ليه الاغتصاب الزوجي قضية اجتماعية وسياسية حساسة مش مجرد أسرار بيوت
اللي بيحصل في أي بيت في العالم من عنف وانتهاكات ماينفعش يقع تحت خانة الشئون الخاصة ولا أسرار البيوت، لإنها قضايا سياسية واجتماعية حساسة وبتخصنا كلنا كمجتمع مش مفردات شخصية لأفراد بعينهم وبالتالي محتاجة تدخل سريع مننا علشان ننقذ أفراد المجتمع من الاستغلال والانتهاك وننقذ المجتمع ككل من الإنحدار.
النسوية والاغتصاب الزوجي
الموجة النسوية التانية قدمت شعار اسمه “الشخصي سياسي” “The personal is political” والطرح ده بيرفض النظر لمشاكل الستات في بيوتهم كمشاكل خاصة بيهم وإنه مجرد حظ وحش في علاقات منفردة، لإن كل اللي بيحصلهم هو انتاج نظام قمعي قايم على انتهاك النساء.
الأمور الخاصة لازم يتم طرحها في نقاشات عامة علشان نعرف نحط سياسات تحمي الأفراد وتمنع جرايم الشريك الحميمي، اللي ممكن تبان شخصية بحتة، لكنها في الواقع تخص كل المجتمع.
في 1970 كتبت كيت ميليت كتاب اسمه The Sexual Politics “السياسات الجنسية”. بتقول فيه إن العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة مش مجرد علاقة جنسية بين واحد وواحدة، بل هي نتاج الثقافة والتاريخ. العلاقة دي بيؤسس لها من شكل النظام وشكل المجتمع وأفكاره. المجتمعات اللي بتحترم المرأة هتلاقي الراجل بيحترم الست اللي معاه، والعكس صحيح. بالتالي كل ما يحدث داخل البيوت هو مش شأنك انتي وجوزك بس لكنه استمرار لهيكل اجتماعي يتم فيه السيطرة على النساء واستغلالهن واضطهادهن بشكل منهجي.
اتخاذ المرأة خيارات شخصية ردًا على الوضع الراهن، زيّ الاغتصاب الزوجي، أو الاحتجاج عليه، كإختيار الطلاق مثلًا، هو اختيار شخصي تمامًا لكنه يعكس الحياة السياسية اللي ماجرمتش الاغتصاب الزوجي وعليه بدل ما تروح بالجريمة والمجرم للمسار القانوني، هي مجرد اعتزلته وسابته يغتصب واحدة تانية. والحلقة هتفضل مستمرة. إذًا ازاي دي تبقي مش مشكلة اجتماعية؟
الجرايم الزوجية مش شئون خاصة
صاحبات الشعار ده ونسويات الموجة التانية قالوا إن المشاكل الشخصية مالهاش حلول شخصية في هذا الوقت. لا يوجد سوى عمل جماعي من أجل حل جماعي. مفيش قانون يجرم الاغتصاب الزوجي في مصر، وعليه شغلنا الجماعي في تسليط الضوء على جرائم الاغتصاب هي وسيلتنا الوحيدة للضغط على المشرع المصري لتجريم الاغتصاب الزوجي.
نظرًا لإن مفيش آلية لتحقيق العدالة في مجتمعنا الحالي، إذًا تحرك المجتمع ضد المغتصب بعمل شوشرة ووصمه اجتماعيًا هو الآلية البديلة الوحيدة لجلب العدالة للناجية من الجريمة دي بالذات.
في حين مفيش أي أدوات عقاب موجودة في القانون اللي بينظم المجتمع، إذًا تدخل المجتمع مهم مش علشان بس هيضغط لوضع قوانين تجريم الاغتصاب وانتهاكات الزوج الجنسية، لكن كمان هيساعد في نشر وعي وتأهيل المجتمع لأي تغيير هيحصل في المستقبل.
ليه بنمارس ضغط اجتماعي في حين ممكن نمارس ضغط سياسي فقط؟
تجريم الاغتصاب الزوجي قانونيًا لازم يسبقه تجريمه اجتماعيًا. لو المجتمع مش شايفها جريمة، أي قانون بعد كده هيكون مجرد حبر على ورق. قضية ندى ممكن جدًا تكون هي أساس لتحول شكل العلاقات في المستقبل. قضية ندى عمرها ما هتكون شأن خاص لإن الخطر والأذى اللي عاشته بيعيشوه ستات كتير ماتكلموش، وهو خطر قائم عليا وعليك وعليكي طالما كلنا واقعين تحت نفس النظام. إذًا قضية ندى قضية سياسية بالدرجة الأولي.
تنويه: المحتوي ده هو خلاصة دراسة سنين قدمتهولنا صديقتنا الجميلة أمنية دسوقي.
تقدر تتابع أمنية علي الفيسبوك:
هل ما يحدث بين الرجل والمرأة في العلاقة الزوجية شأن خاص مقدس ومحرم؟
الإجابة: لأ. ما يحدث داخل المنزل من عنف وانتهاكات…
Posted by Omneya Aldesoki on Monday, June 21, 2021