إيران تخطط لإنشاء عاصمة جديدة بدلا من طهران: أين تقع مكران وماذا نعرف عنها؟

قبل أكثر من 200 عام، اختار آغا محمد خان مدينة طهران عاصمة لحكم سلالة قاجار في إيران.

ومنذ ذلك الحين، بقيت طهران مركز الحكم رغم توالي الأنظمة المختلفة على البلاد. لكن في خطوة لافتة، يُفكّر النظام الحالي في تغيير العاصمة إلى مكران.

أعلنت الحكومة الإيرانية قبل أيام عن خطة لنقل العاصمة من طهران إلى منطقة مكران الواقعة على الساحل الجنوبي للبلاد.

وأوضحت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، أن هذا القرار يستند إلى مجموعة من الأسباب الهامة.

لم تكن فكرة نقل العاصمة وليدة اللحظة؛ إذ طُرحت منذ عام 1979 عدة مرات.

ومع ذلك، اصطدمت المحاولات السابقة بتحديات اقتصادية وسياسية ولوجستية جعلت التنفيذ شبه مستحيل.

بينما تشير المؤشرات إلى جدية الحكومة هذه المرة، تبقى التحديات قائمة. فهل ستنجح إيران في تنفيذ خطة تغيير العاصمة أم ستظل مجرد فكرة طموحة عالقة في دهاليز السياسة والاقتصاد؟

لا تفوّت قراءة: قال “سأشعل الشرق الأوسط” فاشتعلت لوس أنجلوس: كيف ربطت الشعوب بين تصريحات ترامب وغزة؟

لماذا مكران؟

تقع منطقة مكران في جنوب شرق إيران، وتمتد سواحلها على بحر عمان وصولًا إلى المحيط الهندي، مما يجعلها منطقة ذات أهمية استراتيجية بالغة.

  • الموقع الجغرافي:
    • حدودها تبدأ من محافظة هرمزغان غربًا وتمتد عبر بلوشستان الإيرانية لتصل إلى بلوچستان الباكستانية شرقًا.
    • تطل على بحر عمان وتمتد سواحلها الإيرانية بطول 900 كيلومتر، مما يربطها بالمحيط الهندي.
  • الأهمية الجيوسياسية:
    • تضم المنطقة ميناء تشابهار، الميناء الإيراني الوحيد المطل على المحيط، والذي يُعد نقطة استراتيجية للتجارة الدولية.

أهمية مكران الاستراتيجية: موارد وثروات ضخمة

تُعتبر مكران غنية بالثروات الطبيعية، خاصة النفط والغاز، مما يجعلها نقطة جذب للاستثمارات والمشاريع الكبرى، مثل “مخطط تطوير سواحل مكران”، الذي يعد أحد أكبر المشاريع التنموية في المنطقة.

التركيبة السكانية لمكران

غالبية سكان مكران ينتمون إلى البلوش وهم من السنّة، مما يثير مخاوف حول التأثيرات المحتملة لتغيير التركيبة السكانية إذا أصبحت مكران العاصمة الجديدة لإيران.

لماذا تفكر إيران في تغيير العاصمة طهران: بين الأسباب والتحديات

معالجة مشكلة الاكتظاظ السكاني

تشهد طهران ازدحامًا سكانيًا شديدًا، حيث يعيش بها نحو 14.5 مليون نسمة، ويرتفع العدد الفعلي خلال النهار إلى 20 مليونًا بسبب الوافدين إليها للعمل.

هذا التكدس أدى إلى أزمات مرورية خانقة وضغط هائل على البنية التحتية والخدمات الأساسية.

نقص المياه وأزمة إمداد الكهرباء

من بين أبرز أسباب التفكير في نقل العاصمة هو نقص المياه المزمن الذي تعاني منه طهران.

ووفقًا للرئيس الإيراني، فإن أي خطط لتطوير المدينة في ظل هذه المشكلة ستكون “مضيعة للوقت”، إذ أن إمدادات المياه والكهرباء الحالية بالكاد تغطي الاحتياجات.

تلوث الهواء

تعتبر طهران من أكثر المدن تلوثًا في العالم، ويعود ذلك إلى عدة عوامل، منها التسريبات النفطية والانبعاثات الصناعية والمركبات القديمة.

هذا التلوث يمثل خطرًا مباشرًا على الصحة العامة ويؤثر سلبًا على جودة حياة سكان المدينة.

إيران تنوي تغيير عاصمتها من طهران إلى مكران

طهران على خط الحزام الزلزالي

تشكل طهران تهديدًا بيئيًا كبيرًا بسبب موقعها على خط الحزام الزلزالي، مما يجعلها عرضة لحدوث زلازل قوية.

الخبراء يحذرون من أن أي زلزال قوي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة نظرًا للكثافة السكانية والبنية التحتية المتهالكة في بعض المناطق.

بيروقراطية وتهديدات اقتصادية

وفقًا لدراسة نشرتها مجلة جيوبوليتيكس الإيرانية، فإن 23% من الناتج المحلي الإجمالي لإيران يعتمد على الإنتاج في طهران.

هذا التركيز الاقتصادي الكبير في مدينة واحدة يعرض البلاد لمخاطر كبيرة في حال وقوع هزات أرضية أو أزمات اقتصادية.

إضافة إلى ذلك، فإن هذا التركز أدى إلى تعقيد بيروقراطي كبير، حيث أصبحت العمليات الحكومية أبطأ وأقل كفاءة، مما ينعكس سلبًا على جودة الخدمات العامة.

عدم التوازن بين الموارد والتكاليف

أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن استمرار العاصمة في طهران بات غير مستدام بسبب التفاوت الكبير بين الموارد المتوفرة والتكاليف العالية.

وأوضح أن نقل المواد الخام من جنوب إيران إلى العاصمة لمعالجتها وإعادة تصديرها يشكل عبئًا على القدرة التنافسية للبلاد.

وشدد على أن هذه الديناميكية الاقتصادية السلبية تجعل من الصعب الإبقاء على طهران كعاصمة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

لاتفوّت قراءة: الرئيس العسكري يحكم لبنان: من هو جوزيف عون رئيس لبنان الرابع عشر؟

تعليقات
Loading...