قبل الـ ATM: الخزينة الليلية اختراع مصري للإيداع في العشرينات
فكرنا قبل اختراع ماكينة atm، لو حد عايز يودع فلوس في حسابه في البنك بعد مواعيد العمل الرسمية للبنوك، كان ممكن يعمل إيه؟ بنك مصر عمل فكرة لإيداع المبالغ المالية والمجوهرات في أي وقت بعد مواعيد العمل للبنوك، بطريقة ذكية وسابقة لعصرها، موجودة في شوارع القاهرة بشكل أنيق، وبتعتبر أقدم ماكينة atm في الشرق الأوسط، وبيها، بنك مصر يعتبر أول من يدخل الخدمة المسائية البنكية من خلال ماكينة الإيداع الموجودة خارج أبواب البنك، وتم تسميتها وقتها بـ “الخزينة الليلية” اللي تم تصميمها في لندن، لكنها للإيداع فقط، وابتدى العمل بيها في أوائل الثلاثينات.
إزاي بتشتغل الخزينة دي قبل أي تكنولوجيا؟ كانت عبارة عن خزينة خارجية في جدران البنك، بيتم فتحها بمفتاح، والمفتاح ده بيكون مع عملاء البنك، وعلشان العميل يقوم بالإيداع بليل، كل اللي محتاجه إنه يحط الفلوس أو المجوهرات في ظرف ويكتب عليه اسمه ورقم الحساب الخاص بيه، ويفتح الخزينة ويحط فيها الظرف.
أول حاجة هتيجي في بالك طبعًا إن إزاي محدش هيفتح الخزينة وياخد الأظرف الخاصة بالعملاء؟ تصميم الماكينة بيجاوب على السؤال ده، وهو إن الصندوق الحديدي للخزينة متوصل مباشرة بإسطوانة بتودي لخزينة أرضية داخل البنك نفسه، وبمجرد ما تحط الظرف بالإيداع الخاص بيك، هيتم وضعه في المجرى وينزل على طول في الخزينة الأرضية، وتاني يوم الصبح بتقوم لجنة مخصصة من موظفي البنك بفتح الخزينة وجردها، ووضع المبالغ اللي تم إيداعها في حسابات العملاء. وفي حالة وجود مجوهرات، بيتم وضعها في الأمانات.
وفيه حكاية لطيفة يُقال إن هي اللي ورا فكرة الخزينة الليلية دي، بموقف حصل في مشهد من فيلم قديم للفنان نجيب الريحاني “سلامة في خير” لما راح علشان يودع أموال الشركة اللي بيشتغل فيها لكنه لقى إن البنك قفل، والمبلغ اللي معاه كان كبير وده سببله أزمة، يُقال إن من هنا جت الفكرة بضرورة إدخال خدمة الإيداع الليلية لعملاء البنك، وبالفعل الفكرة اتنفذت بشكل ذكي و سابق لعصره.