مشروع الربط القاري: دراسة جدوى لإنشاء ممر تحت جبل طارق يربط المغرب بإسبانيا
من سنة 1979، من حوالي 43 سنة، اتعينت لجنة مشتركة من المغرب وتونس علشان تعمل دراسة جدوى لإنشاء أول نفق يمر تحت مياه البحر المتوسط في منطقة مضيق جبل طارق، ويربط بين إسبانيا والمغرب، وبالتالي يصبح أول ممر بري يربط أفريقيا بأوروبا في التاريخ.
مرت عقود من الزمن وفكرة المشروع التاريخي مجرد حبر على ورق، بعد ما اتأثر بعوامل كتير، منها الأزمات السياسية والدبلوماسية، لحد ما صادق مجلس الحكومة المغربية يوم الخميس 3 نوفمبر 2022، على تعيين “عبد الكبير زهود” مدير عام للشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق التابعة لوزارة التجهيز والماء؛ وهي الشركة اللي اتكلفت، بالتنسيق مع الشركة الإسبانية، لدراسات الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق “SECEGSA” علشان تعيد دراسة مشروع النفق البحري.
قالت وسائل الإعلام الإسباية إن تعيين زهود في المنصب ده هو رغبة من البلدين في الإسراع بإنشاء النفق التاريخي، في الوقت اللي أعلنت شركة ”SECEGSA” ، إدراجها ضمن المستفيدين من الدعم الأوروبي في إطار خطة الإنعاش الإسبانية لإجراء دراسات جديدة بخصوص المشروع.
وخصصت الحكومة الإسبانية، في إطار مشروع ميزانية سنة 2023، مبلغ 750 ألف يورو لصالح الشركة، علشان تعمل دراسة جديدة بمشاركة شركة ألمانية متخصصة في إعداد الدراسات المتعلقة بالأنفاق البحرية.
قالت صحيفة “لاراثون” الإسبانية: “رغم إن المبلغ مايعتبرش ضخم، فبيمثل بادرة من الحكومة الإسبانية ورسالة بتقول إن المشروع ماتنساش، وإنه هيكون في تقدم علشان يتنفذ رغم صعوبة ده”.
قال “عز الدين خمريش” أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، إن تعيين مدير عام للشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق يعتبر إشارة من المغرب إنها عايزة تفعل المشروع وتخليه حقيقة.
وأضاف خمريش إن المشروع، اللي كان موضوع اتفقت عليه المغرب وإسبانيا لوقت طويل، يُعتبر واعد وحيوي على أصعدة كتير وممكن ينفع البلدين مع بعض، بالذات على مستوى إنعاش حركة المرور والتبادل الاقتصادي.
ووضح إن تسريع إنجاز النفق البحري هيستفيد من رجوع العلاقات الإسبانية المغربية لوضعها الطبيعي، بالذات إن بدأت تظهر في الفترة الأخيرة مؤشرات واضحة على بداية التعاون بين البلدين.
والمشروع هو بناء نفق في قاع البحر عند تقاطع المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، وكان البلدين اتفقوا قبل كده إن النفق هيكون طوله 28 كيلومتر على عمق 300 متر، ويربط بونتا بالوما (طريفة) مع مالاباطا (طنجة).
حسب مؤسسة أبحاث إسبانية، من المتوقع إن البدء في إنجاز بناء النفق المغربي – الإسباني هيكون في 2030، واللي سمح بالتفاؤل ده هو إن تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الرباط ومدريد في أبريل 2022 سمح باستئناف قريب للاجتماعات التنسيقية بين الخبراء الإسبان مع نظرائهم المغاربة، علشان يكملوا آخر اللمسات على دراسة “مشروع القرن” وبتأكد جهات إسبانية فرضية الانتهاء من جميع الدراسات بعد ما تم الاتفاق النهائي على المشروع بين مدريد والرباط.