عصابات سرقة المساعدات في غزة: حرب فوق الحرب تزيد المعاناة والألم

تواجه غزة حملًا ثقيلًا آخر يزيد من معاناة سكانها، فالألم لا يتوقف عند القصف، والقتل، والحصار المستمر، بل ظهرت أيضًا عصابات محلية متورطة في سرقة المساعدات الإنسانية الموجهة للمتضررين.

هذه العصابات لم تكتفِ بسرقة المساعدات فقط بمحيط معبر كرم أبو سالم، بل امتدّت جرائمها لتشمل اختطاف وقتل سائقي شاحنات الإغاثة في محيط معبر كرم أبو سالم، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة.

تتزايد المخاوف من أن هذه الأعمال الإجرامية ستؤثر بشكل كبير على قدرة المنظمات الإنسانية في إيصال المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة إليها، مما يضاعف معاناة المدنيين في غزة في ظل الوضع المتدهور

قافلة تحوي 109 شاحنات تعرضت للنهب

بدأت قصة سرقة المساعدات في غزة عندما تعرضت قافلة إغاثة مكونة من 109 شاحنات للنهب على يد عصابات مسلحة، مما اضطر السائقين إلى تفريغ الشاحنات تحت تهديد السلاح.

يقوم المسلحون بإيقاف الشاحنات باستخدام نقاط تفتيش مؤقتة أو بإطلاق النار على إطارات الشاحنات، ثم يطالبون السائقين بدفع “رسوم عبور” تصل إلى 5 آلاف دولار.

وفي حال رفض السائق دفع المبلغ، فإنهم يواجهون خطر اختطاف الشاحنة أو الاستيلاء عليها، مما يؤدي إلى سرقة محتوياتها.

هذه الممارسات تزيد من تعقيد الوضع في غزة، حيث يهدد النهب المستمر قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات التي يحتاجها المدنيون في ظل الظروف الصعبة.

من أتى بتلك العصابات؟

في مذكرة حصلت عليها صحيفة “واشنطن بوست”، أفادت الأمم المتحدة بأن عصابات سرقة المساعدات في غزة تعمل بحرية في المناطق الخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر محلية أن مسلحين مرتبطين بعشيرتين معروفتين في منطقة رفح يقومون بمنع جزء كبير من شاحنات الإغاثة بشكل منهجي، ما يعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان في حاجة ماسة لها.

وقد رصدت الأجهزة الأمنية في غزة اتصالات بين هذه العصابات وقوات الجيش الإسرائيلي، حيث توفر الأخيرة تغطية لأعمال العصابات وتوجه مهامها وتقدم لها غطاءً أمنيًا.

وفي تأكيد لهذه المعلومات، صرح الناطق باسم مكتب الإعلام الحكومي في غزة، تيسير محسين، بأن “هناك عصابات مسلحة مرتبطة بالاحتلال وتعمل في المناطق التي تتواجد فيها قوات الاحتلال”.

من جانبها، نفت القوات الإسرائيلية هذه الاتهامات، حيث قالت في بيان رسمي إنه “يجري تنفيذ إجراءات مضادة ضد لصوص المساعدات، مع التركيز على استهداف الإرهابيين”، في محاولة لرد الاتهامات الموجهة إليها.

حرب العصابات

نتيجة لهذه الأحداث، نفذت الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية في غزة (تحت سلطة حركة حماس) عملية أمنية بالتعاون مع لجان عشائرية في شرق مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.

وأسفرت العملية عن مقتل أكثر من 20 شخصًا من “عصابات لصوص شاحنات المساعدات”، الذين كانوا يعرقلون وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.

وأكدت حركة حماس أن “الأجهزة الأمنية ستعاقب بيد من حديد كل من تورط في مساعدة عصابات اللصوص”.

وأشارت إلى أن هذه العملية الأمنية لن تكون الأخيرة، وأنها تمثل بداية لعمل أمني موسع في مواجهة عصابات سرقة المساعدات في غزةات التي تضر بمصالح الشعب الفلسطيني وتزيد من معاناته.

20 قتيلا من لصوص المساعدات في عملية أمنية في غزة عن الإمارات

المجاعة في غزة: ماذا بعد؟

آخر تقرير دولي حذر من المخاطر العالية لاستمرار حدوث مجاعة في أنحاء قطاع غزة.

وأشار التقرير إلى أن نحو 96% من سكان القطاع يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

التقرير كشف أيضا أن أكثر من 495 ألف شخص في غزة يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي في المرحلة الخامسة، وهي أسوأ مرحلة في تقييم الأمن الغذائي.

وأضاف التقرير أن العصابات المسلحة التي تسرق المساعدات الإنسانية تزيد من معاناة السكان، مما يضاعف من تداعيات الحرب والحصار.

هذه العصابات لا تقتصر على تهديد حياة المدنيين بل تعرقل بشكل مباشر جهود الإغاثة الدولية، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني في غزة.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: بعد غياب دام ربع قرن: لماذا يعد التعداد السكاني بالعراق خطوة هامة؟

تعليقات
Loading...