قد تسمع أغنية بلاش تبوسني في عينيا” لمحمد عبد الوهاب فتظنها مجرد كلمات رومانسية كتبها شاعر يتغنى بالمحبوبة، لكن وراء هذه الأغنية الشهيرة قصة إنسانية لم نكن لنتخيلها.
قصة تعود بنا إلى طفولة موسيقار الأجيال وعلاقته القوية بوالدته، التي لم تكن مجرد أم، بل كانت مصدر إلهامه وملهمته الأولى.
وجعلت أيضَا مع مرور السنوات من الأغنية علامة فارقة في مسيرة عبد الوهاب، وارتبطت بذكريات ووجدان أجيال متعاقبة.. فما علاقة هذه الأغنية بوالدة محمد عبد الوهاب؟
لا تفوّت قراءة: بدايات النجوم الفنية: هل تعرف أول ظهور لنجومك المفضلين؟
سر أغنية “بلاش تبوسني في عينيا” وعلاقة والدة موسيقار الأجيال
الأغنية التي كتبها الشاعر حسين السيد، وهزت مشاعر المحبين بأجيال متعاقبة، كانت في الأصل انعكاسًا لعبارة بسيطة غير متخيلة.
خرجت من قلب أم محبة إلى ابنها، لكنها تحولت إلى عمل فني خالد يروي ملامح علاقة استثنائية بين عبد الوهاب ووالدته.
في لقاء تسجيلي نادر، روى عبد الوهاب أن والدته كانت تردد له دومًا: “البوسة في العين تفرق”، ومن هنا جاءت الفكرة.
قائلًا إنه استلهمها من أمه التي اعتاد أن يقبلها بين عينيها كلما ودعها أو التقاها وكانت ترفض ذلك في محبة تأسيسا على اعتقاد أن هذه العادة مقدمة فراق.
لكنها كانت تمزح معه وتقول: “أبعد يا محمد”، هذا الموقف ألهمه الأغنية الشهيرة، رغم نجاح الأغنية الساحر، فإن علاقتها بوالدة عبد الوهاب لم تتوقف عند هذا الحد.
لا تفوّت قراءة: صيحات ألوان طلاء الأظافر خريف 2025.. الكرز الأسود يتصدر الموضة أم التيراكوتا؟
بلاش تبوسني في عينيا.. من موقف لأغنية خالدة في ذاكرة الموسيقى العربية
التقى عبد الوهاب بالشاعر حسين السيد وأخبره بالقصة عندها صاغ الكلمات الخالدة التي أصبحت من كلاسيكيات الغناء العربي.
ولذلك، غنى عبد الوهاب الأغنية لأول مرة سنة 1942 ضمن فيلم “ممنوع الحب” من إخراج محمد كريم.
كان عبد الوهاب بطل الفيلم إلى جانب رجاء عبده وليلى فوزي وغيرهم أما مديحة يسري، فاشتهرت بفضل هذا المشهد تحديدًا.
فقد غنى عبد الوهاب الأغنية أمامها، لتكون عيناها هما العينان اللتان تغزل فيهما موسيقار الأجيال على الشاشة.
بلاش تبوسني في عينيا
دي البوسة في العين تفرق
يمكن في يوم تعود ليا
والقلب حلمه يتحقق
خلي الوداع من غير قبل عشان يكون عندي أمل
أغنية بلاش تبوسني في عينيا لمحمد عبد الوهاب
لا تفوّت قراءة: كيف تقضي 48 ساعة في البحرين.. استكشف أهم المعالم السياحية في عطلة نهاية الأسبوع
بلاش تبوسني في عينيا.. بين التراث والتجديد
ظلت “بلاش تبوسني” أيقونة غنائية تتناقلها الأجيال. فقد أعاد غنائها الفنان الكبير محمد ثروت، فايا يونان، وليد توفيق، والكينج محمد منير وعمرو دياب
وبذلك، عبرت الأغنية حدود الزمن، محتفظة بقصتها الخاصة التي لم يكن يتخيلها أحد.
لا تفوّت قراءة: كيف تقضي عطلتك في الإمارات؟ 8 أنشطة ترفيهية تستحق التجربة
عبد الوهاب ووالدته.. علاقة حب استثنائية
كان دائمًا يتحدث عنها بحب كبير، مؤكدًا أنها كانت تخاف عليه بشدة، وتضرب به المثل في حياتها، بل وتفخر به أمام الجميع، حتى الملوك والرؤساء الذين جاورهم.
ويروي عبد الوهاب أنه كاد أن يفارق الحياة في مرض شديد، وأُعلنت وفاته رسميًا، لكن والدته، السيدة فاطمة، تمسكت بالأمل ورأت أنه لا يزال حيًا، ليكتب الله له عمرًا جديدًا.
“الشاب يظل صغيرًا ما دامت أمه على قيد الحياة، ولا يفقد شبابه إلا برحيلها”
الموسيقار محمد عبد الوهاب عن والدته
واصفًا حضنها بأنه كان يمنحه راحة وأمانًا لا يضاهيهما شيء، لتبقى الأغنية بمثابة قبلة فنية وضعها على جبين والدته التي أحبها حتى آخر العمر.
الأم كانت دائمًا مصدر إلهام عبد الوهاب الفني، لحن عبد الوهاب أغنية “ست الحبايب” لفايزة أحمد، من كلمات حسين السيد أيضًا.
وأصبحت الأغنية أيقونة لعيد الأم بل صارت مرادفًا لكلمة “أم” في وجدان العرب.


