لماذا تظل أهداف كل عام عالقة وملقاة في الأدراج؟

في آواخر أيام كل عام ومع توديع سنة واستقبال سنة، دائمًا ما يتولد لدينا رغبة ملحة وشغف لوضع أهداف نريد تحقيقها، بأجندة وقلم نكتب كل ما في ذهننا ونأتي في العام القادم ونجدها مازالت أهداف مكتوبة لم نستطع أن نحولها ونصل بها لنتائج ملموسة على أرض الواقع.

ومن ثم نيأس ونكتئب ولكن هذا لا يمنعنا من الاستمرار في كتابة آهداف آخرى وهكذا كل عام، أهداف ملقاة في الدرج بدون تحقيق وأحيانًا نقوم بتقصليها بالتدريج حين لا نقدر عليها، والعجلة تدور.. فلماذا نقف دائمًا عند نقطة معينة تعيقنا على تحقيقها أو لا نستطيع أن نبدأها حتى؟

لماذا نظل نحن وأهداف العام عالقين؟

عندما يتعلق الأمر بتحديد الأهداف، تتداخل عدة عوامل منها النفسية والتي لها علاقة بالإدارة والمهارات الشخصية، فحسب ما أكد موقع “باور أوف بوزيتيفيتي”فأحيانًا علينا اتخاذ الكثير من الخطوات لتحقيق تلك الأهداف في حين أن أشخاصًا كثيرين لا يملكون القدرات العقلية الكافية للتحمل أو الصبر من أجل متابعة طريقهم نحو أهدافهم.

أو إنهم لا يبدأون بكتابة خطة واضحة محددة مقسمة لأهداف قابلةللتحقيق وعملية في التحقيق الأهداف مع الآلية، نكتب أهداف عائمة مثلاً “أريد أن اتعلم لغة انجليزية خلال 6 شهور” ماذا بعد وضع الهدف؟

وأحيانًا نضع أهداف لا نستطيع في الأساس على تحقيقها أو تحقيقها معتمد على عوامل آخرى وليس أنت الطرف الأساسي فيها فنسبة فشلها تصبح آعلى وتتسأل بعدها لماذا لم تتحقق آهدافي؟

بجانب عدم وضع خطط بديلة أو وجود الكثير من الأهداف في وقت واحد بنفس الأهمية وتحتاج نفس الجهد والوقت بشكل يخلق تشتت.

وفي نفس الوقت الشخص عدم امتلاك مهارات معينة منها عدم القدرة على الاستمرارية يشعر معظم الأشخاص عادة بحماس في بداية أي مشروع، لكنهم يفتقدون الدافع لرؤية المشروع مكتملاً، مما يجعل عدم القدرة على الاستمرارية مشكلة كبيرة، تبدأ بطاقة عالية مثل مذاكرة لغة لمدة 6 ساعات يوميًا، رقم كبير وفي الأغلب لن تستمر على هذا النمط فتبدأ تقل يوم عن يوم وتشعر باليأس حيال ذلك.

وأحيانًا افتقاد للمرونة فإذا واجهك مشكلة ما أثناء تحقيق هدف لا تسطيع تعديلها بما يتناسب مع الوضع أو الظروف الحالية فيتجمد الهدف.

ومن العوامل المتعلقة آكثر بتركيبة الشخصية هو أن الشخص كثيرًا ما يكترث لآراء الأخرين وما يفكرون فيه تجاهه وتجاه الهدف ووفقًا لمجلة “إنتربرنور”، كما يبدو أنه كلما تحدث الأشخاص عن أهدافهم تراجع الدافع لديهم لتنفيذها، ووجد علماء النفس أن إخبار الناس بالأهداف فكرة سيئة، لأن الشخص عندما يخبر الآخرين بما يحلم به من المحتمل أن تقل الجهود التي يبذلها لتحقيق أهدافه.

كيف نمسك بزمام الأمور؟

الفكرة كلها تتلخص في وضع أهداف ذكية وتلك المصطلح هو اختصار للمعايير التي تساعد على تحقيق الأهداف التي يجب أن تكون محددة وقابلة للقياس، وقابلة للتحقق، وذات صلة، ومقيدة بزمن.

أهداف سمارت

تشبه الشاشة التي تتمتع بميزات تغنيك عن أي شاشة أخرى، فحسب نظرية أو مصطلح “سمارت”، ينبغي أن يخضع كل هدف لهذه المعايير الخمسة حتى يصبح حقيقة ملموسة، وجميعها عبارة عن أسئلة إجابتها أنت تمتلكها كلها “ماذا، أين، متى، لماذا، من، كم ، كيف” ماذا أريد تحقيقه؟ ما الأسباب والمزايا التي تدفعك لتحقيق هذا الهدف؟من الشخص الذي من شأنه أن يساعدك على تحقيق هذا الهدف؟ ما الأماكن التي ستحقق فيها هدفك؟ ما الجدول الزمني لتحقيق هذا الهدف؟ كم وقتًا تحتاجه لتحقيق الهدف؟كيف يمكن قياس إنجازاتي خلال مسيرتي؟ وغيرها من الأسئلة التي لا تنتهي

التقسيم والمكافأة

تخطيط الأهداف على المدى البعيد ممكن أن يكون شيء إيجابي إذا أحسنا إدارتها، ولكن ما نقع فيه هو إننا نضع أهداف كبيرة بدون تقسيمها حتى نقيس عليه، على أي درجة أنت تقف على سلم تحقيق الهدف، والتقسيم ضروري للتقييم وإذا تحتاج لتعديل الخطة وضروري أيضَا لوضع مكافآت تحفزك على الاستمرارية، مكافآت بسيطة تعينك على استكمال أهداف طويلة المدى.

البعد عن مراكز التشتت

أوضحت بعد التقارير أننا نقضي وقتًا طويلًا في التحديق في شاشات هواتفنا، بحيث نتفقدهم نحو 2500 مرة يوميًا، ولذلك تعد هي أحد أهم مراكز التشتت التي يجب التقليل منها.

لماذا أنا هنا؟

دائمًا ما تحتاج أن تتذكر من حين لآخر دوافعك في تحقيق الأهداف، تذكر نفسك بما ستحصل عليه بعد تحقيق هذا الهدف.

مناقشة بسيطة ربما أشارت أو فتحت لك بعض نقاط الخلل التي من الممكن أن تكون لم تعير لها اهتمام من قبل، ولكن الأهم من كل هذا أن يكون لدى الشخص رغبة حقيقية في الطموح حتى وإذا لم يحقق ووصل للقمر يكفيه إنه سيهبط بين النجوم.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: من تكسير الزجاج لرمي الأثاث.. عادات مصرية قديمة للاحتفال بالعام الجديد

تعليقات
Loading...