مشاكل النقابات المهنية: لو لم أكن نقابيًا لوددت أن أكون فنان
الخلافات بين النقابات المهنية والعاملين في المجال دلوقتي كتير، خصوصًا النقابات الفنية، سواء نقابة المهن التمثيلية أو نقابة المهن الموسيقية، لإن في ناس كتير شايفة إن الفن غير أي مهنة، لو مهن تانية محتاجة نقابة تكون مسؤولة عن العاملين فيها، الفن طبيعته مختلفة، وده بيخلينا نفكر ليه النقابات موجودة من الأساس وإيه وظيفتها.
ليه النقابة موجودة من الأساس؟
الهدف من وجود نقابة عمالية في الأساس هو المحافظة على حقوق العاملين في المهنة أو المجال، وإن صوتهم يكون مسموع ولهم صوت موحد بيتكلم باسمهم، وتكون النقابة وسيلة لتحسين أوضاع العمال وحمايتهم ودعمهم في مواجهة أي حاجة تعوق شغلهم.
“تستهدف المنظمات النقابية العمالية حماية الحقوق المشروعة لأعضائها، والدفاع عن مصالحهم المشتركة، وتحسين ظروف العمل وشروطه، والقيام بالأنشطة ذات الطبيعة الاجتماعية والعلمية والرياضية والصحية” ده اللي بتنص عليه المادة 14 من القانون رقم 213 لسنة 2017 بشأن المنظمات النقابية العمالية.
مفروض، النقابات العمالية غير هادفة للربح، لكن يجوز تنشئ صناديق ادخار أو زمالة أو تكافل أو صناديق لتمويل الأنشطة الثقافية والاجتماعية، لتعويض العمال في الحالات اللي بيترتب عليها أعباء مالية، طبقًا لأحكام قانون العمل، وبتخضع الصناديق دي للرقابة المالية والإدارية من الجمعية العمومية للمنظمة النقابية، والجهاز المركزي للمحاسبات.
يعني الهدف هو إن العاملين بالنقابة ياخدوا حقوقهم، لكن ليه النقابات بتتدخل في المهنة نفسها خصوصًا الفن؟
النقابات العمالية والنقابات المهنية
الدستور المصري بيقسم النقابات لنوعين، عمالية ومهنية، النقابات المهنية دي هي نقابة المهن الموسيقية ونقابة المهن التمثيلية ونقابة المهن السينمائية، وبيجرم العمل بفنون المسرح أو السينما أو الموسيقى على أي شخص إلا إنه يكون عضو عامل بالنقابة، وبكده أصبح الانضمام للنقابات إلزامي، وهي الجهة الوحيدة اللي من حقها منح التصاريح للعاملين بالفنون أو منعهم من مزاولة الأعمال وفقًا لقانونها.
وبتنص المادة الخامسة مكررة من قانون رقم 103 لسنة 1987 على: “يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من زاول عملًا من الأعمال المهنية المنصوص عليها فى المادة (2) من هذا القانون ولم يكن من المقيدين بجداول النقابة، أو كان ممنوعًا من مزاولة المهنة، ما لم يكن حاصلًا على تصريح مؤقت للعمل، طبقًا للمادة (5) من هذا القانون”.
هل النقابة لها حق تتدخل في العمل الفني نفسه؟
القانون مش بيدي الحق لنقيب الموسيقيين بمنع أي فنان، في ٢٠١٦ أصدرت محكمة القضاء الإداري حكم واجب النفاذ بيحدد دور نقابة المهن الموسيقية في تحصيل رسوم الأعضاء، وحماية مصالحهم، ولكن مالهمش أي دور رقابي، ولا لهم الحق في المنع، وتقييم الأعمال الفنية متروك للجمهور.
الجهة الوحيدة اللي لها الحق في منع عمل موسيقي من التداول هي المصنفات الفنية، لكن ده مش من اختصاص النقابات الفنية بأي شكل.
فبدل ما تكون الرقابة بتقوم بدورها الأساسي، وهو حماية العاملين بها وإزالة أي عواقب بتوقفهم عن عملهم، بتقوم بسلطات مش من حقها وتعرقل هي العمل الفني.
في عصرنا.. لسه محتاجين مهام النقابة؟
في وقت الفن فيه مش بيعتمد على طرق تقليدية، الناس بتتشهر على حساب على السوشيال ميديا، وبتقدر تعمل قاعدة جماهيرية من كل مكان في العالم بمحتوى أونلاين، هل لسة النقابة والمهام بتاعتها -واللي مش بتاعتها- مهمة في عصرنا ده؟
علشان تتعرف دلوقتي مش مضطر تستنى فرصة العمر تجيلك وتغني في الراديو أو تطلع على التلفزيون، مشاهير كتير بيتابعهم ملايين على حساباتهم على السووشيال ميديا، ماعتمدوش على الطرق التقليدية بأي شكل من الأشكال في فنهم أو شهرتهم.
لو منعت حد يغني في حفلة جوا البلد أو يظهر حتى على قناة تليفزيونية في البلد برضه، هتقدر تمنعه من منصات عالمية مش بتخضع لقوانينك وتقاليدك القديمة؟
لكل مقام مقال، وكمان لكل زمن متطلباته، وزي ما قال الزعيم: “كل مرحلة ولها مفرداتها وتوجهاتها وبنيتها الأساسية”.