في عادات العرب.. التمر والقهوة وسر “الفنجان الناقص”

ما أن تهبط مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض، وتجد رائحة القهوة العربي تفوح في كل مكان، وستجد أحدهم يقف ليقدم لك التمر والقهوة كنوع من الترحيب بالضيف، ويعكس أيضًا كرم الضيافة.

وليس غريبًا أن تكون القهوة والتمر الرمز الأول لعناصر الضيافة في السعودية، ولما لا وهما يشاركان أي مواطن سعودي كل لحظات يومه، فقد اعتمد السعوديون على التمر كغذاء لهم لفترات طويلة، لما يتمتع به التمر من فوائد صحية عديدة، ثم صار التمر وفنجان القهوة العربي مظهر من مظاهر الضيافة والترحيب بالضيف والاحتفالات أيضًا، حتى صارت القهوة بجانب التمر جزءًا هامًا من الهوية السعودية.

القهوة العربي

للقهوة العربي في السعودية طقوس معينة يدركها أهل الجزيرة العربية جيدًا، أبرز هذه الطقوس صب القهوة في الفنجان حتى ثلثه فقط وليس الفنجان كاملًا، ويرجع ذلك إلى عادات العرب قديمًا، فكانت “الفناجين” قليلة جدًا والضيوف عادة عددهم أكثر من عدد الفناجين الموجودة، فكان يتم صب القهوة لثلث الفنجان حتى ينتهى الضيف سريعًا من الشرب، ليعطى الفرصة لغيره يشرب في نفس الفنجان.

طريقة تقديم القهوة العربي

لصب القهوة العربي في السعودية طقوس وعادات معينة؛ فيمسك من يقوم بتقديم القهوة إبريق القهوة في يده اليسرى، والفناجيين في يده اليمنى، وكان قديمًا يحمل مقدم القهوة 5 فناجيين فقط، وكان لهم أسماء، فكان الأول يسمى فنجان الهيف، والثاني فنجان الضيف، والثالث فنجان الكيف، والرابع فنجان السيف، والأخير فنجان الفارس.

وفي بعض المناطق القديمة في السعودية، مثل نجد ونجران، يكون للفنجان الأول في أول الصباح طقوس معينة، فإذا جاء الصبح واجتمعت العائلة ووسطهم شيخ كبير (الجد)، يتم صب القهوة، إلا أنهم لا يبدأوا الشرب إلا بعدما يشرب الشيخ ويتحدث ويقول بعض الأدعية، وبعدها تبدأ باقي الأسرة في شرب القهوة.

وتشير القهوة السعودية عمومًا إلى القهوة المصنوعة من حبوب “أرابيكا”، ومعروفة بدرجة كثافتها الأقل من القهوة التركية، وكذلك بثراء مذاقها بسبب استخدام التوابل.

التمر السعودي

يعتبر المجتمع السعودي أن التمر غاء وبركة، ولا يوجد مواطن سعودي يستغنى عن التمر مهما كان لديه من خيرات أخرى، ولا يخلو أى تجمع للناس سواء مناسبات أو غيره من وجود التمر، فيتناول الضيف بعض التمرات قبل شرب القهوة.

ومع تحسن الوضع المعيشي بدأ السعوديون في تقديم التمر بأشكال مختلفة؛ فيتم حشو التمر الآن بالمكسرات ورشه بالسمسم وإضافة مواد له تعطيه نكهة أجمل، وفيها تعبير عن تقدير أكبر للضيوف.

ويوجد بالسعودية حوالي 300 نوع من التمر، وتعتبر المملكة ثالث أكبر منتج للتمور في العالم، والتي تم زراعتها وتداولها في جميع أنحاء المنطقة منذ عام 7000 قبل الميلاد.

كما تحتوي السعودية على ما يزيد عن 33 مليون نخلة، وأكثر من 123 ألف أرض زراعية تنتج أكثر من 1.5 مليون طن من تمور المملكة كل عام، بالإضافة إلى 157 مصنعًا للتمور.

أخر كلمة: ماتفوتش قراءة: أمطار رعدية وسيول بأماكن متفرقة في السعودية.. والدفاع المدني يحذر

تعليقات
Loading...