وأضاف أن هذا الموقف يعكس التزام المهرجان الراسخ بمبادئه، بعيدًا عن أي تحديات أو ضغوطات.
درة: وين صرنا
في الدورة الحالية من مهرجان القاهرة السينمائي، كانت الفنانة درة من أبرز المشاركين بفضل فيلمها الجديد “وين صرنا”، الذي قامت بإخراجه لأول مرة.
الفيلم “وين صرنا” يعالج قضايا الاغتراب والهوية من خلال قصة درامية تروي حياة المهاجرين العرب في الغرب،
وأظهر الفيلم معاناتهم في محاولاتهم للتأقلم مع المجتمعات الجديدة دون أن يفقدوا هويتهم الثقافية.
ولاقى الفيلم إعجابًا كبيرًا من النقاد والجمهور على حد سواء، حيث عرض لأول مرة في مهرجان القاهرة السينمائي، ليكون محطة هامة في مسيرة الفنانة درة الفنية.
وقدمت درة من خلال هذا الفيلم رؤية سينمائية معبرة عن مأساة الهويات المهاجرة والتحديات النفسية والجسدية المرتبطة بالانتقال إلى بيئة جديدة.
“وين صرنا” هو فيلم يعكس التحديات الإنسانية التي يواجهها الأفراد في ظل العولمة والاغتراب، مستعرضًا الصراع الداخلي والخارجي في ظل هذا التحول الاجتماعي والثقافي.
مسلسل موعد مع الماضي
عرض مسلسل موعد مع الماضي بالمهرجان، وقال محمد حميدة إنه “تخوفت في البداية من المسلسل وفكرت في الاعتذار عن المشاركة ولا يعلم أنه مأخوذ من عمل أجنبي لكنه أعجب به بعد مشاهدته للنسخة المكسيكية”.
فيلم أرزة: الواقع الهش في لبنان
ولفت فيلم “أرزة” أنظار مهرجان القاهرة السينمائي، حيث تسعى امرأة لبنانية للحفاظ على الاستقرار الهش لحياتها هي وابنها وسط الحروب والأزمات التي تدور في لبنان.
الفيلم للمخرجة الشابة ميرا شعيب، وقالت إن الفيلم يعكس معاناة المرأة اللبنانية وصبرها على تحمل مشاكل الحياة اليومية التي تكبر وتزداد كل يوم للأسف، حسب قولها.
فيلم راضية: رحلة تحرير المرأة المغربية
سجل فيلم راضية، الذي صور بالأبيض والأسود نجاحا لافتا في المهرجان، حيث يجسد رحلة تحرير المرأة المغربية التي تسعى للتخلص من قيودها، محاولة البحث عن المعنى الحقيقي لنجاح المرأة.
ويعتبر فيلم راضية هو ثاني الأفلام الروائية الطويلة للمخرجة المخربية خول بنعمر، بعد فيلمها الأول “نور في الظلام”.
السينما والذكاء الاصطناعي
أحد أبرز الملامح في الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي كان التنوع الكبير في العروض السينمائية.
جرى عرض أكثر من 100 فيلم من 60 دولة، مما يعكس رغبة المهرجان في تقديم تجربة سينمائية غنية وموسعة لجمهوره.
كما ضمت الدورة أفلامًا عربية حملت رسائل اجتماعية وإنسانية قوية، مثل فيلم “سلمى” للمخرج السوري جود سعيد الذي تناول معاناة اللاجئين السوريين.
إضافة إلى العروض السينمائية، شهد المهرجان عددًا من الفعاليات الثقافية المهمة مثل ورش العمل والندوات التي تناولت قضايا السينما المعاصرة.
ومن أبرز تلك الفعاليات ورشة عمل بعنوان “السينما والذكاء الاصطناعي”، التي ناقشت دور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تطوير صناعة الأفلام المستقبلية.
كما كانت هناك جلسات حول كتابة السيناريو وتطوير الأفلام في العالم العربي، مما فتح المجال للمخرجين الشباب لتبادل الخبرات والنقاش حول مستقبل السينما في المنطقة.
التكريمات والجوائز
كما جرت العادة في مهرجان القاهرة السينمائي، جرى تكريم العديد من الشخصيات السينمائية البارزة في الدورة الـ45.
ومن بين هؤلاء، جرى تكريم المخرج المصري يسري نصر الله، الذي منح جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، وذلك تقديرًا لمسيرته الفنية الحافلة بالعطاء والإبداع في مجال السينما.
كما شمل تكريم مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45 النجم أحمد عز، الذي منح جائزة فاتن حمامة للتميز تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في السينما المصرية.
كذلك جرى تكريم المخرج البوسني دانيس تانوفيتش، الذي يترأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية، تقديرًا لمسيرته السينمائية المتميزة.