مبادرة حكومية لتعليم اللغة المصرية القديمة وتفاصيل المناهج التعليمية
لآلاف السنين فضلت آثار الحضارة المصرية القديمة مصدر انبهار وتعجب لكل اللي يشوفها، وفي عصر ماكانش حد عارف معاني الرموز الهيروغليفية الموجودة على جدران المقابر والمعابد المصرية القديمة، كانت الخرافات والحكايات الخيالية هي المصدر الوحيد اللي بيحاول يفسر العجائب الفنية والمعمارية اللي تركها المصري القديم.
وفي سنة 1822، قدر العالم الفرنسي فرانسوا شامبليون يفك أسرار رموز الهيروغليفية، وفتح باب علم المصريات على مصراعيه، علشان نكتشف من خلاله روائع وعجائب حضارة المصري القديم، فتحل الحقائق والدراسات الأكاديمية محل الخرافة والخيال.
وفي مبادرة بتحاول الحكومة المصرية من خلالها تربط الأجيال الجديدة بالتاريخ والحضارة المصرية القديمة، بدأت وزارة السياحة والآثار تعليم الأجيال الجديدة اللغة المصرية القديمة.
مبادرة تعليم اللغة المصرية القديمة بالتعاون بين وزارة السياحة ووزارة التعليم
اتكلم شريف شعبان، المحاضر بكلية الآثار جامعة القاهرة ومسؤول التنمية الثقافية والوعي الأثري في وزارة السياحة والآثار عن المبادرة دي لموقع سكاي نيوز، وقال: “اللغة وسيلة التواصل بين الحضارة المصرية القديمة والعالم، واكتشاف رموزها في 1822 أرشدنا لأسرار وخبايا عالم المصري القديم”.
بيوضح شعبان الفرق بين اللغة المصرية القديمة والخط الهيروغليفي: “المصرية القديمة لغة منطوقة، أما الخط الهيروغليفي والخط الهيراطيقي الكهنوتي والخط الديموطيقي الشعبي، فهي مجرد طرق لكتابتها”.
وبيقول عن المبادرة: “تتبنى إدارة التنمية الثقافية والوعي الأثري بوزارة السياحة والآثار الفكرة، وهناك بروتوكولات قديمة مع وزارة التربية والتعليم لتدريس الهيروغليفية في كل المدارس بدءًا من الصف الثالث أو الرابع الابتدائي، لكن طريقة التنفيذ تخص وزارة التعليم”.
وبيضيف: “لدينا رسالة في وزارة السياحة والآثار لنشر ثقافة مصر القديمة في كل طبقات المجتمع خاصة الأطفال، عبر دورات مجمعة للشباب والأطفال لتعريفهم باللغة المصرية القديمة وأهمية الكتابة الهيروغليفية”.
وفي إطار المبادرة دي أبرمت وزارة السياحة والآثار “بروتوكول” بين إدارة التنمية الثقافية والأمدية المصرية ومراكز الشباب وقصور الثقافة والمكتبات العامة، علشان ينظموا حملات توعية وتثقيف بحضارة مصر القديمة، وكمان هيعملوا تدريبات على الهيروغليفية بشكل خاص.
وبيوضح شعبان: “لدينا أمل في اتخاذ الدولة خطوات أكبر لتعليم الالهيروغليفية على نطاق المدارس والجامعات، وأن يهتم الإعلام بالفكرة لتصحيح الأخطاء الشائعة المرتبطة بهذه اللغة، مثل استخدام مصطلح الهيروغليفية، أو حتى الاعتقاد أن علماء الغرب فقط هم من اهتموا بفك طلاسم الحضارة المصرية، لأن هناك الكثير من العلماء العرب اهتموا بهذه الحضارة ولغتها”.
وبيضيف: “تعليم اللغة المصرية القديمة منتشر في مدارس خارج مصر، ففي فرنسا مثلا يدرسها طلاب المرحلة الابتدائية”.
وزي ما وضح شعبان فإن هدف وزارة السياحة والآثار تعليم الحضارة المصرية القديمة ونشر أسرارها، وربط الطفل بتاريخ بلاده، وتراث أجداده وغرس الولاء والانتماء، وبيأكد إن اللغة واحدة من أهم عناصر الحضارة المصرية.
وقال شعبان في آخر كلامه: “مش هنتعمق في تدريس كل قواعد اللغة، ولكن هنركز على تعليم بسيط يدي فكرة عنها ويخلي الدارس يقدر يقرأ بعض كتابات الملوك على سبيل المثال”.
مبادرات سابقة لتعليم الهيروغليفية في المدارس
في شهر فبراير سنة 2020، اقترح عالم المصريات زاهي حواس تدريس الهيروغليفية في المدارس، وبدأ اقتراح حواس لوزارة التربية والتعليم بمبادرة لاستغلال حصص التربية الفنية في رسم رموز الهيروغليفية لانتشار مفاهيم اللغة بين الطلاب.
في شهر أبريل سنة 2021، نشرت جريدة الوطن خبر عن تفاصيل دمج اللغة المصرية القديمة في المناهج الدراسية، وجت تفاصيل الخبر وفق وزارة التربية والتعليم، إن اللغة القديمة هيتم تدريسها بداية من سنة رابعة ابتدائي، ضمن خطة الوزارة لتطوير المناهج التعليمية.
وفي نفس الوقت، هيتم تكثيف الموضوعات الخاصة بالحضارة المصرية القادمة في السنوات الدراسية بداية من الحضانة لحد سنة تالتة ابتدائي.
هتبدأ عملية دمج الهيروغليفية في المناهج التعليمية من خلال تقديم بعض الرموز ومرادفاتها العربية، وبعد كده هيتم تكثيف المحتوى الدراسي خلال السنوات اللي بعد كده.
ومن خلال المناهج دي بتهدف الوزارة لتعميق الثقافة بالحضارة واللغة المصرية وتعميق الوعي الحضاري عند الطلاب، واللي بدوره هيساعد على تعميق الانتماء الوطني.