شرق 12: فيلم مصري بميزانية محدودة يصل إلى مهرجان كان

عُرض الشهر الماضي فيلم “شرق 12” في مهرجان “كان” السينمائي ولقى إعجاب من الحاضرين في المهرجان العريق، عرض في مسابقة اسمها ” نصف شهر المخرجين” وتم اختياره من وسط 1590 فيلم طويل، و في خلال هذه الأيام يعرض في قاعات “باريس”، الفيلم الذي يشير إلى أن الحب يخلق معنى آخر لمفهوم “الحرية” عبر الحب، يستحق أن نتأمل ما بداخله، وأثر ذلك على إنتاج أفكار مختلفة في مجال السينما، وهل بعد نجاح “شرق 12” من الممكن أن تتأثر الصناعة وتخرج خارج نطاق الأفلام التجارية في سبيل صناعة سينما حقيقية، وهل هذه التجربة ستشجع المنتجين على تقديم دعم حقيقي لمثل هذه المشاريع؟ 

“هالة القوصي” هي مخرجة مصرية من مواليد 1974 في القاهلرة، صدر فيلمها الأول “زهرة الصبار” في 2017، و”شرق 12″ يعد نتاج الفترة التي حاولت فيها خروج الفيلم عقب 2017، أي أنها قضت ثماني أعوام في محاولة عرضه ما بين البحث عن ممول، والبحث عن فنانين مؤمنين بالفكرة على حساب إيمانهم بأهمية العائد المادي.

ونجحت “هالة” في ذلك بالفعل، وهناك أثر واضح للفن التشكيلي في الفيلم نابع من كونها بالأساس فنانة تشكيلية، الفيلم يعد التعاون الثاني بينها وبين الفنانة “منحة البطراوي”، ولكن تم إضافة إليه فنانين آخرين مثل “أحمد كمال وعمر رزيق وفايزة شامة وأسامة أبو العطا” أي لو تم استثناء “أحمد كمال” في الفيلم قائم بالأساس على فنانين غير معروفين، أنهم ليسوا نجوم شباك، الفيلم الذي تؤكد مخرجته على إنه ينتمي للكوميدياء السوداء، يتجاوز هذا التصنيف حتى ليخلق علاقة قوية بين الحرية والحب عبر تصوير بطل يتحرر من كل شيء يؤرقه بمجرد حبه لفتاة، هذا التصورالكليشيهي تصدره بشكلٍ مختلفا تمامًا “القوصي” عبر اهتمامها بتفاصيل دقيقة للغاية، ومن خلال إمكانيات محدودة تصل به أن يحدد له أكثر من يوم في باريس، وبعد هذا النجاح يظل السؤال معلقًا هل سيلتفت الصناع والقائمين على مجال السينما لمثل هذه التجارب؟ ويقدموا لها دعمًا حقيقيًا، وبالتبعية هل سيؤثر هذا الفيلم على إلهام بعض المخرجين لصناعة ما ينتمي لمثل هذا النوع من السينما. 

تعليقات
Loading...