في ويلات الحرب.. عجزت كلماتنا عن وصف ما يحدث لنساء غزة
أخذت دقائق طويلة لأضع المقدمة المناسبة لما سأقوله، ولكن ما حدث غلب قوة الكتابة وشعرت بعجز حتى في اختيار الكلمات التي تصف أو تقترب من وصف ما تتعرض له النساء الفلسطينيات منذ حرب السابع من أكتوبر.
عن طريق شهادة مواطنة تدعى جميلة الهسي محاصرة بمحيط مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، شهادة عبر تسجيل صوتي، أرعبت القلوب عن اغتصاب قوات الاحتلال الإسرائيلي للنساء الفلسطينيات في المجمع المحاصر الذي أصبح شبيه بكتلة من النار والقهر والظلم، صرحت أن ما يحدث للنساء لم يقتصر على القتل، بل القتل وبتر بطون الحوامل والاغتصاب.
وشهادة أروع نقلها الصحفي الفلسطيني حسام شبات ليؤكد على كلام جميلة، رصدها عن حالة فلسطينية حامل في شهرها الخامس ترجت قوات الاحتلال عدم ضربها أو المساس بها، ولكنها تعرضت للإهانة والإذلال، وقاموا بإخراج جميع النساء من الغرفة وأمام زوجها وأهلها وأطفالها وبعض الرجال قاموا باغتصابها والتناوب عليها، وإذا فكر شخص أن يغمض عينه عن بشاعة وإنعدام إنسانية ما يحدث يتعرض للتهديد بإطلاق النار عليه في الحال.
وليس في مجمع الشفاء فقط، فيكاد يكون يوميًا يتأكد للعالم كله حجم ما حل بنساء غزة، فالأسيرات المحررات يروين شهادات عن تعرية أجسادهن وتهديد بالاغتصاب ونزع الحجاب والتنكيل بهم.. فتروي واحدة عن محاولات لدفنهم أحياء بينما الجندي يردد “لتنهشكم الكلاب”، ولكن الكلاب فعلًا تنهش أجساء النساء في غزة يقوموا بإخراج الجثث عمدًا من تحت الركام ليصبحوا وجبة للكلاب.
وفي السابق قال إبراهيم شاهين، وهو أسير محرر: “كان من ضمن الأسيرات اللي معانا أسيرتين مرروهن داخل القسم اللي كنا فيه عاريات فقط كن يرتدين الملابس الداخلية، أنا قمت بخلع بنطالي ورميته علي إحداهن لكن قاموا بضربي وسجني لمدة ثلاثة أيام”..
فاليوم خبر اغتصاب النساء في غزة ومن قبله استهداف الأربعة مدنيين وقتلهم للتسلية كإنهم لعبة إلكترونية، ومن قبلها مجزرة الطحين وقتل بالجملة ومجزرة المستشفى ومشاهد إذلال وسخرية، وقبل أسابيع قليلة تنشر الأمم المتحدة أكثر من تقرير متعلق بالانتهاكات التي تتم بحق نساء غزة، وتخرج في هدوء لتقول أنها “شعرت بالفزع” جراء ما يحدث ومرة أخرى تعرب عن “قلقها” ومرة عن “صدمتها”.. ماذا بعد؟