“قَلب مُتعثر يَحذرُ الآخرة”: الطبيب مصطفى النجار يلحق بشهداء غزة
منذ بداية الحرب على غزة ويطالب العالم بألا نعتاد المشهد ولا نعتاد الخبر، ولا نعتبرهم بمرور الوقت مجرد أرقام، وإذا أعتدنا أو تناسينا يعود شيء جديد ليذكرنا ألا نعتاد، وما يزيد الموضوع غصة في القلب ليست المشاهد وحدها.
المسافة بين قبر اختي وقبر بنتها مريم 6 امتار ، وبينها وبين قبر زوجها احمد وباقي اطفالها حمزة ومحمود تقريبا نصف دونم ، للعلم كمان المسافة بين قبر احمد وقبر حمزة ومحمود 10 امتار ، وفارس حبيبي ما في اله قبر لانه اختلفت الروايات بخصوص اشلائه واضطرينا نوزع الاشلاء على عدة قبور ،
— مُ (@mstfyalnjar162) January 26, 2024
المسافة بين قبر اختي وقبر بنتها مريم 6 امتار ، وبينها وبين قبر زوجها احمد وباقي اطفالها حمزة ومحمود تقريبا نصف دونم ، للعلم كمان المسافة بين قبر احمد وقبر حمزة ومحمود 10 امتار ، وفارس حبيبي ما في اله قبر لانه اختلفت الروايات بخصوص اشلائه واضطرينا نوزع الاشلاء على عدة قبور ،
— مُ (@mstfyalnjar162) January 26, 2024
اختي حبيبتي ، انيسة القلب وريحانة البيت استشهدت https://t.co/0EMIULSAg6
— مُ (@mstfyalnjar162) December 29, 2023
بل إذا أعتدت على متابعة شخص ينقل لك ما يحدث من قلب الحدث، ومعتاد أن تنتظر يوميًا منشوراته لسببين؛ السبب الأول هو أن تتابع الأخبار والسبب الآخر أن تطمئن أنه مازال على قيد الحياة، وإذا انتظرت يوم يومين بدون أن يصلك جديد وقتها تحدث تلك الغصة.. هذا ما عاشه الناس مع الطبيب مصطفى النجار.
اليوم انا انسان سعيد لانه اكلت اكل منيح ، تحممت مرتين ، شربت مي نظيفة ، شحنت جوالي والبور ، معي نت اغلب الوقت ، نمت ساعتين بدون قلق ، شفت اهلي ، شفت شوية من اصحابي
— مُ (@mstfyalnjar162) October 18, 2023
من يتابعه ويقرأ نصوصه ويومياته مع الحرب والمعاناة يتأثر به، ولكن ما بالك الذي يعرفه؟ النجار استشهد في الساعات القليلة الماضية ليلحق بالعائلة بعد أن نجا بأعجوبة من الموت والاستهداف أكثر من 4 مرات، ولكنه استشهد في المرة الخامسه، وبعد ما كان يصف لنا في كل مرة كيف كان ينجو وعن أهوال اللحظة والشعرة بين الموت والحياة، يستشهد لتظل كواليس اللحظات الآخيرة غير معلومة.
اللي مش قادر استوعبه جد انه يوم الجمعة كنت ماشي انا ومحمد وفجأة بلش القصف بشكل كثير قوي وهمجي مسافة ما لفيت وجهي اشوف وين اقسم بالله محمد اختفى اول شي فكرته طار بعدين استوعبت انه ركض ع البيت وسابني لحالي 😭
— مُ (@mstfyalnjar162) October 29, 2023
النجار أعتاد أن يشارك الجمهور لحظات ضعفه وأحيانًا إنجازاته تحت الحصار وأشهرها التي تمثلت في قطع الحبل السري بسكين وربطه بملقط غسيل خشب لعدم وجود إمكانات صحية، والأحلى أن الطفل صار صحته جيدة بعد أسبوع، وفي آخر منشور له قبل استشهاده يكتب عن والدته “كل يومين بزور أمي وبس أجي بتروح تحضني وتحكي لي.. وهبتكم لله”.
انا في بيت وابويا واخويا ف بيت ، اخويا وزوجته واولاده ف بيت واخويا التاني وزوجته ف بيت ، زوجة اخويا واولادها ف بيت ، امي واخوتي الصغار صدقا ما بعرف وينهم بس اكيد هما بمدرسة ، اختي وزوجها واولادها من يومين ما بنعرف عنهم حاجة ، اكثر من كدا مأساة ف حياتي ما عشت قلبي بيغلي
— مُ (@mstfyalnjar162) October 11, 2023
ورحل النجار الذي كان يصف نفسه ذو “قلب متعثر يحذر الآخرة”، بعد ما كانت كانت أمنيته وأمنية كل غزاوي إذا انتهت الحرب أن يكون وقتها ما زال على قيد الحياة..