“قَلب مُتعثر يَحذرُ الآخرة”: الطبيب مصطفى النجار يلحق بشهداء غزة

منذ بداية الحرب على غزة ويطالب العالم بألا نعتاد المشهد ولا نعتاد الخبر، ولا نعتبرهم بمرور الوقت مجرد أرقام، وإذا أعتدنا أو تناسينا يعود شيء جديد ليذكرنا ألا نعتاد، وما يزيد الموضوع غصة في القلب ليست المشاهد وحدها.

بل إذا أعتدت على متابعة شخص ينقل لك ما يحدث من قلب الحدث، ومعتاد أن تنتظر يوميًا منشوراته لسببين؛ السبب الأول هو أن تتابع الأخبار والسبب الآخر أن تطمئن أنه مازال على قيد الحياة، وإذا انتظرت يوم يومين بدون أن يصلك جديد وقتها تحدث تلك الغصة.. هذا ما عاشه الناس مع الطبيب مصطفى النجار.

من يتابعه ويقرأ نصوصه ويومياته مع الحرب والمعاناة يتأثر به، ولكن ما بالك الذي يعرفه؟ النجار استشهد في الساعات القليلة الماضية ليلحق بالعائلة بعد أن نجا بأعجوبة من الموت والاستهداف أكثر من 4 مرات، ولكنه استشهد في المرة الخامسه، وبعد ما كان يصف لنا في كل مرة كيف كان ينجو وعن أهوال اللحظة والشعرة بين الموت والحياة، يستشهد لتظل كواليس اللحظات الآخيرة غير معلومة.

النجار أعتاد أن يشارك الجمهور لحظات ضعفه وأحيانًا إنجازاته تحت الحصار وأشهرها التي تمثلت في قطع الحبل السري بسكين وربطه بملقط غسيل خشب لعدم وجود إمكانات صحية، والأحلى أن الطفل صار صحته جيدة بعد أسبوع، وفي آخر منشور له قبل استشهاده يكتب عن والدته “كل يومين بزور أمي وبس أجي بتروح تحضني وتحكي لي.. وهبتكم لله”.

ورحل النجار الذي كان يصف نفسه ذو “قلب متعثر يحذر الآخرة”، بعد ما كانت كانت أمنيته وأمنية كل غزاوي إذا انتهت الحرب أن يكون وقتها ما زال على قيد الحياة..

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: وتظل غزة أم الاختراع: الطفل حسام يضيء عتمة مخيمات النازحين

تعليقات
Loading...