من “فاطمة” لـ”أم كلثوم”: لماذا يلجأ النجوم إلى تغيير أسمائهم؟
من “نهاد حداد” إلى “فيروز”، و”فاطمة أصحبت “أم كلثوم”، و”وديع فرنسيس” تحول إلى “وديع الصافي”، و”كاظم جبار” تغير إلى “كاظم الساهر”، و”محمد جابر عبدالله” أصبح “نور الشريف”، وغيرها من الأسماء الفنية التي شهدت تغييرات جزئية أو كلية. ولكن يبقى السؤال: لماذا يلجأ النجوم إلى تغيير أسمائهم؟
تغيير الأسماء ليس ظاهرة جديدة في عالم الفن، بل هو قرار مدروس من قبل الفنانين للتميّز في الساحة الفنية أو لتكوين هوية جديدة تتناسب مع شخصياتهم الفنية.
في بعض الأحيان، قد يكون السبب شخصيًا أو مرتبطًا بالثقافة الشعبية التي تفضل الأسماء القوية أو التي تحمل طابعًا مميزًا يسهل تذكره.
كما يمكن أن يرتبط التغيير برغبة في التخفيف من الأعباء الاجتماعية أو العائلية التي قد يسببها الاسم الأصلي.
إضافة إلى ذلك، يرى البعض أن تغيير الاسم قد يساهم في منح الفنان فرصة لإعادة بناء مسيرته المهنية، خاصة إذا كان الاسم الجديد يحمل دلالة فنية أو جاذبية جماهيرية أكبر.
هذا التحول قد يشمل تغييرًا كاملاً للاسم أو تعديل بعض أجزائه ليبدو أكثر تناسبًا مع الشخصية العامة للفنان أو لدوره في الأعمال الفنية.
ما الذي يدفع النجوم لتغيير أسمائهم؟
نسبة قليلة من الفنانين في الوطن العربي اختاروا الاستمرار في مسيرتهم الفنية باستخدام أسمائهم الحقيقية دون تغيير.
لكن الإجابة على السؤال حول دوافع تغيير النجوم أسمائهم تكشف أنه لم تكن هناك قاعدة ثابتة لذلك، بل كان لكل فنان قصته وأسبابه الخاصة.
وديع الصافي
في 1938 حين فاز بالمرتبة الأولى في مسابقة للإذاعة اللبنانية، اتفقت لجنة التحكيم وقتها على اختيار اسم “وديع الصافي”، كاسم فني له نظرا لصفاء صوته ونقائه، وكان اسمه الحقيقي وديع فرنسيس.
هدى سلطان
في بعض الأحيان، قد يكون اسم الفنان الأصلي غير مناسب لطبيعة عمله في المجال الفني أو يصعب نطقه، مما يدفعه لاختيار اسم فني.
على سبيل المثال، كانت الفنانة هدى سلطان تحمل اسم “بهيجة الحو” في البداية، وهو ما شكل عقبة في بداية مسيرتها.
وفي لقاء إعلامي، روت هدى نفسها قائلة: “أنا لم أسع إلى تغيير اسمي، ولكن أمي الروحية الأستاذة مفيدة عبد الرحمن اقترحت اسم هدى لأن بهيجة لم يكن سهلًا. كما كان هناك صديق آخر يدعى سلطان، ففكرنا أن يكون الاسم (هدى سلطان)، وشعرت أنه يحمل نغمة جميلة ومناسب”.
أم كلثوم
اسمها الحقيقي فاطمة، ولقبها والدها إبراهيم البلتاجي باسم أم كلثوم نسبة إلى ابنة الرسول.
نور الشريف
أحيانًا، يكون التغيير نتيجة لرفض الصناع للاسم الأصلي، كما حدث مع الفنان نور الشريف.
اسمه الحقيقي هو “محمد جابر عبدالله”، ولكنه غيره بعد دخوله عالم الفن، حيث رفض معهد الفنون المسرحية قبوله باسمه الأصلي.
اضطر نور الشريف لاستخدام الاسم الذي كان يناديه به أفراد أسرته، وهو “نور”، واختار له شقيقه لقب “الشريف” من حبه للفنان عمر الشريف.
كاظم الساهر
لقب نفسه بـ”الساهر” في بدايات مشواره الفني بعد تشبيه اسمه ببائع العصير، وكان اسمه الحقيقي كاظم جبار السامرائي.
راقية إبراهيم
وأحيانًا، قد يكون التغيير مرتبطًا برغبة في إخفاء الديانة الحقيقية.
وهذا حدث مع الفنانة الراحلة راقية إبراهيم، التي كانت يهودية الأصل وُلدت باسم “راشيل إبراهم”، وأصبح اسمها “راقية إبراهيم”.
شادية
وربما كان وراء تغيير الأسماء رغبة في تحقيق شهرة أكبر، كما حدث مع الفنانة شادية
كان اسم الفنانة شادية الأصلي “فاطمة شاكر”، لكن صناع أول فيلم لها، “فيلم العقل”، اختاروا لها اسم “شادية”.
أحلام
أسماها والدها ميثاء الشامسي عند ولادتها، ولكن كشكر للممرضة المصرية “أحلام” التي أنقذت حياتها من جرح خطير قرب عينها، قرر والدها أن يسجلها رسميا بشهادة الميلاد باسم أحلام.
نجلاء فتحي
أما نجلاء فتحي، فقد كان اسمها الحقيقي “فاطمة الزهراء”، لكن المخرج عدلي المولد نصحها بأن الاسم يحمل دلالة دينية في الثقافة الإسلامية، وهو ما قد يتعارض مع الفن.
العندليب
وفي حالة أخرى، جاء تغيير الاسم بعد اكتشاف الفنان، كما حدث مع “العندليب” عبد الحليم حافظ
جاء اكتشاف عبدالحليم حافظ على يد الإذاعي حافظ عبد الوهاب في عام 1951 وأعطاه اسمه، ليصبح من يومها عبد الحليم حافظ بدلاً من عبد الحليم شبانة.
فيروز
أما الفنانة فيروز، فقد تغير اسمها من “نهاد حداد” إلى “فيروز”، بناءً على اقتراح مدير الإذاعة اللبنانية فائز مكرم.
وأشار مدير الإذاعة اللبنانية إلى أن الاسم الجديد يناسب شخصيتها الفنية بشكل أفضل.
وجاء تغيير الاسم بعد أن غنت “تركت قلبي وطاوعت قلبك”، أولى أغانيها بعد هذا التغيير.
ومن جهة أخرى، هناك فنانون اختاروا تغيير أسمائهم هربًا من الأزمات العائلية أو الملاحقات القانونية، أو لتجنب تشابه أسمائهم مع أسماء فنية أخرى.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: فيلم ماري على نتفليكس: ممثلة إسرائيلية تقوم بدور “السيدة مريم العذراء”