فتوات السينما: بين احتكار نجيب محفوظ وتطور المفهوم لحد “البلطجة”

قدمت مشاهد حية من داخل المجتمع المصري وصورت الحارة الشعبية بكل تفاصيلها وعكست الصراع الدائم بين الخير والشر حيث فرض عصر الفتوة الذي ظهر في مصر قديمًا نفسه بقوة على السينما، ونجح في اقتحام الشاشة العملاقة من أوسع أبوابها؛ لما حققه الفتوات من شعبية كبيرة داخل الأحياء الشعبية.

ولكن لم يكن الفتوة دائمًا هو البطل نصير الضعفاء في كل الأفلام، حيث تطرقت السينما إلى الفتوات الذين استخدموا قوتهم البدنية وسلطتهم فى الظلم والبطش وفرض الإتاوات على الفقراء، ولكن نجيب محفوظ كان صاحب النصيب الأكبر في رسم ملامح وتفاصيل الفتوة حتى أخدت في التطور إلى أن أصبحت تحت مفهوم “البلطجة”.

نجيب محفوظ المحتكر

عصر الفتوات الذهبي فرض نفسه على شاشات السينما بفضل روايات كبار الكتاب، ومن كان له نصيب الأسد الأديب نجيب محفوظ، الذي تطرق لجوانب مختلفة من حياتهم الاجتماعية وحلل بدقة شديدة الواقع المصري بانفعالاته وصراعاته وظواهره.

ومن أبرز هذه الأفلام: “فتوات الحسينية”، بطولة فريد شوقي الذي جسد شخصية “فتوة” داخل أحد أحياء القاهرة القديمة، حيث تبدأ أحداث الفيلم في الاشتعال عندما يستلم الابن عصا الفتوة من أبيه، ويتعلم منه القتال بالنبوت.

وفيلم “الشيطان يعظ” وهو أيضَا من تأليف نجيب محفوظ، وبطولة نور الشريف وفريد شوقي وعادل أدهم، يجسد عالم الفتوات في الحواري المصرية القديمة، و”الديناري” فتوة المنطقة الذى يضم “الحاجري” لأعوانه.

وفيلم “المطارد” للبطل نور الشريف وتحية كاريوكا الذي تدور أحداثه حول الحرافيش في زمن سماحة الناجي الذي يفاجئه الفتوة برغبته الزواج من حبيبته “مهلبية”.

وملحمة “التوت والنبوت”، بطولة عزت العلايلي، وحمدي غيث، وسمير صبري، وأمينة رزق، المستمدة من رواية الحرافيش لنجيب محفوظ، والتي تدور عاشور الناجي، الذي يبذل محاولات لجمع الحرافيش حوله لاستعادة مكانة أولاد الناجي في الحارة، بعد استيلاء المعلم حسونة على منصب الفتوة، الذي يطالبهم بدفع إتاوات كبيرة.

الفتوة الذي أصبح بلطجي

بعد الفترة التي كان فيها زخمًا سينمائيًا في تناول سيرة الفتوات، حدث تغير تدريجي، حتى وصلت الفتونة إلى مرحلة البلطجة عند السينمائيين، وتغير حتى ملامح وخلفية الفتوة والمنطقة التي نابع منها، حيث قدم أحمد السقا دور البلطجى في فيلم إبراهيم الأبيض.

وأصبحت وصفة سهلة أمام صناع السينما في تحقيق إيرادات ضخمة، وهى الوصفة التى اعتمد عليها المنتجون في تحقيق أرباح وعُرفت في ذلك الوقت بـ”التوليفة السبكية”، ومن بعدها أمام صعود محمد رمضان، بدأها بـ”الألماني” و”عبده موتة”

البعض يرى أن البلطجي تطور طبيعي للـ”فتوة”، مرتبط بتطور المجتمعات، فالفتوة كان يستخدم النبوت في فرض السلطة أما البلطجي يستخدم الأسلحة البيضاء.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: التصوير الموسيقي اللاإرادي: ليه فيه بعض الأغاني بتعلق معانا؟

تعليقات
Loading...