في المونديال: فصل الرياضة عن أي توجهات يعتبر عنصرية؟
كأس العالم حدث الناس بتستناه بفارغ الصبر والعالم كله بيتابعه بشغف، حتى لو ماكانوش مجانين كورة لكن الاهتمام بكأس العالم مختلف. والسنة دي مع بداية المباريات في أول أسبوع، في جدل بيُثار من منتخبات ولاعبين وصلت للتهديد بالانسحاب من البطولة، بسبب رفع رايات بتعبر عن توجهات غير الكورة، وانقسمت آراء الجمهور عمومًا ما بين فكرة إن ليه ندخل قضايا وتوجهات في لعبة زي كرة القدم؟ وبين إن ده قمع للحريات وعنصرية.
لعبة العالم بيستناها سنين، لكن فصل الكورة عن الحياة يعتبر صعب، يعني كمشجع، لك توجهات وأفكار وآراء بتأثر حتى على تشجيعك للفرق المختلفة، بمثال بسيط، الفرحة العربية في المونديال في أول أسبوع بفوز تاريخي للسعودية، ومباريات مشرفة لباقي المنتخبات العربية زي تونس والمغرب، فأنت كمصري حاسس بالفخر حتى لو أنت -على الورق- تعتبر مش جزء أساسي من الموضوع ودول مش منتخب بلدك، لكن انتماءك العربي بيحسسك بكده، والناس بعد المباريات دي فضلت تقول روح العروبة بترجع في الكورة أكتر من الأحداث الاجتماعية أو السياسية، والكورة قادرة تجمع اللي السياسة بتفرقه.
لقطة ألمانيا وتهديد الدنمارك بالانسحاب
لكن بقوانين الفيفا، بشكل أو بآخر ماينفعش تدخل توجهات أو تعبر عن قضايا في أرض الملعب، أيًا كان التوجه أو القضية. ومؤخرًا، الدنمارك بتهدد بالانسحاب من بطولة كأس العالم بسبب رفض الفيفا رفعهم لشعار دعم المثلية ورفضهم ارتداء شارة القيادة بألوان وشعار المثلية. وشايفين إن دي عنصرية، كمان المنتخب الألماني في مباراته مع اليابان، عمل لقطة تكميم الأفواه في صورة ما قبل المباراة، اعتراضًا منهم على سياسة قمع الحريات -من وجهة نظرهم- اللي شايفين إنها مش بتخليهم محل احترام من الآخر وبتمنعهم من التعبير عن رأيهم.
احترام الحقوق والحريات
في وجهة نظر، ناس بتقول إن ماينفعش نبقى في 2022 ولسه بنحجر على آراء البعض، أو بنقمع حرية التعبير عن تبني أي فكرة، وإن اللي بيحصل في مونديال قطر غير مقبول، لإن من قبل انطلاق المونديال وقطر أعلنت عن حظر الكحوليات والخمور في الملاعب، وفيفا أعلنت في بيان رسمي عن حظر الخمور بشكل نهائي وقالت: “بعد عدة مناقشات مع دولة قطر والسلطات هناك، اتخذنا هذا القرار باقتصار شرب الكحول على المشاركين بمهرجانات فيفا الترفيهية فقط بدلًا من الملاعب الخاصة بالبطولة، وهو ما يعني إزالة كافة منافذ بيع الكحوليات بالملاعب”.
ده غير منع شارات دعم المثلية، في بيان رسمي أعلنته الفيفا قبل انطلاق المونديال القطري، وقالت في البيان: “بعد المناقشات، يُمكن للاتحاد الدولي لكرة القدم أن يؤكد أن لوائح فيفا وتحديدًا المادة 13.8.1 تنص على أنه يجب على قائد كل فريق ارتداء الشارة المُقدمة من جانب فيفا خلال المسابقات الدولية، وبالتالي لا يُسمح لقادة المنتخبات ارتداء أي شارات خارجية”.
ازدواجية المعايير
القرارات دي وتطبيقها في كأس العالم اللي بينطلق على أرض قطر، ناس قالت إن ده احترام لعادات وتقاليد وثقافة البلد المستضيفة للبطولة، وإن طبيعي لما تروح لحد تحترم قواعده وتمشي عليها، وده اللي قطر بتنفذه، وإن طبيعي كل اللي جاي يحضر البطولة يحترم قواعد وثقافة المكان اللي هو رايح له، زي ما بيحصل العكس وأي شخص بيسافر لأي دولة بيمشي على قوانينها ويحترم ثقافتها من غير أي اعتراض.
ومع وجهة النظر دي، اتهامات للغرب بازدواج المعايير بإن المواطنين هناك بيدعوا دايمًا لحقوق واحترام الحريات واحترام الثقافات المختلفة، لكنهم بيفتقدوا ثقافة الاختلاف ومش قادرين يحترموا اختلاف البلد اللي هما رايحينها.
لو رجعنا لمونديال روسيا 2018، فكانت بتتطبق فيه كمان تقريبًا نفس القوانين، ووقتها الصحف الغربية اتملت بمانشيتات بتحذر داعمين المثلية من إن كأس العالم في روسيا في خطر على تواجدهم فيه، وإن مش مسموح هناك كمان بإدخال القضية في الرياضة.
“أشياء غير مناسبة لحدث رياضي”
في وقائع سابقة، الفيفا وقعت عقوبات على جمهور عبّر عن رأيه وتضامنه مع القضية الفلسطينية وأدان أفعال إسرائيل، والفيفا اعتبرت إن دي أشياء غير مناسبة لحدث رياضي ووقعت غرامة على الفريق نفسه، مع إن التضامن جيه من جمهور الفريق مش حتى اللاعبين.
الواقعة دي كانت في تصفيات كأس العالم في أكتوبر 2021، تحديدًا في مباراة اسكتلندا مع إسرائيل، لما رفع مشجعين من الجمهور الأسكتلندي علم فلسطين ولافتات بتدين جرائم إسرائيل مع الشعب الفلسطيني.
وفرضت الفيفا على الاتحاد الإسكتلندي غرامة مالية قدرها 8024 جنيه إسترليني، واعتبرت موقف الجمهور موقف سياسي ووصفت الأفعال دي بإنها غير مناسبة.
بشكل عام، فصل كرة القدم، اللي تعتبر اللعبة اللي بيجتمع عليها سكان الأرض، عن أي صراعات أو اختلافات وتوجهات أو تبني قضايا أيًا كانت مصدرها، ممكن يتحقق على أرض الواقع، ولا الكورة تعتبر جزء أصيل من المشجعين اللي بطبيعتهم مختلفين وكل واحد منهم شايف إنه طبيعي يعبر عن رأيه؟