قصة تجلي العذراء : جولتنا داخل كنيسة العذراء بالزيتون
في البداية، كنت مقررة أروح قصر الطاهرة، واحد من القصور التاريخية اللي شاهدة على اجتماعات سرية وقت حرب 73، بس اكتشفت بعد ما وصلت إن لازم تصاريح رسمية للزيارة باعتباره من القصور الرئاسية، وكالعادة مش بحب أرجع بإيدي فاضية، فسألت راجل ستيني ماشي متسند على عكاز وقولتله إيه الأماكن اللي قريبة من هنا وممكن نزورها وتكون مميزة؟ فقالي “في كنيسة العذراء بعد محطتين، في الزيتون عند شارع طومان باي، وأقرب وسيلة مواصلات هي الأتوبيس” فركبته و5 دقائق بالظبط كنت قدام الكنيسة.
من عند الباب، سمعت أصوات جرس الكنيسة، وأول حاجة قابلتها معرض لبيع الكتب الدينية والهدايا التذكارية لرأس السنة، ودخلت قعدت مع المسؤول، اللي رشحوهولي علشان يتكلم عن تاريخ المكان، ولحد اللحظة دي ماكنتش أعرف إن الكنيسة دي هي صاحبة المعجزة الأشهر في مصر.. وده اللي عرفته بعد ما اتكلمت مع خادم الرب دكتور عدلي نصحي، والمسؤول عن تبرعات الكنيسة.
كنيسة الزيتون صاحبة المعجزة الأشهر
سنة 1924، فكر بعض أقباط منطقة الزيتون في بناء كنيسة، لإن ماكانش في المنطقة وقتها أي كنيسة، فلجؤوا لـ “الأستاذ خليل إبراهيم”.. وطلبوا منه التبرع بقطعة أرض لبناء الكنيسة، وبدؤوا يجمعوا التبرعات.
في الوقت ده، اتوفى خليل إبراهيم فقرر الأقباط إنهم يقدموا المبلغ اللي جمعوه وقيمته 450 جنيه للأستاذ توفيق خليل” ابن خليل إبراهيم، فرفض المبلغ، وقال إن والده كان عنده العزم والنيه إنه يبنيها على نفقته الخاصة، وبعدها اتفق الأستاذ توفيق خليل مع مهندس إيطالي اسمه (ليموفيللي) علشان يصمم الكنيسة، وكانت على طراز (كنيسة أجيا صوفيا – Hagia Sophia) في تركيا -قبل تحويلها لمسجد حاليًا- واتبنت سنة 1925م، وبناها المطوب الذكر المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف.. وأول كاهن خدم بالكنيسة المتنيح القمص دانيال مسيحة.
وبالنسبة للطراز، فكانت الزخارف على الطراز الإيطالي القديم بنقوش للقديسة العذراء، وأيقونات متعددة لبعض القديسين رسمها فنانين إيطاليين جم مخصوص علشان كده، وبتضم خمس قباب، أكبرهم القبة الوسطى، وبترتفع عن سطح الأرض بحوالي 17 متر.
قصة الظهور
سبب شهرة الكنيسة هو حكاية ظهور القديسة العذراء مريم سنة 1968 على قباب الكنيسة، اللي حكاها الدكتور عدلي وكانت الصحف بتتكلم عنها وقتها، القصة إن غفير في جراج قدام الكنيسة فوجئ بفتاة بتتحرك فوق قبة الكنيسة، وقعد يقولها “يا ستي انزلي لأحسن تقعي” مالقاش أي استجابة فراح صحى فراش الكنيسة وقاله الحق في واحدة هتنتحر من فوق القبة، فراح الفراش يصحي كاهن الكنيسة في الوقت ده وهو أبونا قسطنطين موسى، وكان بيته قريب.
رجعوا مرة واتنين واتحقق منها وادى خبر للقيادة الكناسية والبابا كرولوس السادس، ووقتها وصل الكلام لجمال عبد الناصر وللجنة تقصي الحقائق، ووقتها المسؤول عن التقصي قعد يدعي بعلامة تأكد له إنها القديسة مريم، وقال إن العلامة اتحققت برفعه للسما عن طريق ملاك أخد بإيده، ومن بعدها بقى مئات الآلاف من الأقباط بييجوا المكان علشان يشوفوا المعجزة ويتباركوا، وجيه عبد الناصر بنفسه علشان يتأكد، وختم كلامه: “ظهورها كانت بمثابة رسالة سلام نفسي لطمأنة الشعب المصري خصوصًا بعد نكسة 67”.
بعد ما خلصت كلام، أخدت جولة في ساحة المكان، ولقيت شاشة عرض بتتكلم عن حكاية ظهور العذراء ومعمول عليها أسطوانات مدمجة بست لغات، ولما دخلت قدمتلي المسؤولة عن المعرض كتاب عن قصة الظهور وفيها صور، وعلى اليمين شاورت لي على لوحة لمريم العذراء رسمها فنان زيّ ما شافها وقت الظهور.
بعدها قررت أدخل الكنيسة وسط المصليين، وكانت أول مرة في حياتي أدخلها من جوا، كنت واقفة على الباب في الأول وأي حد داخل كان أول ما عينه تقع عليا يبتسم ابتسامة هادية ويدخل ياخد الشمعة ويصلي، وكان وسطهم بنت صغيرة بتعيط وهي ماسكة الشمعة في إيدها، ولما استنيت شوية لقيت مجموعة بدؤوا يقرؤوا تمجيد للعذراء ويتباركوا بصور وأيقونات لها في كل ركن في الكنيسة.
الكنيسة قربت على 100 سنة، ومن المفترض تدخل موقع أثري خلال سنتين ونص، وتبقى مزار سياحي.