“لا شماتة في الموت” ازاي الكلام ده بيتقال أثناء الحكم على ميت!
سؤال بييجي في بالنا لما نشوف بعض الناس بتقوم بتصرفات مش طبيعية وبننكرها بطبيعة النفس البشرية، بنسأل نفسنا هو احنا فعلًا وصلنا للشماتة في الموت! أو الحكم على شخص خلاص هو حتى مش موجود معانا! مش مكفينا إصدار الأحكام على بعض من غير ما يكون لينا الحق في ده بأي شكل من الأشكال، لا كمان بقينا بنتدخل في مين هيدخل الجنة ومين هيدخل النار ومين يستحق الرحمة والدعاء ومين نشتمه علشان يستاهل الذم! ازاي كل دي بقت حاجات نشوفها بعد موت أي شخص ممكن تكون الناس مختلفة معاه في الرأي أو حتى مش عاجبها طريقة موته أو إنه انتحر؟ بتوصل للحكم على ميت!

بدل ما نكون رحماء لما نسمع خبر موت حد، خصوصًا لو انتحر، مش ده المفروض يضاعف جوانا الرحمة ناحيته؟ أو على الأقل نفكر هو مر بإيه وصله إنه ينهي حياته بطريقة مأساوية، وندعيله أو نتمنى له الرحمة، خصوصًا بعد اللي شافه في حياته فنتمنى إنه يكون في مكان أحسن؟ في ناس شايفة إن لا، نحكم عليه ونقول إنه ماعندوش إيمان كفاية وهيروح النار حدف، ونقول للناس كمان إنه مايجوزش عليه الرحمة! اتدخلوا في حكم ربنا! على أساس إن هما اللي معاهم مفاتيح الجنة والنار.
دار الإفتاء بنفسها اتكلمت عن الموضوع ده لإنه انتشر مؤخرًا، لعل وعسى الناس دي تعيد تفكير في تصرفاتهم وأحكامهم، اللي وصلت لحد الشماتة في الموت، والحكم على ميت اللي هو في الأساس المصير الوحيد لكل البشر.
ناس كتير كمان على السوشيال ميديا علّقت على الموضوع، بإن الموت لا هو راحة ولا هو عقاب، علشان نتدخل فيه ونحكم الشخص اللي مات ده حاسس بإيه دلوقتي، بناءًا على نظرتنا الضيقة لحياته ومواقفه أيًا كانت، فنقول اللي على مزاجنا، لو حد بنحبه نقول ده ارتاح وزمانه متنعم، ولو حد بنكرهه نقول زمانه بيتعذب.
الموت لو هيكون مناسبة لشيء، فهو مناسبة للعظة، وإن ده المصير لينا كلنا كبشر، لكنه مش مناسبة للحكم على الآخرين، أو التدخل في حياتهم، وفي علاقتهم بربنا، أو الحكم بأي شكل من الأشكال.