قص الشعر والحالة النفسية: هل الموضوع أكبر من قصة شعر جديدة؟
كلنا بنمر بتجارب نفسية كتير، احنا وناس كتير حوالينا أكيد بنتعرض لمواقف وأحداث ممكن تضعفنا لإننا في الأول والآخر بشر، وبنبقى محتاجين لوسائل مساعدة ولو بسيطة تخرجنا وتساعدنا، وفي واحدة من التجارب النفسية السيئة اللي كتير مننا بيمر بيها، بنحاول ندور على أي حاجة تساعدنا نخرج من اللي بنكون فيه.
ومن خلال كلامنا مع الناس اللي حوالينا والبحث في مجال علم النفس، شوفنا وسمعنا حلول كتير ممكن تساعد؛ زيّ إنك تلعب رياضة أو تتعلم مهارة جديدة تشغل بها نفسك، أو تبدأ تهتم بالعلاقات اللي كنت مهمل فيها، أو إنك تعمل أعمال خير علشان تدخل السعادة على قلوب غيرك وبالتالي تحس بالسعادة.
ولقينا إن من ضمن وسائل المساعدة في كتير من البنات بتلجأ لها هي إنها تقص شعرها، علشان تحاول تخرج من حالة الحزن أو الاكتئاب، واكتشفنا إن الموضوع ممكن يكون له عامل نفسي وتأثير على الصحة النفسية كبير.. وبعد شوية بحث ورا الفكرة طلع الموضوع فعلًا أكبر من قصة شعر.
بداية جديدة
“المرأة التي تقص شعرها على وشك أن تغيّر حياتها”
كوكو شانيل
في ستات وبنات بيعتبروها بداية جديدة لحياتهم، وكإن كل خصلة من شعرهم فيها ذكرى مؤلمة عايزين يتخلصوا منها، وبيحسوا نفسهم خفاف كده بعد ما يقصوا شعرهم، كإنهم بيقولوا “أهلًا للبدايات الجديدة” وكإنهم برضه بينسوا بها كل اللي فاتهم من الماضي وذكرياته، وده اللي أكدت عليه سيما هينجوراني، عالمة النفس الإكلينيكية، قالت: “قص خصلات الشعر، وسيلة تسعى المرأة من خلالها للمضي قدمًا ونسيان الماضي، لأن أي تغيير في الشكل الخارجي يساعد النساء على الشعور بسعادة”.
عايزين يبعتوا رسالة للناس اللي حواليهم
في ستات وبنات كتير بتحس إنها لما تقص شعرها، سواء بقص جزء منه أو حلقه بالكامل، فكده هما على استعداد إنهم يغيروا حياتهم، وفي دراسة اتعملت سنة 2013 على 128 مشترك، بيعتبروا إن التغيير في الشكل بيعزز نوع من أنواع الثقة بالنفس، وإنه بيعبر عن كم التجارب المجهدة والسيئة اللي ممكن يكون الإنسان عدى بها، خصوصًا لو التغيير الشكلي بيحصل كتير، يعني كإنها رسالة لكل الناس اللي حواليهم، بتقول احنا مرينا بحاجات كتير أوي في حياتنا.
محاولة للتمرد واستعادة السيطرة
“العديد من النساء يشعرنَ أن مظهرهن هو الشيء الوحيد الذي يملكن كامل السيطرة عليه، لذلك عندما يقررن قصه بقسوة، فإن الأمر يكون بمثابة حرق للهوية القديمة واستعداد لصفحة جديدة يملكن زمامها”.
عالمة النفس الإكلينيكية سيما هينجوراني
في ستات وبنات كتير مننا بيعتبروا شعرهم من أهم الحاجات اللي بتبرز وبتبين شكلهم وشكل ملامحهم فبيهتموا به وبيحافظوا عليه، ممكن يكون أكتر من العادي عند ناس تانية، ففي اليوم اللي بيقدموا على خطوة زيّ دي بتبقى نوع من أنواع التمرد والخروج عن وضع مش عاجبهم، وبكده بيحاولوا يستعيدوا السيطرة على حياتهم وخصوصًا لو في حاجة بيحبوها أوي كده!
لانا قصقص الأخصائية النفسية، بتقول إن ده شكل من أشكال التمرد والثورة على الذات، ووسيلة تعبير عن شيء معيّن الشخص مايقدرش يقوله بالكلام. وقالت إن في عشرينيات القرن الماضي، كانت الستات الأقوياء بيشوفوا الشعر القصير على إنه وسيلة للتمرد على المعايير والقوالب التقليدية، وساعات كانوا بيعبروا عن ده من خلال لوحاتهم الفنية، خصوصًا إن تصفيف أو طول الشعر بيعبر عن حاجات متعلقة بالثقافة والعُرف في بيئة كل شخص، وبالتالي بيعكس تغييره جذريًا رغبتنا في تأكيد ارتباطنا بالمجتمع أو الانقلاب عليه.
تفريغ طاقة سلبية وتخفيف للألم
عندما نمر بفترة مؤلمة، نميل لاتخاذ قرارات توفر راحة فورية”، وينبع هذا من الرغبة في تخليص أنفسنا من الألم، ما يجعلنا نتخذ قرارات متهورة مثل الاندفاع الشرائي أو قص الشعر بقسوة.
ريبيكا نيومان، الأخصائية النفسية
في أوقات الاكتئاب، بيبقى في طاقة حزن وغضب كبيرة مش بنبقى عارفين نوجهها فين، وللأسف في ناس ممكن توجهها في حتة غلط، وبالتالي يتضاعف الحزن والمشكلة ماتتحلش في الآخر، وعلشان كده ممكن يكون قص الشعر نوع من أنواع تفريغ الطاقة في حتة في الأول والآخر مش هتضر صاحبها، بالعكس دي ممكن تساعده.
وده اللي قاله كريس بلينز، واحد من مؤسسين مواقع المواعدة، إن المرأة بعد الانفصال بالذات بتدور على وسيلة لتخفيف الألم، خصوصًا لو كانت من نوعية الستات اللي بتعتبر الزوج أو الحبيب هما الحياة، وفقدانه بيتسبب في شعورها بالضياع بمجرد الانفصال، وبالتالي قص الشعر أداة للتخلص من الإحباط وبيحفز على خوض تجارب جديدة.
لو نفسيتك مش كويسة شعرك مش هيبقى كويس
في دراسة نشرتها جمعية علم النفس الأمريكية في 2017، بتقول إن العلاقات الشخصية والأزمات النفسية أحد أشهر الأسباب الرئيسية اللي خلت الستات أو البنات يغيروا في شكل شعرهم، لإنهم لقوا إن تغيير تسريحات الشعر بيوفر الرضا النفسي وبيخفف التوتر، وإن كل قصة شعر بتعملها الست لها معنى.
حتى أمراض وأعراض الشعر لها معنى، يعني لما بيقع أو بيتقصف ده ممكن يكون دليل إن في حاجة مش مظبوطة في النفسية، ده غير إن التغيرات المزاجية بتأثر على كيمياء المخ، ومنها أجزاء مسؤولة عن نمو خلايا الشعر.
الوش التاني للخطوة
باعتبار إن الشعر ممكن يكون حاجة مهمة للبنات والستات، ممكن ناس تلجأ إنها تقصه بالكامل بشكل مش شبه شخصيتها، أو تقص قصة شعر هي ماتكونش حباها أو لون مش عاجبها، كنوع من أنواع العقاب لنفسها عن فترة من حياتها هي ماكانتش راضية عنها. وده اللي قاله الدكتور النفسي محمد طه، وقال إن في الطب نفسي ما يسمى “السلوك المشوه”، لإن في بعض الأحيان الست مش بتبقى قادرة إنها تنتقم للي وصلها للحالة النفسية دي، فبتؤذي نفسها في أكتر حاجة هي بتحبها!
قص الشعر مش الشيء الوحيد اللي بتلجأ له الستات علشان تعدي من أزمة ما، في اللي بيلجأ إنه يخسر وزن بشكل كبير وفي اللي بيجرب يغير طريقة لبسه، ولكن بينصحوا دايمًا خبراء علم النفس إن لما تقرر الست تقص شعرها علشان يساعدها بشكل ما، إنها هتاخد قرار بناءً على وعي وتختار القصة المناسبة لها مش مجرد أي قصة متهورة علشان تسكن الألم، وبعدين ترجع تندم عليها، لإن الدراسات أثبتت إن 20% من كل 680 ست اتضاعف عليهم الحزن الشديد بعد قصة شعر متهورة.
اسألي نفسك وانتي بتقدمي على الخطوة دي، انتي بتعمليها علشان رغبة في التغيير ولا محاولة لتسكين الألم، ولو أنتي قررتي تتبني أسلوب تغيير المظهر كنوع من أنواع تخفيف الألم، ده مش معناه إنك بتهربي من المشكلة أو بتأجليها، الموضوع له علاقة بإحساسك، فلو ماحستيش بتحسن بكل وسائل المساعدة، ممكن الموضوع يحتاج استشارة طبيب نفسي.