فيلم “حلمي أطير”: عن تقاطعات الذات الطفولية في المدينة مع الفقد

أسماء جمال الجعفري صحفية ومصورة ومخرجة مصرية استطاعت أن تصل بأحلام شباب على هامش المجتمع والمدينة إلى جميع أنحاء العالم، عبر فيلم تسجيلي طويل تحت التطوير اسمه “حلمي أطير”، تم اختياره في برنامج “مواهب الديربان” بجنوب إفريقيا بالتعاون مع مهرجان برلين السينمائي الدولي، بالإضاقة إلى مشاركة الفيلم من قبل في “أسبوع قمرة للصناعة” مع معهد الدوحة للأفلام، وحصل على جائزة “لاب” بمهرجان الدراما للأفلام القصيرة باليونان، بالإضافة إلى اختياره للمشاركة في برنامج “جلوبال ميديا ميكرز” في لوس إنجلوس، و”كايرو كونكشن” في مهرجان القاهرة السينمائي، بالإضافة إلى سوق “مهرجان هوت دوكس” بكندا، يحكي الفيلم دورة حياة طفل صغير من الحب والأحلام أثناء انشغاله وتدرجه من ركوب الدراجة إلى الموتسيكل.

يتقاطع الفيلم وبنائه مع طفولة المخرجة، ينطلق من ذاتها نحو الآخرين، تقول عن الفيلم :” كنت دائمًا بتابع حركة الموتسيكلات في الشارع من وأنا طفلة وبتمنى أن أجرب أركب موتسيكل، ولكن ده ماحصلش في طفولتي بسبب خوف أهلي عليا”، ومنذ ظهور الموتسيكلات كوسائل مواصلات يمكن استخدامها، لاقت المخرجة أن ربما تحررها من مخاوف أهلها في الطفولة يبدأ من استخدامها الموتسيكلات خصوصًا مع ازدحام القاهرة في مختلف الأوقات، ومع تكرار التجربة وتغلبها على مخاوف الطفولة، بالتبعية شعرت بأن هذه أسعد لحظات حياتها تنتمي إلى لحظة التجول بالموتسيكلات، بدت “أسماء ” خلال سيرها تتابع حركة هذه الموتسيكلات وتلتقطها بعدستها، وتكرر الأمر عدة مرات بمتابعة الحركات المختلفة لمجموعة من الموتسيكلات من مناطق شعبية مختلفة، حتى أشار إليها أحد أصدقائها إنه وصوله إلى مجموعة من سائقي الموتسيكلات يتشاركون في وقت الحركة وطريقة اللعب وأنهم يقبعون منطقة “القناطر الخيرية” بالقاهرة، زارت المكان أكثر من مرة ولاقت ترحيب من أهل المكان، وهذا أيضًا ذكرها بما عاشته في طفولته في أماكن شعبية مثيلة، ولكن لم تكن أخذت القرار تجاه هذه المادة التي تكونها مع الوقت، حتى رأت أب يستأذن من هذه الجلسات معها ليحتضن ابنته ويأتي بها في هذه اللعبة.

تقول “أسماء” عن هذا الرجل:” وقتها حسيت بشيء غريب من حركته وأنه خد بنته في حضنه، سألته عن علاقته باللعبة وبدأت أهتم أكتر به، لحد ما قالي أن أصلًا أخوه هو إللي علم القناطر كلها اللعبة ومات وهو بيلعبها، وقتها بدأت أسمع من أمه وإللي كان بالصدفة يوم سنوية أخوه، ارتحت لهم وارتحولي، وقررت أن الفيلم يكون عن قصة حياة أخيه، دورة حياة كاملة بتبدأ بالطفولة حتى وتتطور خلال الفيلم، يعبر “حلمي أطير” عن أثر تقاطعات الفقد والذات مع العالم، في النهاية ما قدم إلى العالم مبني على واقع أشخاص على هامش المدينة لا يراهم أحد ولكن استطاعت “أسماء” بعدستها التقاطهم.

تعليقات
Loading...