قصف مستشفيات ومساجد وكنائس.. إسرائيل تُبيد القيم الإنسانية بغزة
أبادت قوات الاحتلال الإسرائيلي أحياء وشوارع وبنايات بالكامل داخل قطاع غزة المحاصر، منذ السابع من أكتوبر الماضى، بعد عملية “طوفان الأقصى” في أشرس صراع دموي نشب بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ 50 عام.
ودمرت إسرائيل معظم البنى التحتية في غزة وقصقت مستشفيات ومساجد وكنائس متكدسة بالفلسطينيين الفارين من صواريخ الاحتلال، لعل أبرزها مستشفى المعمداني، ومسجد جنين، وكنيسة حي الزيتون، مخلفة ألاف الشهداء والمصابين.
مجزرة مستشفى المعمداني
في ساعات الليل الأولى من يوم 17 أكتوبر الجاري، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قصفًا صاروخيًا على المستشفى الأهلي العربي المعمداني، في حي الزيتون بقطاع غزة، حيث أصابت الغارة الجوية الإسرائيلية العنيفة ساحة المستشفى التي كان بها مئات الجرحى فضلًا عن مئات النازحين المدنيين وأغلبهم من النساء والأطفال.
تسببت المجزرة الإسرائيلية في كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث استشهد اكثر من 800 فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، حقيقية؛ ومزقت الصواريخ أجساد الضحايا وجعلتهم أشلاء متفرِقة ومحترقة، فيما تحول المستشفى إلى بركة من الدماء.
يعد المستشفى الأهلي العربي المعمداني أحد أقدم مستشفيات قطاع غزة، ويتبع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس.
قصف المساجد
قالت وكالة الأنباء الفلسطينية، إن الطيران الإسرائيلي استهدف مسجد الأنصار في حارة الدمج بمخيم جنين. ما أدى إلى استهاد فلسطينين على الأقل.
كما قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلى مسجد عماد عقل بمخيم جباليا شمال غزة، ودمرته بالكامل، ما تسبب بدمار واسع فى المنازل المحيطة، حسبما ذكرت وزارة الداخلية والأمن الوطنى الفلسطينى.
قصف ثالث أقدم كنيسة في العالم
قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلى، كنيسة القديس بروفيريوس للروم الآرثوذكس بمدينة غزة، مما أسفر عن وقوع أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى.
ووفقًا لوزارة الداخلية في غزة، فإن الاحتلال استهدف مبنى الكنيسة الأثرية بصورة مباشرة في شارع عمر المختار بالقطاع.
وقالت إن القصف نتج عنه سقوط شهداء وجرحى، بأعداد كبيرة، ومن بين الإصابات حالات خطيرة، لافتة إلى أن الكنيسة كان بداخلها عشرات النازحين، الذين كانوا يحتمون داخل الكنيسة، وأغلبهم من النساء والأطفال.
وأوضحت أن كنيسة القديس بروفيريوس تعتبر ثالث أقدم كنيسة في العالم، ويعود تاريخ البناء الأصلي إلى عام 425 م، وتم تجديد الكنيسة عام 1856.
قصف محيط المستشفى الإندونيسي
قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلية محيط المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة. وقال مدير المستشفى الإندونيسي في تصريحات صحفية، أنه نتيجة للقصف الإسرائيلي في محيط المستشفي تم استشهاد اثنين من العاملين في المستشفى أثر استهداف أحد المباني في محيطها.
قصف معبر رفح لمنع وصول المساعدات
قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، أكثر من مرة، الجانب الفلسطيني من معبر رفح الرابط بين قطاع غزة وسيناء، في تعنت من الاحتلال الذي ورفضه دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة إلى القطاع المنكوب.
وقصفت إسرائيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح 3 مرات الأسبوع الماضي، ما سبب أضرارًا كبيرة بالجزء الفلسطيني من المعبر وتوقف العمل به، حيث قصف الاحتلال البوابة الفلسطينية والطريق الرابط بينها وبين البوابة المصرية، ما سبب فجوة كبيرة في الأرض.
استخدام القنابل الفوسفورية
استخدمت إسرائيل قذائف فسفورية في إطار قصفها العنيف على قطاع غزة، الذي أدى إلى مقتل أكثر من 5000 فلسطيني.
ووفقا لقناة “سكاي نيوز عربية”، فقد قصفت إسرائيل ميناء غزة بالقذائف الفسفورية المحرمة دوليًا.
وفي وقت سابق، الثلاثاء، اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية إسرائيل باستخدام الفوسفور الأبيض في قصف مناطق مكتظة بالسكان في قطاع غزة.
وقال منشور للوزارة على منصة “إكس”، “تويتر” سابقا: “الاحتلال يقصف منطقة الكرامة بالفسفور المحرم دوليًا شمالي مدينة غزة”.
وتحتوي القنابل أو القذائف الفسفورية على الفسفور الأبيض، وهو شكل نشيط كيميائيا من أشكال الفسفور، يشتعل تلقائيا عند ملامسة الهواء، ويحترق بشدة ومن الصعب إطفاؤه.
جدير بالذكر، أن العدوان الإسرائيلي على غزة مازال مستمر، والطيران الإسرائيلي يقصف القطاع يوميًا، مخلفًا العديد من الضحايا بين قتلى وجرحى، الأمر الذي سيزيد من وقائع ارتكاب الجرائم بحق المدنيين في غزة.