كلامنا مع الموسيقار محمد نوارة وآخر أعماله الفيلم الوثائقي العالمي “توت عنخ آمون”
محمد نوارة موسيقار مصري، وفي الوقت اللي اكتشف فيه موهبته وشغفه في الموسيقى والفن دراسته كانت بعيدة تمامًا عنها، لكن لو جيت سألته “لو لم أكن موسيقيًا لوددت أن أكون..” هيقولك مافيش غير الموسيقى، كان عنده أذن موسيقية مميزة بتخلي أي حاجة يسمعها يعرف يعزفها في ساعتها ويطلعها كما يجب أن تكون، ماكانش عارف هو بيعمل إيه في الأول بس الشغف كان هو اللي محركه ناحية الموسيقى، كان بيشترك في مسابقات في الجامعة ويلحن وياخد جوائز، لحد ما اتخرج واشتغل في مهنة بعيدة عن الموسيقى، وانشغاله بالحياة ودوشتها قعدته 13 سنة مايعزفش على آلة، لحد ما قرر إنه يرجع لشغفه وحلمه ومنطقة الراحة بالنسبة له، ودرس الحاجة اللي بيحبها واختار أحسن جامعة في العالم للموسيقى، ولظروف شغله، كان ما بين محاضرات أونلاين في الشتا وفي الصيف كان بيسافر علشان يكملها.
عرف يوفق بين الاتنين لحد ما أخد أعلى شهادة في الموسيقى التصويرية من جامعة (بيركلي) وبعدها رجع وعمل أستوديو له في 2018، وبدأ ياخد مشاريع شغل لحد ما اترشح لتأليف موسيقى تصويرية لفيلم عالمي وثائقي عن توت عنخ آمون من إنتاج شبكة “PBS International” الأمريكية، بمناسبة الذكرى المئوية على اكتشاف مقبرته، وهيتعرض على منصة “أمازون برايم” العالمية.
حبينا نتكلم معاه ونعرف منه ازاي وقع الاختيار عليه وكواليس العمل، وكلمنا عن صناعة الموسيقى وشايفها ازاي دلوقتي.
ازاي تم اختيارك للمشاركة في العمل؟
Tutankhamun: Allies and Enemies
Tutankhamun: Allies and Enemies – PBS International
A 2 hours special celebrating the 100th anniversary of King TUT tomb excavation..
Music by: Mohamed Nawara
Full soundtrack will be available soon 🎵🙏
Posted by Nawara Music on Wednesday, October 19, 2022
قال نوارة: “مخرج العمل مصري عايش في أمريكا، وكان بيدور على حد مصري يعمل موسيقى للفيلم، وبالصدفة اتكعبل في حاجة كنت عاملها فعجبته وكلمني، طلبوا مني أعمل “ديمو” في الأول، وعلى أساسه الشركة واللجنة تقرر تختارني ولا لأ، لإن ممكن أبقى شاطر جدًا بس مش لايق على العمل، اشتغلت عليه في وقت ضيق جدًا لإني كنت مسافر ومش معايا غير يوم ونص أخلص فيهم فأخدتها تحدي، لحد ما اتقبلت برغم إن الظروف كانت بتقول صعب ألحق الوقت”.
وعن كواليس التحضيرات
بيقول نوارة: “الكواليس كانت صعبة لإني ماكنتش بتعامل مع المخرج بس، الموضوع كان بيعدي على كذا حد وكل واحد له رأي ووجهة نظر، واللي صعب الموضوع إن أنا لما بدأت معاه بدأت كفيلم، والأفلام المفروض إنك بتشتغل وتمسك مشهد مشهد، بشوف المشهد وبتأثر به وبألف عليه، بس الوقت كان ضيق جدًا وكان قدامنا أقل من شهر وأخدناها تحدي”
ازاي يقدر المؤلف الموسيقي يوصل الروح اللي عايزها لناس مختلفة في ثقافته وذوقه من خلال المقطوعة الموسيقية؟
سألته بما إن الفيلم عالمي وهيتعرض على منصة أمازون برايم، ازاي قدر يوصل الروح المصرية من خلال المقطوعة، قال: “في البداية، في كذا عامل منهم إنه فيلم فرعوني وعالمي و90% من اللي اشتغلوا عليه مصريين، وبالتالي خفت أتكعبل في حتة إني أعمل مزيكا مصري بزيادة، كانت بالتأكيد هتعجبهم، بس هبقى كموسيقى تصويرية مانجحتش، لإن أنا مش بتكلم عن فيلم وثائقي عن مصر، ده عن مصر القديمة، فامينفعش كنت أستخدم طبلة وناي وقانون مع الأوركسترا، هتبقى حلوة أوي بس مش مناسبة للفيلم”.
وكمل: “أنا كنت مذاكر قبل كده من مشروع “الأبد هو الآن” فكنت عارف لو حاجة لها طابع فرعوني هتبقى إيه الآلات، احنا ماسمعناش موسيقى القدماء، بس شوفنا في المخطوطات القديمة إنهم كانوا بيستعملوا آلة نفخ شبه الناي وآلة شبه الدف أو الرق” وعلشان كده قرر نوارة إنه يعمل أوركيسترا العالم كله يفهمها، وضاف عليها آلات مرتبطة بالفراعنة، وأضاف آلة واحدة بس مصري بحت وكانت آلة العود.
عن أعماله الفنية
بيقول محمد نوارة: “السنة دي عملت أغنية “أيام” واتعملت فيديو كليب، واتصنف بعد كده كفيلم قصير علشان الفيديو كان بيحكي قصة، والعمل ده نجح كويس، واشتغلت على فيلم قصير اسمه “حاسب تحلم” هينزل آخر السنة، وبدأت في مشروع زيّ فيلم قصير بس غنائي، الحكاية بتتحكي بغناء والأبطال بيتكلموا بالغناء”.
بالإضافة إنه كلمنا عن مشاركته في معرض “الأبد هو الآن” السنة اللي فاتت مع السوبرانو المصرية فاطمة سعيد، وقال إنها كانت تجربة مميزة ومختلفة، والشغل مع فاطمة سعيد كان ممتع، وإنه اشتغل في المعرض على مقطوعة بترصد تطور الفن المصري من بدأ الخليقة للفرعوني للروماني للقبطي للإسلامي، والمزيكا كانت بتتلون بمرور العصور.
من زمان لدلوقتي ازاي اختلفت طريقة استمتاعنا واستقبالنا للموسيقى؟
كان في تساؤل دايمًا بيدور في دماغي، وكنت باخد بالي منه في الأفلام زمان لما الناس كانت بتلبس أحسن ما عندها وتتشيك علشان تروح تحضر حفلة في الأوبرا أو تقعد جنب الراديو بالساعات علشان تتسلطن وتسمع أغنية لعبد الحليم، فحبيت أسأله لو شايف إن طريقة استقبالنا واستمتاعنا للموسيقى اتغيرت من زمان لدلوقتي ولا لأ.
وكان رده: “الجيل الجديد اختلف جدًا عن زمان، من فترة قريبة حضرت حفلة للموسيقار خالد حماد لأول مرة في الأوبرا، تبع مبادرة لرواد الموسيقى التصويرية، وده واحد من رواد الموسيقى التصويرية في مصر، هو اللي عمل “همام في أمستردام” و”صعيدي في الجامعة الأمريكية” والحفلة كانت كاملة العدد، والناس كانت جاية متشيكة بالبدل والجرافاتات، بس تبصي على فئات العمرية اللي بتحضر لقيتها تلاتينات وأنتي طالعة، آه لسه في ناس بتحب خروجة الأوبرا بس الجيل الجديد طريقة استمتاعه اتغيرت، عبد الحليم بتاعه دلوقتي بيعمل عرض وبيتنطط على المسرح، وأنا مش متوقع كمان 20 سنة من دلوقتي إنه هيبقى في سوق كبير للأوبرا، يمكن عمر خيرت هو اللي حقق المعادلة الصعبة والسحرية، ولحد دلوقتي الأجيال كلها بتحب تسمعه”.
المؤلف والملحن والموزع.. دور كل واحد منهم إيه؟
الجمهور اللي مش في مجال صناعة الموسيقى ممكن يخلط ما بين المؤلف الموسيقي والملحن والموزع، ومايبقاش عارف دور كل واحد فيهم إيه في إنتاج العمل، فسألناه المؤلف الموسيقى محمد نوارة، وقال: “الأغاني بيبقى فيها ملحن وموزع، لكن الموسيقى بس سواء موسيقى لفيلم أو موسيقى بحتة بيبقى لها مؤلف موسيقي، الملحن هو اللي بيلحن الكلمات وبيقولك الأغنية تتغنى ازاي، إما بالجيتار أو العود أو البيانو، الموزع هو اللي بيعمل كل حاجة تانية، هو اللي بيحدد سرعتها ولو في مقدمة، هو اللي بيحدد الآلات اللي هتستخدم، هنعمل فاصل موسيقى ولا هندمج المقطع الأول والتاني مع بعض، أما المؤلف الموسيقى اللي بيعمل كل حاجة في اللحن والتوزيع وده بيبقى في فيلم أو مقطوعة موسيقية أو مسلسل، بيألف صورة في خياله أو يكون شاف مشهد فبيترجم الصورة دي”.
ازاي ممكن الموسيقى التصويرية تبقى هي البطل وتخدم على العمل الفني؟
نوارة قال لنا: “هي مش بطل، هي بتخدم على العمل الفني، واحنا درسنا إن المؤلف الموسيقي للموسيقى التصويرية لازم يبقى فاهم كويس أوي إن هو كشخص مش البطل ولا العمل بتاعه هو البطل، البطل هو المخرج الكلمة الأولى والأخيرة له، حتى لو أنت بتفهم في المزيكا وهو قالك المقطع ده مش عاجبني، لا لازم تعمل له الرؤية اللي عايزها، الموسيقى بتاعتك هي اللي بتخدم على الفيلم ومش المفروض هي اللي تعلى عليه، ممكن تغطي على المشهد، فكده الموسيقى التصويرية مانجحتش، نجحت كموسيقى لكن ماعملتش المطلوب منها”.
بعيدًا عن المصريين.. مين من صناع الموسيقى في الوطن العربي بيلفتوا نظرك؟
“في أمين بوحافة موزع وملحن تونسي، وليال وطفة ملحنة وموسيقية سورية كويسة جدًا، اشتغلت مسلسل محمد رمضان السنة اللي فاتت، ومسلسل “موجة حارة” وعملت موسيقى “ام بي سي” في رمضان، وفي ناس كويسة أوي في الوطن العربي بس برا، وطبعًا مصر بالنسبة للشرق الأوسط هي المحطة اللي لازم يعدوا عليها، بس شايف إن ده ممكن يتغير مع ظهور السعودية بقوة وظهور المنصات ده هيدي فرصة إن مش شرط أكون في مصر علشان أظهر” دي كانت إجابة محمد نوارة على آخر أسئلتنا له.