مع آخر صلاة تراويح في شهر رمضان، وبعد ما بنضرب الجلابية أو العباية واحنا بنسمع صوت المسحراتي وهو بيصحينا لآخر مرة علشان صلاة العيد، وبعد ما بنرجع للبيت بنبدأ رحلة استكشاف جديدة بنسترجع فيها الذكريات، ونسأل اسئلة وجودية “هو يومنا الطبيعي كان بيبقى عامل ازاي؟”
بس برغم الأسئلة الوجودية بيبقى في طريق ماشيين عليه، ومانقدرش ننكر واحنا في مرحلة استرجاع الذاكرة بنبقى عارفين طقوسنا اللي بتبقى ماركة مسجلة، ومش بنتخلى عنها ولا نقبل بها بديل، واللي بتبقى مربوطة في أول يوم وخاصًة وجبة الفطار، ودي مش بتحتاج إنعاش للذاكرة لإنها في حد ذاتها إنعاش، فياترى إيه اللي بيحصل أول يوم على الفطار؟
كواليس الفطار أول يوم العيد
في فئة الطيبين اللي بيبدأوها خفيف خفيف، والمتمثل في مشروب الناس البريئة “الشاي باللبن” وصديقه الأزلي الكحك والبسكوت والبيتي فور وكل مشتقات المقرمشات اللي من شأنها أنها ترفع السكر وتضرب معاها السعرات الحرارية في أربعة.
وفي فئة اللي مقطعين بطاقتهم ودول بيحبوا المفاجآت وأول حاجة بيحبوا يفاجأوها هي معدتهم، معندهمش فكرة التمهيد من إننا خارجين من فترات طويلة في الصيام والمعدة محتاجة منبهات علشان تشتغل من تاني، لأ مفيش الكلام ده، هما قرروا يسيبوا الكحك والبسكوت للفرافير ويدخلوا على التقيل “الرنجة” سواء بقى سلطة الرنجة أو على أي شكل بتبقى هي فيه، ودول فئة شبيهه بالفئة اللي بتحب تفطر في عيد الأضحى الفتة واللحمة، ومش بيستنوا الغدا.
في بقى رابطة تانية واللي بيرفعوا شعار “كل المرفوض مرغوب.. اثبت للعالم إنك موجود”، ودول بيشوفوا إيه كل الممنوعات اللي كانوا محرومين منها على مدار الشهر، وعلى رأسهم “أكلة الكشري”، فهتلاقيهم في تمام الساعة السابعة صباحًا، بعد ما الناس بتخلص من صلاة العيد بيتجهوا مجموعات وجيوش على محلات الكشري، ومن كتر زحمتها هتكتشف أنك كنت محتاج تحجز من قبلها، لإنك مش هتلاقي مكان تقعد عليه بسبب الغزو والجيوش التتارية.
والفقرة دي بتمتد على مراحل وبيتخللها فترات قعدة على مسرحية العيال كبرت، وأنت بتشوف وتراقب وتعد مين إداك العيدية ومين لأ، ولا ننسى فقرة الترمس اللي بيتحضر لها من قبلها بأسبوع، والحلبة اللي بتتاكل لوحدها واللب والسوداني ودول لزوم التسلية.
وعلشان مانكونش عنصريين ومنحازين للفطار المصري في العيد، هنقولكوا الدول العربية بتعمل إيه برضه في لمحة سريعة، هتلاقي مثلا في البيوت القطرية بياكلوا الصبح “الفالة” أو”الفوالة” واللي بتتكون من القهوة الخليجية والحلوى العمانية وفي برضه الأكلات التراثية زي “البلاليط” و”اللقيمات”، وفي السعودية “الدبيازة” اللي بيعتبر الطبق الرئيسي على الفطار في ومكونها الأساسي قمر الدين، بالإضافة للمعمول والغريبة واللي لازم يكونوا بيتي ومش جاهزين من محلات الحلويات، وفي الجزائر والمغرب العربي عندهم أنواع من الحلويات التقليدية زي “المقروط” و”الصامصة” والشبيه بالسبموسك و”الغريبية” و”الشباكية”.
وسواء ده أو ده فالطقوس والعادات التقليدية خصوصًا في أول أيام العيد، الناس بتحب تفضل متمسكة بيها، لأنها بتفكرها بحاجات وذكريات لسه حلوة على القلب.