مسلسلات الـ”أوف سيزون”: سببت الصدمة وفاقت توقعات الجمهور والنقاد
قبل عشر سنوات كان شهر رمضان هو الشهر المخصص لعرض المسلسلات التي تعرض لأول مرة، سباق يخوضه كبار نجوم الشاشة الصغيرة بسبب زيادة عدد المشاهدات في هذا الشهر، مما جعل كل الاهتمام ينصب عليه، وباقي العام يتم إعادة الأعمال القديمة وأعمال شهر رمضان، ولكن منذ سنوات ليست بعيدة ظهر ما يسمى بموسم الـ”أوف سيزون”، يتم من خلاله عرض مسلسلات خارج السباق الرمضاني تعرض على مدار العام، منها في حدود الـ30 حلقة ومنها على شكل حكايات وقصص أكثر من 45 حلقة حتى تأخذ بعض الأعمال مساحتها في المشاهدة والتقييم، وخلال هذا العام شاهدنا بعض الأعمال التي فاقت توقعاتنا وكانت مختلفة على كل الجوانب.
55 مشكلة حب
حواديت كلاً منها في حدود الـ10 حلقات، مأخوذة عن كتاب “55 مشكلة حب”، للراحل الدكتور مصطفي محمود، وكان هذا الكتاب عبارة عن مشكلات يرسلها الجمهور لكاتبهم المفضل للرد عليها، تفاعلوا معها الناس بسبب واقعيتها، وقربها منهم، خاصًة الحكاية الأولى التي قامت ببطولتها إلهام شاهين وأحمد فهمي، التي أدت فيها دور مريضة الازهايمر “ألفريدو”.
والحكايات الأخرى “ماتيجي نشوف” والتي كانت تتحدث عن الصداقات والمشاكل التي تتخللها، وفكرة الـ”شلة” وطرق التعامل مع الأزواج عندما تدخل أمور لها علاقة بالصداقة، و حكاية “عيشها بفرحة” والتي تتحدث عن ذوي الهمم وطرق تعامل من حولهم معهم.
جميعها استقبلها الجمهور بردود فعل إيجابية خاصة وأن كاتب السيناريو والحوار هو عمرو محمود ياسين والمعروف عنه بسلاسته في سرد القصص ودائمًا ما تنال أعماله إعجاب الجمهور مثل مجموعة “نصيبي وقسمتك” ولكن بعضها أخذ عليها نهايتها التي كانت أشبه بالنهايات الكليشية.
سفاح الجيزة
من أهم المسلسلات التي عرضت في دراما الأوف سيزون لهذا العام، مكون من 8 حلقات، نال شهرة وشعبية واسعة حيث أعتبروا هذا العمل هو الأشهر في تاريخ أحمد فهمي، كل تفصيلة مشهد لم يتركها الجمهور تمر بشكل عادي، حولوا منها قصة وكوميكس وتحولوا من خلال كل حلقة لنقاد ومحللين.
ومن أسباب نجاحه تكمن أولها بسبب طبيعة العمل نفسه كونه مستوحى من قصة حقيقية عن شخصية سفاح الجيزة المعروف القذافي، وتفنن المسلسل مع التخطيط لكل مشهد قتل والتفاصيل التي كان يحملها في كل لقطة، من الأغاني التي كنا نسمعها في الخلفية وهدوء أحمد فهمي الغير متناهي حتى في تفصيلة تحضيره للطعام.
صوت وصورة
مجرد عرض الحلقات الأولى نجح المسلسل باحتلال المرتبة الأولى، بسبب طبيعة حبكته التي تنوعت بين الغموض والجريمة من جهة، ولجودته فنيًا من جهة أخرى، وكونه الأول من نوعه بالدراما العربية الذي يستعرض فكرة الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن استغلاله في قلب الحقائق أو حتى إشعال منصات التواصل بفيديوهات ملفقة يصعب تفريقها عن الحقيقية.
من الإيجابيات التي تمتع بها هو أن مؤسسة المرأة الجديدة التي تدعم حقوق النساء في مصر، استغلت أحداث المسلسل لإعادة طرح أهمية وجود نص واضح وصريح ضمن قانون العمل للحماية من العنف والتحرشات الجنسية، بعد تسليط المسلسل الضوء عليه بجانب جودة الكتابة والتي تمثلت في سرد درامي متزن، والاهتمام بالتفاصيل التي تعكس الخصائص النفسية لشخصيات الأبطال.
الأحداث كانت تدور حول رضوى “حنان مطاوع” بنت الطبقة الفقيرة التي تحاول العثور على فرصة عمل أفضل لمساعدة زوجها في سداد ديونه، ولكن تنقلب الأحداث رأسًا على عقب معها.
حدث بالفعل
يتكون من مجموعة حواديت مبنية على قصص حقيقية حدثت في الدول العربية،عن الأمراض النفسية المعقدة، تحت شعار “أغرب من الخيال”، ويكتشف ما يحدث للمرضى والمحيطين حولهم، كان أولها “الضرب تحت الحزام”، بطولة الفنانة غادة عبدالرازق، وقدم العمل نموذج للمرصى النفسين الذين يعانو حب التعلق، من خلال دكتورة نفسية تعاني ذاتها من مرض نفسي الأمر الذي أثار تساؤل عند البعض الجمهور والتشكيك في أهلية بعض الدكاترة.
وقصة “قرض شخصي” التي تبرز مرض آخر يكتشفوه عندما يتعرض جمال “كريم فهمي” وأسرته لحادث سيارة أثناء سفرهم، وبعد ذهابهم للمستشفى، يفيق ولا يجد أسرته ويجد أن إدارة المستشفى تخبره أنه جاء بمفرده.
و قصة “ولو بعد حين” لشرين رضا ودينا الشربيني الذي يدور حول شقيقيتين فقدن أهلهم في ظروف غامضة وأصيب بعدها بمرض نفسي وحتى يشفن لابد من من العثور عليهم.
الميزة في جميع الحكايات هو نهايتها الصادمة والغير متوقعة للجمهور، كانت كل نهاية للمسلسل لدرجة تشكيك الجمهور في كونه حقيقي وليس من نسج خيال المؤلف، حتى يبعث العمل برسالة أن ماتخفيه النفس البشرية أعمق وأشد رعبًا!
ريفو 2
عُرض الموسم الثاني بعد نجاح الأول وبدأ أحداثه من النقطة التي انتهى عندها الجزء الأول، من ضمن ميزاته كانت استعراضه حقبة التسعينيات من فرقة موسيقية يترأسها الفنان أمير عيد، فكان المسلسل أشبه برحلة مجانية داخل آلة زمن حيث مصايف العجمي والمعمورة وتجمعات الأهل والأصدقاء بليالي الصيف، وشرائط الكاسيت ونوادي الفيديو وديكورات وأزياء تلك الحقبة المميزة التي عاد بعضها للظهور مؤخرًا من جديد.
وما لاحظه الجمهور خلال الجزء الثاني هو ظهور الأبطال محتفظين بحالة التقمص السابقة لشخصياتهم بتفاصيلها، كما نجحوا في تجاوز بعض سلبيات الموسم الأول التي عابها النقاد على العمل منها مستوى تمثيل الأبطال، خاصة أن غالبيتهم لم يقدموا أدوارا بهذا الحجم من قبل، بالإضافة أن الأغاني كانت أهم نقاط ارتكاز العمل وجماهيريته.
زينهم
مازال يعرض على الشاشة، حلقات منفصلة متصلة مزج العمل الدرامي بين الإثارة والتشويق من جانب وبين الكوميديا الخفيفة التي تكسر حواجز تصنيف العمل كمسلسل رعب أو أكشن، فاعتمد القائمين عليه العزف على أوتار عدة لجذب شرائح مختلفة من الجمهور، حيث تقوم السلسلة القصصية المأخوذ منها العمل على حل ألغاز مجموعة من القضايا الغامضة التي واجهها أحد الأطباء أثناء مسيرته المهنية، وحاول من خلالها كشف غموض الجريمة في كل قضية، اعتمادًا على أصول وقواعد الطب الشرعي العلمية.
عامل من عوامل انجذاب الجمهور له هو كتابة سليمان عبدالمالك، والذي عمد من خلال تقديمه للشخصيات في الحلقات الأولى أن يشرح للمشاهد طريقة تفكير وأبعاد كل شخصية بطريقة سلسة جذبت المشاهد ووفرت له فرصة للربط بينها بتلقائية، فكل شخصية في العمل لها عاداتها وطريقة تفكيرها.
العودة
من بطولة شريف سلامة ومجموعة كبيرة من النجوم، عرض منذ أيام قليلة فمازال في مرحلة تقييم الجمهور، ولكن بشكل مبدأي الموسيقى والتتر من أبرز ما نال إعجاب الجمهور ولإن مغني التتر شاب من الأقصر يدعى كريم حراجي فاللهجة في الأغنية كانت منضبطة.
أحداث العمل تدور حول المجتمع الصعيدي في الأقصر، في بداية عرضه نال بعض الانتقادات على الإيقاع البطيء والذي كان مربك في البداية، وعلى الجانب الآخر الجمهور أشاد بأداء عصام السقا في نظراته وأدائه ومخارج الحروف.