من بداية متواضعة إلى صاحب كيان عقاري رائد.. الملياردير حسين سجواني يقدم دروسًا في عالم الأعمال!

في قلب دبي، حيث الرؤية والتحدي، يبرز اسم حسين سجواني، ملياردير إماراتي ومؤسس “داماك” العقارية، الشركة الرائدة عالميًا في مجال التطوير العقاري. كواحد من أقوى الشخصيات العربية المؤثرة في مجال التطوير العقاري.

رجل أعمال بارع ومستثمر ذكي، بدايته المتواضعة في متجر والده خلقت منه شخصًا مختلفًا عن غيره من رجال الأعمال والأثرياء في العالم.

سجله الحافل بالإنجازات أهّله لأن يتم تصنيفه أكثر من مرة ضمن قائمة أكثر 100 شخصية عربية مؤثرة في العالم وضمن أغنى 10 شخصيات عربية.

واستحواذه على علامات تجارية عالمية مثل علامة الأزياء الإيطالية روبرتو كافالي جعلت محور حياته مليء بالفضول والدروس التي قدمها خلال مسيرته.

سواء بتصريحات مباشرة له أو مواقف تعرض لها خرج منها بدروس له ولكل من يريد الاتجاه لعالم المال وريادة الأعمال.

نصائح ودروس ذهبية علمتها له الحياة ومن ثم راح يعلمها لغيره في كل فرصة وبأي وسيلة.

لا تفوت قراءة: دروس في القيادة: 10 أخطاء شائعة يرتكبها المديرون عند فصل الموظفين

لا يخجل من كلمة “فشلت”

شجاع بما يكفي لأن يتحدث عن مراحل فشله وإخفاقاته خلال مسيرته المهنية، يرى أن الفشل حدث عابر في ألمه ومهم في الوقوف عنده والتعلم منه حتى ينتهي بالنجاح.

ومن وجهة نظر مختلفة، أن من لا يتحدث عن مراحل فشله التي ساهمت في نضجه ووعيه بالأمور، لا يستحق أن يتحدث ويفتخر بنجاحاته!

حيث قال في مقابلة تلفزيونية سابقة له مع قناة إم بي سي أنه أوقف كثيرًا من استثماراته المتنوعة لأنها فشلت أو “سقطت”.

ويقول: “من يخبرك بأنه ينجح في كل استثماراته فهو كاذب”.

إدارة الأزمات.. واجهها وتعامل معها بلا خوف

تحدث حسين سجواني عن قصة شركته التي نجت من الانهيار في الأزمة المالية العالمية عام 2008، بعد أن انخفضت مبيعاتها إلى 98%.

وقتها تعامل مع الأمر بواقعية واعترف بالمشكلات وذهب إلى البنوك التي اقترضت منها شركته، وتحدث إلى المدراء فيها عن “عجز” الشركة عن سداد القروض.

وتحدث أيضًا عن توقف المبيعات، ففوجئ مدراء البنوك بصراحته، لأن ما سمعوه من بقية قادة الشركات الأخرى أن الأمور صعبة ولكنها جيدة.
حيث يرى سجواني في تجاهل المشكلات أو إنكارها كبرياء فارغ يؤدي إلى مزيد من الكوارث والدمار لبعض الشركات. ويعتقد أن ما ساعده على النجاة من الأزمة هو الصراحة مع البنوك.

لا تفوت قراءة: ظاهرة بيزنس النجوم: هل هي استثمار ذكي أم خوف من تقلبات الفن؟

تعلم من أخطاء الماضي وتجنب الأزمات قبل وقوعها

درس من دروس حسين سجواني يقدمه في التعلم من أخطاء الماضي، ولكن من خلال موقف تعلمه هو بنفسه من أزمة 2008 المالية وهو الحفاظ على السيولة المادية لتغطية أي أزمة.

ومنذ ذلك الحين بدأ يفعل ما يسميه “اختبار ضغط” يجتمع سجواني مع قادة شركته كل 3 أشهر، ويضع السيناريو الآتي: “لنفترض أن مبيعاتنا انخفضت فجأة إلى الصفر، هل لدينا السيولة لسداد التزاماتنا للعملاء والبنوك والرواتب وأصحاب المصلحة الآخرين؟”

ولفت في تصريح مختلف إلى حرصه على على مراجعة أخطائه بانتظام، حيث يقوم بتسجلها شهريًا!

للتعلم من أخطاء الماضي خطوات حتى تستطيع تخطي الأزمة في البداية وتعترف بالخطأ وتلغي ما يسمى بالكبرياء خاصة وقت التعلم، ومن ثم تكون قادرًا أن يكون هذا الخطأ هو سبب نجاحك في المستقبل.

تقبل الانتقاد بصدر رحب حتى لو من مرؤوسيك

في واحدة من التصريحات الصحفية التي أدلى بها حسين سجواني، قدم من خلالها درسًا جديد في تقبل الانتقاد من أي شخص أو أي مركز وأيًا كان صلته بك، فالأهم من الشخص هو ما الذي سيقوله لك وهل هو انتقاد بناء أم لا.

حيث صرح أن جميع مديري الشركة في البداية كانوا يتفقون معه في كل قراراته، لكنه أراد بيئة عمل أكثر تحديًا وإبداعًا. لذلك، قام بتعيين مدير من خارج قطاع العقارات وأعطاه تعليمات واضحة: “أي قرار أتخذه، عارضني!”.

والهدف من ذلك كان خلق ثقافة نقاش وتحفيز الآخرين على طرح وجهات نظر مختلفة، فهو يشجع على الانتقاد البناء كأحد أدوات التطوير.

كما روى سجواني موقفًا تعرض فيه لخسارة كبيرة عندما استثمر وخسر 500 مليون درهم. المفاجأة أن ابنه الذي كان يبلغ 12 عاما حينها، واجهه بسؤال مباشر: “بابا، أنت اشتريت شركة وخسرت 500 مليون درهم، لماذا فعلت ذلك؟”.

ضحك سجواني ورد عليه قائلاً: “هل هذه أموالك؟”.

لكنه من وقتها وهو يعطي الفرصة للآخرين لانتقاد القرارات من دون خوف.

التفكير في المستقبل بدلاً من التمسك بالماضي

المضي قدمًا في وسط زحمة الحياة، قدم حسين سجواني درسًا جديدة في أهمية تبني عقلية التطوير المستمر، حيث قال: “كل يوم أبدأ صباحي بالتفكير فيما يمكن تحسينه، وليس بما حققته من نجاحات، فهذه العقلية هي التي تصنع التقدم الحقيقي”.

تعكس هذه الكلمات رؤية قائد أعمال يدرك أن المستقبل ملك لأولئك الذين يواكبون التغيير ويتكيفون معه، والمرونة هي حليفة أي نجاح.

العمل الجاد غير مرتبط بعطلات نهاية الأسبوع

أتذكر مقولة قرأتها في مرة من المرات ولم تذهب عن بالي، معناها أن الموظف الذي يعمل 8 ساعات فقط لصالح مؤسسة ما إنما هو يبني لهذه المؤسسة ولا يبني لنفسه ولا يستطيع تحقيق ثروات من الـ 8ىساعات.

وإنما لا بد أن يخلق مشروع ويكتسب مهارات خاصة تفيده مستقبلًا لنفسه.

ويؤكد سجواني “العمل الجاد لا يتحقق بساعات العمل التقليدية فقط بل يتطلب جهدًا إضافيًا عند الحاجة مع تحقيق توازن بين العمل والحياة الشخصية”.

ووجه رسالة الذين يسعون للنجاح في عالم الأعمال: “لا تعطل نفسك بعقلية نهاية الأسبوع والعطل”.

لا تفوت قراءة: 8 عادات يومية يمارسها الملياردير: كيف يقضي نجيب ساويرس يومه؟

نمي شخصيتك من مواقف الحياة اليومية

بداية حسين سجواني المتواضعة من عائلة من الطبقة المتوسطة، وبداية اهتمامه في مجال الأعمال التجارية في سن مبكرة ساهمت في تعزيز مهاراته.

حيث كان يعمل في متجر والده لبيع الساعات والأقلام والبضائع المستوردة، وقابل خلال عمله مئات الأشخاص من كافة الجنسيات والاهتمامات والثقافات، تعامل مع المواقف الصعبة وتعلم فن التفاوض وفن تقديم الخدمة.

لذلك مما استلهمناه من مسيرته أن تغذية العقل وإثقال الخبرات حتى من مواقف الحياة اليومية ضرورية، لأنها ستنعكس عليك في النهاية بشكل أو بآخر.

لا تفوت قراءة: أبوظبي تصنع التاريخ: أول حكومة عالميا تعتمد الذكاء الاصطناعي 100% بحلول 2027

تعليقات
Loading...