“قناة شباب المستقبل” خليتنا إيه في الحاضر؟
كلنا كبرنا على قناة سبيستون، واتربينا عليها، فكنا بننزل الصبح المدرسة، ونفضل مستنيين جرس المرواح يرن علشان نرجع البيت، وماما تحضرلنا الأكل ونلبس البيجاما ونطنش الواجبات اللي علينا ونفتح التليفزيون.. التليفزيون اللي معظم الناس بتقول إنه مُضر بس في الحالة دي هو ماكنش مُضر، فقناة سبيستون اللي اتسحلنا معاها ومع البرامج اللي قدمتها لينا، كانت بتقدملنا حاجات حلوة نكبر عليها، حاجات مليانة حنان وحب ومشاعر، حاجات بتأثر فينا وتخلينا نحس حاجات، كانت بتخلينا نتحمس، ونضحك، ونعيط، فهو ماكنش مُضر، لإنه علمنا نِكَوِن إنسانيتنا، بكل المشاعر اللي خلانا نحسها.
شوفنا برامج كتير زيّ المحقق كونان، وأكاديمية الشرطة، وأنا وأخي، وأنا وأختي، وسانديبال، والحديقة السرية، وريمي، وأدغال الديجيتال، وأبطال الديجيتال، وحياة الدمى السرية، وسابق ولاحق، وأوسكار، وسلام دانك، وهزيم الرعد، واللؤلؤة الزرقاء، والسناجب، وعدنان ولينا، وضي الشجاع، وباباي، وبات مان، اللي كانوا متقسمين على كواكب مختلفة، واللي كان لكل حاجة أغنية، بكلمات وأصوات وألحان جميلة لسه معلقة معانا لحد دلوقتي، وبنفضل نغنيها، ولما نشغلها من وقت للتاني بنتأثر وبنفتكر أيام الطفولة وبنسأل “إحنا كبرنا ليه؟” أو بنتمنى إننا نرجع صغيرين من تاني.
ولكن الحاجة الغريبة اللي كلنا لغاية دلوقتي بنفكر فيها هي المحتوى اللي كان بيتقدم في البرامج دي، فمثلًا أخين أمهم ميتة، أو واحدة اتباعت لتاجر عبيد، ولا بائعة الكبريت اللي ماتت من البرد، ولا العرايس اللي كانت عندها أزمة وجودية وكانوا بيسألوا إحنا ليه عايشين؟ وأسئلة كبيرة أوي سعادتك.. فهل يا ترى علشان كده إحنا كبرنا وبقينا جيل كئيب ومكتئب، وحسه الفكاهي أسود، وعلى طول بنتساءل عن سبب وجودنا في الحياة؟ ولكن رغم كل ده إحنا محظوظين إننا كبرنا على البرامج دي اللي هتفضل معلقة ومأثرة معانا طول حياتنا.