مدام عفاف في الدور الرابع وطنط حشرية في التجمعات العائلية.. سيدتان لا نتمناهن لألد أعدائنا
سيدتان لم يجتمعوا وجهًا لوجه ولا حتى عن طريق المصادفة، ولكن لديهم قدرة غريبة في قلب حياتك أو تعكير صفوك، بما يمتلكوه من قدرات وصفات خارقة، الأولى لن تقابلها إلا في المصالح الحكومية كالسجل المدني ومصلحة الأحوال الشخصية، والثانية ستكون من حظك ونصيبك في التجمعات العائلية أو مع الجيران أو ربما في الطريق خلال موقف واحد يكشف لك كل صفاتها.. وبدون أن نسميهم بالطبع استشفيت على من نتحدث “مدام عفاف وطنط حشرية”
عند مدام عفاف في الدور الرابع
في الدور الرابع أو الثالث لا تفرق كثيرًا، ففي النهاية هي مكلفة بتعطيل حياتك في أي مكان أو أي وضعية، ستجدها ربما جالسة على مقعد خشبي، أو على مكتبها بمفرش باهت ومجموعة من الأوراق وبجانبها إما فطارها التي تم تنهيه بعد وأنت قطعته عليها أو مجموعة من الخضروات التي عليها أن تنهي تنظيفهم قبل أن تنهي ورقك، ودرج موارب قليلًا لا تعلم ما فيه.
فلا مفر من مقابلة مدام عفاف وإن تغير اسمها في المصالح الحكومية، أو مكتب للسجل المدني لأحد المراكز التي لا يُعرف اسمها على الخريطة، فهي رمز للروتين والبيروقراطية وتعطيل أي شيء حتى وإن لم يستحق التعطيل، إذا بحثنا في أصولها أو من حول تلك السيدة لهذة الحالة ستبحث كثيرًا، ولم تجد إجابة شافية كافية ولكن ربما تجدها في رواية العيب ليوسف إدريس وتصل من الرواية إلى أن التحول لم يحدث فجأة ولكن بالتدريج.
ولعل أقربهم مثالًا على ما نقوله “واحد صاحبي راح يعمل البطاقة لأول مرة في نفس يوم تاريخ ميلاده، موظف السجل قاله، لأ تعالى بكرا ماينفعش أعمل لك البطاقة في نفس تاريخ ميلادك، صاحبي قاله ليه، الموظف قال له “أصل أنا معرفش أنت اتولدت بالليل ولا بالنهار” حجة مبتكرة ومنطقة تدرس في المدارس والجامعات .. ولكن ما يستحق القول أنها ستثقل من مهاراتك أولها سيصبح لديك مرونة في الحركة من كثرة المشاوير لأنه ببساطة “ورقك مش كافي” بجانب أنها ستدربك على التحكم في ثباتك الانفعالي.
طنط حشرية صاحبة الحلول العصرية
في كل عيلة ستجدها ربما متخفية ولكن لها مهام محددة، تمتلك العديد من الصفات، تمتلك قدرة على خلق إشاعات من أي اتجاه، ولكن تلك القدرة لا تضاهي قدرتها في التدخل في حياة الأشخاص، كلامها وكلماتها تروق لمستوى الدبش، على علم بخبايا وأسرار كل أفراد عائلتها ومنطقتها والمنطقة المجاورة والحي إذا لزم الأمر، تجدها دائمًا في التجمعات العائلية حتى وإن لم يتم دعوتها، ناقدة من الدرجة الأولى “إيه ده انتي تخنتي كده ليه؟” “إيه ده لأ أنتي رفعتي؟”.
تمتلك كتالوج كل عرسان المنطقة ففي وقت الزنقة تعمل بدور “الخاطبة” ولكن في الغالب أو دائمًا عرسان المستقبل غير ملائمين، وفي أي تجمع عائلي لديها مجموعة من الأسئلة لا تخرج عن “مش هنفرحك بيكى بقى؟” ،” هنشوف عيالك إمتى.. مفيش حاجة جاية في السكة ؟” “بتقبضي كام؟” ..
السينما والدراما رصدتها بقوة وإن لم تقلها صراحةً، وفي الثقافات العربية أيضًا لمسانها خلال الشاشة الصغيرة مثل شخصية سامية الجزائرية “أم محمود” في المسلسل السوري يوميات جميل وهناء وفي مسلسل باب الحارة في شخصية “أم زكي”.
مدام عفاف وحشرية، ليس شرطًا أن تجدهم في الجنس اللطيف، ولكن ربما تجدهم متمثلين في شخصية رجل.. ولكن في النهاية .. هم سيدتان لا نتمنى أن يقابلهم أي شخص ولا حتى ألد أعدائنا.