عميد الأثريين المصريين: سليم حسن شخصية معرض الكتاب لهذا العام

كعادة معرض القاهرة الدولي للكتاب كل عام، يختار شخصية ليحتفي بها باعتبارها رمز من رموز الثقافة المصرية، ووقع الاختيار هذا العام على عالم المصريات الدكتور سليم حسن، في الدورة الـ 55، لما له من دور كبير في ترسيخ الهوية المصرية؛ من خلال تناوله تاريخ مصر وحضارتها منذ أيامه العلمية والمهنية الأولى.

المؤلف والمكتشف والمترجم: لماذا سليم حسن؟

ابن قرية ميت ناجي التابعة لميت غمر، تربى على حب العلم فكان منذ أيامه الأولى عالي الهمة، بعد دراسته للتاريخ الفرعوني بمدرسة المعلمين، بدأ حياته المهنية بالتدريس للتاريخ واللغة الانجليزية، واشترك فى وضع الكتب التاريخية التى كانت مقررة على طلبة المدارس، فألف مجموعة من الكتب التاريخية التي نشهد لها حتى الأن.

ولكن ظل حلم التحاقه بالمتحف المصري وعمله بمصلحة الآثار التي سيطر عليها الأجانب يراوده، حتى ثورة 1919 التي غيرت كل شيء وأصبح المصريون بعدها أكثر نفوذًا، إذ انتهز أحمد شفيق باشا وزير الأشغال فرصة تعيين أمينين فرنسيين بالمتحف المصرى، وأصر على تعيين أمينين مصريين مساعدين لهما منهم العالم سليم حسن.

وخلال الاحتفال بمرور مائة عام على فك شامبليون لرموز اللغة الهيروغليفية، سافر سليم لباريس 1922 ليصادف بمفاجأة لم تكن في الحسبان، فبعد زيارة عدة متاحف أوروبية، اكتشف أن الآثار المصرية مسروقة في المتاحف، وذلك كان عنوان مقاله بعد عودته “الآثار المصرية فى المتاحف الأوروبية”، ما أثار حملة عالمية وقومية للوقوف ضد السرقات لثروتنا القومية.

لم يتوقف دوره عند هنا، حصل ثلاث دبلومات تخصصية في التاريخ الفرعوني من الخارج، وكافح لنيل موافقة رسمية من إدارة الجامعة لكي يكون أول مكتشف مصري في بعثة جامعية رسمية لدراسة مصر القديمة.

حيث بدأ الحفر بمنطقة الأهرامات، وفي منطقة أبي الهول من أهم أعماله التي كشفت عن أسرار أبو الهول وما يحيط به من غموض وإبهام، والعديد من مقابر الدولة القديمة وامتد نشاطه إلي منطقة سقارة ومنطقة النوبة، ومع انجازاته في الاكتشاف التي استمرت 10 سنوات، تتدرج عالمنا في المناصب إلي أن عين وكيلاً لمصلحة الآثار في سنة 1936م، ليصبح أول مصري يشغل هذا المنصب.

ومؤلفاته تجاوزت الـ 53 العربية وغير العربية بالإضافة الترجمات والبحوث والدراسات، التي لا تزال محل إعجاب وتقدير من العالم كله، ومن أهم مؤلفاته هو كتابه “مصر القديمة “الذي أخرجه في ستة عشر جزءًا، وبدأ في نشره سنة 1940، وترجمته لكتاب “فجر الضمير “للمؤرخ الأمريكي جيمس هنري بريستد”

وفي 1961 رحل عن عالمنا شخصية أسهمت في ميدان الترجمة والتأليف والاكتشاف، ولم نقدر أبدًا على اختزاله في موسوعة مصر القديمة،بعد أن وضع لمصر ولأجيالنا موسوعة وتاريخ مازال يدرس، والآن نكرمه في معرض الكتاب.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: بعد 100 يوم من الحرب على غزة: أين ذهبت بنا المقاطعة؟

تعليقات
Loading...